بعد المقاطعة العربية والغربية.. فشل «مؤتمر عودة اللاجئين» في دمشق

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

فشلت روسيا مجدداً في تحقيق تجاوب دولي مع دعوتها لحضور مؤتمر في دمشق يبحث إمكانية عودة اللاجئين، حيث رفضت حضوره معظم الدول العربية، كما انتقدته دول الاتحاد اﻷوروبي والغربية التي تشترط تحقيق حل سياسي يضمن توقُّف الحرب من أجل عودة اللاجئين وإعادة الإعمار.

ملايين اللاجئين السوريين في البلدان العربية والدول اﻷوروبية يرفضون العودة لسوريا، حيث تستحيل عودتهم مع بقاء الميليشيات الإيرانية الطائفية والقوات الروسية وقوات نظام اﻷسد وأفرعه الأمنية.

ويطالب اللاجئون الذين يشكلون ضغطاً اقتصادياً وسياسياً على الدول المضيفة لهم، ما يدفعها للمطالبة بتحقيق حل جذري.

وأكد معظم النازحين خلال مقابلات إعلامية بثتها عدد من الفضائيات السورية المعارضة رفضهم العودة إلى منازلهم بأي شكل من الأشكال، دون رحيل “بشار الأسد” عن الحكم، ومحاسبة نظامه ورموزه على جرائمهم، وخروج قوى الاحتلالين الروسي والإيراني من البلاد.

وقال أحد النازحين: “تهجرنا من منازلنا على يد بشار الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحت قصف الطيران وقذائف المدفعية والصواريخ بعيدة المدى، كما دمروا بلداتنا وأخرجونا منها”، ووصف نازح آخر دعوة روسيا ونظام الأسد للاجئين السوريين للعودة إلى منازلهم بـ”الدعوة الفاشلة”، نظراً لاستمرارهم في سياسة القتل والتشريد منذ 10 سنوات حتى الآن.

الدول الداعمة

ويدعو حلفاء نظام الأسد في مقدمتهم إيران وروسيا إلى إعادة اللاجئين بدون إشراف حقيقي من الأمم المتحدة ودون انتظار انتهاء الحرب، وتعد بعض الأطراف داخل الحكومة اللبنانية من أشد المتحمسين لذلك وخصوصا الموارنة والشيعة، حيث أعلن رئيس الوفد اللبناني إلى “المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين” في دمشق وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال “رمزي المشرفية” عن “خطة” ﻹعادة اللاجئين السوريين إلى مناطق سيطرة نظام اﻷسد.

وقالت وكالة “سبوتنيك” الروسية إن روسيا “خصصت أكثر من مليار دولار لإعادة إعمار الشبكات الكهربائية والصناعات في سوريا”، وتدعو روسيا إلى إخراج النازحين داخل سوريا قسراً من مخيماتهم وتفكيكها.

الموقف الدولي

الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا أعلنتا عن رفضهما للمؤتمر، وأكدتا أن أيَّ عودة للاجئين يجب أن تكون في إطار تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وبرعاية الأمم المتحدة وليس روسيا التي هجَّرت وشردت ملايين السوريين.

وأعربت الحكومة الكندية عن رفضها لمؤتمر اللاجئين، وأوضحت أنها تدعم عودة اللاجئين السوريين حين تكون طوعية وآمنة وكريمة، مؤكدة أن شروط هذه العودة ما زالت غير موجودة في سوريا.

فيما أكدت الحكومة اﻷلمانية وجود شروط عدة لتحقيق البيئة المناسبة لعودة اللاجئين السوريين وهي غير متوافرة في سوريا حتى اﻵن، وقالت وزارة الخارجية اﻷلمانية: إن المعايير التي يتم الحديث عنها “يجب أن تكون حقيقة واقعة في سوريا حتى تصبح العودة على نطاق واسع ممكنة” حيث ‏يرغب العديد من اللاجئين والنازحين السوريين في العودة إلى ديارهم “لكن القليل منهم قادر على ذلك، وقد كان واضحاً منذ سنوات”.

معايير ألمانية

المعايير الألمانية لعودة اللاجئين هي أن تكون الأعمال العدائية قد انخفضت بشكل كبير ودائم، وأن تكون الضمانات الأمنية للعائدين حقيقية، ويمكن التحقق منها بحيث يكون هناك اتفاق رسمي بين سوريا والدول المضيفة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “UNHCR_Arabic” لاستقبال العائدين، كما ‏يجب أن يكون “اللاجئون والمشردون داخلياً” قادرين على اتخاذ قرارات بناء على معلومات تتاح لهم و”طوعية دون أي إكراه” وقادرين على المطالبة بحقوقهم في السكن والأرض والممتلكات واسترداد الممتلكات والحصول على التعويضات وفقاً للقانون الدولي.

كما تضمنت لائحة الشروط “منح عفو فعلي دون استثناءات واسعة النطاق للعائدين بمن فيهم أولئك الذين لم يكملوا الخدمة العسكرية أو يُعتقد أنهم دعموا المعارضة”، ويحول دون تنفيذ تلك الشروط على أرض الواقع بقاء نظام الأسد ببنيته الحالية، ما يعني إعادة تأكيد ألمانيا على الموقف الأوروبي التقليدي المتمثل في الحل السياسي وَفْق قرار مجلس الأمن ذي الرقم 2254 ونقل السلطة ووقف إطلاق النار.

ربما يعجبك أيضا