غضب في أنقرة.. بومبيو يتجاهل لقاء أردوغان

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي

تحدثت وسائل الإعلام التركية والأجنبية عن تجاهل الرئيس الأميركي دعوة وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو للحضور إلى أنقرة أثناء زيارته لإسطنبول، الأمر الذي أعتبره عدد من المسؤولين الأتراك إهانة لأردوغان، ومن المقرر أن يزور بومبيو سبع دول هي فرنسا وتركيا وجورجيا وإسرائيل والإمارات وقطر والسعودية.

زيارة شرق أوسطية

 أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، السبت، بدء جولة دولية تشمل عددا من البلدان من أجل مناقشة مسائل هامة في طليعتها مكافحة الإرهاب، وأنشطة إيران المزعزعة في المنطقة، فضلاً عن الحريات الدينية. وأوضح في تغريدة على حسابه على تويتر أن البداية ستكون من باريس.

وكان مسؤولون أميركيون أفادوا، أمس الجمعة، بأن زيارة بومبيو ستشمل سبع دول وتستغرق عشرة أيام، حيث من المقرر أن يلتقي الوزير الأميركي كبار القادة في محطاته السبع.

رفض دعوة وزير الخارجية التركي

وفي السياق، أفادت وكالة بلومبيرغ بأن بومبيو لن يجتمع بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان أو غيره من أعضاء حكومته خلال زيارته تركيا الأسبوع المقبل، الأمر الذي اعتبره المسؤولون الأتراك إهانة.

لاسيما أن بومبيو سيلتقي شخصيات دينية في إسطنبول، لكنه لن يسافر إلى العاصمة أنقرة، ما دفع وزارة الخارجية التركية إلى وصف تلك الاجتماعات بأنها تدخل غير مناسب للغاية.

وقال مسؤول تركي لبلومبيرغ، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: بومبيو رفض دعوة وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو للحضور إلى أنقرة أثناء زيارته لتركيا، وطلب من جاويش أوغلو القدوم إلى إسطنبول للاجتماع.

كما أضاف أن جاويش أوغلو رفض الطلب، معبراً عن استيائه من تجاهل بومبيو زيارة أنقرة قبل مغادرة منصبه. وسيزور الوزير الأميركي سبع دول هي فرنسا وتركيا وجورجيا وإسرائيل والسعودية والإمارات وقطر.

استياء تركي

قالت وكالة الأسوشيتيد برس الأمريكية إن تركيا استاءت من بيان أمريكي قال إن وزير الخارجية مايك بومبيو سيعزز الحرية الدينية خلال زيارة مقبلة لإسطنبول، ودعت واشنطن إلى التركيز على العنصرية وجرائم الكراهية في الولايات المتحدة بدلاً من ذلك.

وانتقدت وزارة الخارجية التركية البيان ووصفته بأنه غير ملائم للغاية ، مؤكدة أن الدولة تحمي حقوق المواطنين من مختلف الأديان في ممارسة دياناتهم بحرية.

وقالت وزارة الخارجية: تم نقل رد فعلنا بشأن هذا الأمر إلى الجانب الأمريكي ، واقترح أن تركز (واشنطن) على زيادة التعاون بين بلدينا في القضايا الإقليمية والعالمية.

في يوليو ، قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتحويل آيا صوفيا المعلم التاريخي في إسطنبول إلى مسجد ، متجاهلاً الدعوات إلى الاحتفاظ بالكاتدرائية السابقة كمتحف تقديراً لماضي المدينة متعدد الثقافات.

 وأدت هذه الخطوة إلى اتهامات بأن الزعيم التركي كان يحاول محو التراث الثقافي للمسيحيين الأرثوذكس.

تركيا وسيد البيت الأبيض الجديد

وترى المعارضة التركية أن موقف أردوغان هو الأكثر سوءا من ناحية ما يحدث من تغيرات في البيت الأبيض، فالتعديات التركية في بحر إيجة والتدخلات السافرة في ليبيا أفقدت أنقرة مصداقيتها لدى المجتمع الدولي، وقد تفقدها أي دعم أميركي مستقبلا، وهو ما جعل الرئيس التركي يخرج بتصريح ناعم صباح الخميس الماضي يدعو فيه جميع دول العالم للمصالحة.

وحول تداعيات وصول بايدن للبيت الأبيض على تركيا، يشعر أردوغان بالقلق نتيجة ما يحدث من تغيرات في وجوه أصحاب البيت الأبيض، وما يحدث من تنسيق عال بين مصر وفرنسا في شرق المتوسط، وبات اليوم أمام معضلة غير قادر على استيعابها، وهي كيفية التعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة التي توعدته بإسقاطه من الداخل كما صرّح بايدن، وعزم بومبيو تجاهل مقابلته في زيارته.

ربما يعجبك أيضا