«السيل الشمالي-2».. صفقة رابحة أم خاسرة لأوروبا؟

محمود طلعت

محمود طلعت

يواجه مشروع «السيل الشمالي-2» الهادف لمد أنبوبي غاز من روسيا إلى ألمانيا عبر قاع بحر البلطيق، والبالغ قيمته 3 مليارات يورو، تحديات وضغوطات كبيرة لا سيما من قبل الولايات المتحدة.

وتعتبر الولايات المتحدة ودول أوروبية عدة أن تنفيذ مشروع «السيل الشمالي-2» سيزيد اعتماد ألمانيا والاتحاد الأوروبي على الغاز الروسي وبالتالي الرضوخ لموسكو.

وكانت الحكومة الألمانية قد أكدت مررا دعمها للمشروع، مؤكدة أن «السيل الشمالي-2» مشروع تجاري بحت، كما رفضت برلين التدخلات الأمريكية في سياسة الطاقة الأوروبية والألمانية.

أمريكا على خط المفاوضات

تم تنفيذ معظم المشروع الذي تبلغ طاقته الإجمالية 55 مليار متر مكعب، لكنه يواجه عراقيل بسبب الضغوطات الأمريكية، حيث تهدد واشنطن الشركات المشاركة في المشروع بالعقوبات.

وبدأت الإدارة الأمريكية، مفاوضات مع القيادة الألمانية، لتحديد مستقبل «السيل الشمالي-2»، حيث تراجع إدارة بايدن سياستها تجاه المشروع، بعد أن بدأت السفينة «فورتونا» بمد الأنابيب في المياه الدنماركية في 6 فبراير الحالي.

تقول صحيفة «وول ستريت جورنال» إن بايدن، لم يعرب بعد عن رأيه في هذا المشروع، لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي، قالت في وقت سابق، إن بايدن يعتبر «السيل الشمالي-2» صفقة سيئة لأوروبا.

كما صرح مصدر في الخارجية الأمريكية، بأن واشنطن تعتزم مراقبة الفعالية والنشاط، بعد إنجاز أعمال بناء الخط وصدور شهادات الترخيص له، وإذا تم تسجيل وجود هذا النشاط، فستتخذ القرار بخصوص فرض العقوبات.

تداعيـات إيـــقاف المشـروع

قبل أيام نشرت مجلة «دير شبيجل» الألمانية مقالا تحدثت فيه عن التداعيات المحتملة لإيقاف مشروع الغاز الروسي «السيل الشمالي 2»، والذي يلقى ضغوطات من قبل الولايات المتحدة.

وأعرب كاتب المقال عن ثقته بأن ألمانيا ستلحق الضرر بنفسها في حال رفضت إكمال تنفيذ المشروع، معتبرا أن إكمال المشروع الذي يهدف لتحقيق إمدادات مستقرة من الغاز من روسيا إلى أوروبا، مفيد للأوروبيين أنفسهم، وأن رفض برلين للمشروع غير منطقي لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى.

وأشار إلى أن العقوبات التي يفرضها الجانب الأمريكي على الشركات المشاركة في المشروع يتم فرضها بسبب عزم واشنطن بيع الغاز الأمريكي في أوروبا، مضيفا أن سكان أوروبا سيضطرون إلى دفع أموال إضافية لقاء الغاز الأمريكي، الذي يعتبر سعره أعلى من الغاز الروسي.

روســـــيا.. تــفاؤل وتــرقب

وفي حديث تلفزيوني له يوم الأحد الماضي قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، إنه تم بالفعل إنجاز بناء خط نقل الغاز «السيل الشمالي-2» بنسبة تزيد على 95٪، مشيرا إلى أنه مشروع تجاري تنفذه الشركات الأجنبية المهتمة بتوريد الغاز من روسيا.

وشدد نوفاك، على أنه سيتم إنجاز تشييد هذا الخط في نهاية المطاف، على الرغم من المحاولات الهدامة من جانب الولايات لمنع تنفيذه، معتبرا أن الدول الأوربية معنية بتنفيذ المشروع واستثماره لكونه يتوافق تماما مع التشريعات الأوروبية.

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي: «هنا الأمر يتعلق، بالمنافسة غير السوقية وغير النزيهة، من الجانب الأمريكي الذي يرغب بتصدير الغاز المسال إلى أوروبا».

ومن المخطط الانتهاء من مد أنبوبي الغاز في المياه الاقتصادية الدنماركية بحلول نهاية أبريل 2021، وذلك بحسب إخطار صدر عن شركة «نورد ستريم»، المسؤولة عن مشروع «السيل الشمالي-2».

ربما يعجبك أيضا