بعد حادث نطنز.. هل تنتقل طهران إلى الرد على إسرائيل في العمق؟

يوسف بنده

رؤية

حسب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، قال مسؤول استخباراتي للصحيفة عن الانفجار الذي وقع في منشأة التخصيب الإيرانية في نطنز: أنه تم تهريب عبوة ناسفة إلى المنشأة ثم تفجيرها عن بُعد. وبحسب هذا المسؤول فإن الانفجار تسبب في تعطل أنظمة الدعم الأولية للكهرباء في الموقع.

وأفادت القناة 13 الإسرائيلية يوم الاثنين أن قنبلة كانت مزروعة من قبل بالقرب من خط الكهرباء الرئيسي لمنشأة التخصيب في نطنز قد انفجرت في الساعة 4 صباحًا بالتوقيت المحلي يوم الأحد، وعطّلت المنشأة بأكملها.

وأشار التقرير، الذي لم يذكر مصدره، إلى أن جدول عمل موقع نطنز قد تأخر لشهور بعد الانفجار.

وأضافت القناة 13 الإسرائيلية أن آلاف الأشخاص كانوا موجودين وقت الانفجار وأنه تم إخلاء المجمع على الفور بسبب احتمال وجود قنابل أخرى، لكن في النهاية، لم يتم العثور على متفجرات أخرى في مكان الحادث.

ووصف الخبير العسكري في القناة 13 الإسرائيلية، بن دافيد، هجوم الأحد بأنه “أكبر هجوم على المنشآت النووية الإيرانية”. وقال: تتوقع إسرائيل أن ترد إيران “فورًا” على الهجوم، والذي قد يكون هجومًا إلكترونيًا على البنية التحتية المدنية، أو هجومًا على السفن الإسرائيلية، أو ضربة صاروخية من اليمن أو سوريا، أو هجومًا بطائرة مسيّرة أو صاروخًا باليستيًا على أهداف استراتيجية إسرائيلية.

وأضاف تقرير القناة 13 الإسرائيلية أن إيران في هذه الظروف، قد توسع عملياتها في منشأة فُردو تحت الأرض، والتي لديها حاليا 1000 جهاز طرد مركزي.

في غضون ذلك، ذكرت قناة “كان” الإسرائيلية، يوم الاثنين، نقلًا عن مصدر استخباراتي، أن أجهزة طرد مركزي متطورة تضررت في انفجار منشأة التخصيب في نطنز، لكنها لم تذكر طراز أجهزة الطرد المركزي.

لكن علي أكبر صالحي، رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، قال إن التخصيب لم يتوقف في نطنز، بالطبع يجب مراجعة بعض الآلات التي خرجت عن مدار التشغيل.

كما وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، الحادث بـ “المؤسف” خلال مؤتمر صحافي، قائلًا: “نحن سعداء لعدم وقوع أضرار بشرية أو بيئية، لكن كان من الممكن أن يؤدي إلى كارثة وجريمة ضد الإنسانية”.

كما أشار إلى أن “جميع” أجهزة الطرد المركزي التي خرجت من الخدمة نتيجة للحادث كانت من نوع IR-1 وسيتم استبدالها بأجهزة طرد مركزي جديدة.

وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الهجوم على منشأة نطنز النووية بأنه تخريب من قبل إسرائيل. وقال إن الاستهداف المتعمد لمنشأة نووية محمية ذات مخاطر عالية من انبعاث مواد مشعة “إرهاب نووي وجريمة حرب”.

وأضاف “ظريف” في رسالته إلى أنطونيو جوتيريش: كانت إسرائيل قد هددت وتتباهى الآن بمنع إحياء الاتفاق النووي بعد الانتخابات الأمريكية.

وقد ذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية يوم الاثنين أن عملية مهاجمة منشأة نطنز النووية تم التخطيط لها قبل وقت طويل من المحادثات النووية الجارية بين إيران ومجموعة 4 + 1 في فيينا.

ومع ذلك، أشار التقرير إلى أنه من الممكن تمامًا أن يكون الوقت المحدد للهجوم قد تلقى أخيرًا الضوء الأخضر النهائي لإعادة النظام الإيراني إلى طاولة المفاوضات، لكن الترتيب لهذه العملية كان مستمرًا منذ فترة طويلة.

من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الهجوم صباح الأحد على منشأة نطنز أدى إلى تعطيل نظامها الكهربائي لمدة تسعة أشهر، مما قد يكون له تأثير كبير على موقف طهران في محادثات فيينا.

الرد في العمق

واستمرارًا لتأكيد السلطات الإيرانية على “الانتقام” لحادثة نطنز، أشار علي ربيعي، المتحدث باسم الحكومة، إلى أن التخريب كان داخليا وليس نتيجة هجوم خارجي، معلنًا عن تورط إسرائيل فيه، ومضيفًا أن رد إيران على هذا الهجوم سوف يكون في “أرض المعتدي”.

وقال ربيعي، في مؤتمر صحفي أسبوعي، اليوم الثلاثاء 13 أبريل/نيسان، إن “الغرض من العملية التخريبية في نطنز هو تعطيل أجهزة الطرد المركزي، وسنقوم بالتأكيد برد قوي، وسيكون تركيز هذا الرد على أرض المعتدي”، معلنا عن كشف هوية منفذي العملية التخريبية، دون الإدلاء بأية تفاصيل.

وأضاف المتحدث الحكومي أن هناك “أدلة قوية للغاية” على تورط إسرائيل في الحادث، وقال: “نحن ملتزمون بالرد المتكافئ في الوقت المناسب”.

وقال مسؤولون عسكريون وحكوميون إسرائيليون، دون الإشارة مباشرة إلى الحادث، إنهم لن يسمحوا لإيران بامتلاك أسلحة نووية وإنه سيتم اتخاذ إجراء أينما كان هناك تهديد.

ومضى ربيعي يقول إن الحادث ليس “هجومًا خارجيًا” وإن مكان التخريب قد تم تحديده، معلنا عن كشف هوية منفذي العملية التخريبية، دون الإدلاء بأية تفاصيل.

وكان مسؤولون في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قد وصفوا ما وقع في نطنز بأنه “حادثة” دون وقوع إصابات، لكن وفقًا لما ذكره رئيس مركز البحوث البرلمانية، اتضح أن “عدة آلاف من أجهزة الطرد المركزي” و”معظم منشآت التخصيب” في هذه المحطة النووية قد دمرت نتيجة هذا الحادث.

ربما يعجبك أيضا