حسام السبكي
مع دخول العدوان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني يومه العاشر على التوالي، تتواصل معها دماء الشعب الأبي الزكية، لتروي أرضه الطاهرة والمقدسة، ولتحرج معها عشرات بل مئات الأبواق التي تتحدث ليل نهار عن حقوق الإنسان في عالمنا، وها هو الاحتلال يعيث فسادًا وإفسادًا في الضفة الغربية وقطاع غزة، في ظل حالة من التلكؤ الدولي، فضلًا عن التواطؤ الأمريكي، بينما تتسارع الجهود الدبلوماسية العربية لحقن الدماء ووقف القتال في أسرع وقتٍ ممكن.
ومع تواصل المشاورات والمباحثات، برغم العراقيل السياسية “الفيتو” داخل أروقة المنظمات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة وفي القلب منها مجلس الأمن، تبدو في الأفق، ملامح مبادرة دولية جديدة، ربما تفضي إلى إنهاء للمعاناة التي يحياها الفلسطينيون، والمتواصلة منذ نكبة 1948.
دماء في الضفة
مع دخول الساعات الأخيرة من مساء أمس الثلاثاء، أصيب 230 فلسطينيا على الأقل بينهم صحفي أمس خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط مدينة نابلس.
ونقلت مصادر محلية عن مدير الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس أحمد جبريل أن طواقم الهلال تعاملت مع 230 إصابة، بينها 35 بالرصاص الحي، و43 إصابة بالمطاط، و13 حروقاً، و138 بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، وإصابة واحدة بالضرب، وفقًا لـ”وكالة الأنباء السعودية (واس)”.
وأخرى في غزة
استشهدت امرأة في رفح وأصيب آخرون في خانيونس جنوبي قطاع غزة جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي ليل الثلاثاء – الأربعاء.
وكانت شبكة “رؤيا”، قد أفاد بأن كيان الاحتلال الإسرائيلي شن خلال نصف ساعة من مساء الثلاثاء 30 غارة جوية استهدفت أراضي وممتلكات في مناطق الزنة وقيزان النجار وحي المنارة شرق وجنوب خانيونس وخربة العدس ومصبح في رفح.
المقاومة الفلسطينية
في سياق القصف والقصف المتبادل، أطلقت دفعة جديدة من الصواريخ من داخل قطاع غزة مستهدفة 6 قواعد جوية في داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي، ليل الثلاثاء، وفقا لما أفادت به “سكاي نيوز عربية”.
وأوضحت “سكاي نيوز عربية”، أن قواعد “حتسور”، و”حتسريم”، و”نيفاتيم”، و”تل نوف”، و”بلماخيم”، و”رامون” الجوية الإسرائيلية، استهدفتها حركة حماس بالصواريخ.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية: إن صافرات الإنذار دوت في أسدود وعسقلان ومستوطنات قرب غزة، بعد إطلاق “رشقات مكثفة” من الصواريخ من داخل القطاع.
وبمناسبة الحديث عن المقاومة، وتحديدًا عن حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة، قالت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، إن قوات الاحتلال حاولت مرتين اغتيال القائد العسكري لحركة حماس محمد ضيف، وفشلت بذلك.
والإثنين الماضي، قالت مصادر فلسطينية، ومسؤول في حركة الجهاد الإسلامي، إن الاحتلال الإسرائيلي اغتال حسام أبوهربيد قائد لواء شمال غزة في ”سرايا القدس“ الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي.
وعادة ما يبرر الجيش الإسرائيلي استهداف المباني والأبراج السكنية في قطاع غزة، بأن قيادات وعناصر من حماس تستخدمها في عملياتها القتالية ما يجعلها أهدافًا مشروعة.
جهود متواصلة.. ومشاورات مستمرة
أكدت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو أن المنظمة الدولية تبذل كل الجهود الممكنة لإيجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية.
ونقل موقع أخبار الأمم المتحدة عن ديكارلو قولها خلال فعالية مخصصة لدعم البرلمانيين للقضية الفلسطينية إنه “يجب على المجتمع الدولي أن يبذل قصارى جهده لإيجاد حل للقضية الفلسطينية داعية اللجنة الرباعية واللاعبين الدوليين إلى إحياء “عملية السلام في الشرق الأوسط”.
بدوره دعا رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف شيخ نيانغ مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته بموجب الميثاق وأن يعمل على احترام قراراته بشأن القضية الفلسطينية مشيراً إلى أنه تقع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية ملزمة تجاه قضية فلسطين حتى يتم حلها من جميع الجوانب وفقاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ويجب أن يعمل دون إبطاء لإنقاذ آفاق الحل العادل للقضية الفلسطينية وإحلال السلام والأمن الدائمين.
وسلط نيانغ الضوء على دور البرلمانيين في زيادة الوعي بالوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية والعمل على دمج الالتزامات الدولية المضمنة في قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وفي إطار المشاورات أيضًا، تلقى وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي اتصالا هاتفيا، الثلاثاء، من نظيره الهولندي ستيف بلوك.
وبحث الجانبان خلال الاتصال الجهود المبذولة لوقف التصعيد الخطير في القدس وغزة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفق ما أوردته الوزارة الأردنية عبر حسابها على “تويتر”.
وبالتزامن مع الجهود الدولية لاحتواء الأزمة في قطاع غزة، وافق مجلس الوزراء الباكستاني، الثلاثاء، على إرسال مساعدات إغاثية طبية إلى الأراضي الفلسطينية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
وأوضح وزير الإعلام الباكستاني شودري فؤاد حسين في تصريحات صحفية بأن مجلس الوزراء خلال اجتماعه برئاسة رئيس الوزراء عمران خان ناقش الوضع السائد في فلسطين، معربا عن قلقه إزاء تردي وضع الشعب الفلسطيني، ووافق على إرسال مساعدات إغاثية طبية عاجلة إلى فلسطين.
وأضاف أن باكستان على اتصال مستمر مع الدول الإسلامية بشأن الأوضاع الراهنة في الأراضي الفلسطينية، مؤكداً التزام باكستان بدعم الشعب الفلسطيني والوقوف معه.
بارقة أمل
تزامنًا مع الجهود الدولية، لوقف حمامات الدماء في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالأخص في قطاع غزة، أعلن الإليزيه أن فرنسا اقترحت، الثلاثاء، بالتنسيق مع مصر والأردن، على شركائها الـ14 في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يدعو إلى وقف لإطلاق النار بين الاحتلال وغزّة، في وقت فشل فيه المجلس للمرة الرابعة في إصدار بيان مشترك حول التصعيد المستمر الذي دخل أسبوعه الثاني.
ويأتي المقترح الفرنسي في حين تُعرقل الولايات المتحدة منذ ثمانية أيّام تبنّي مجلس الأمن الدولي أيّ قرار حول النزاع بين الاحتلال والفلسطينيّين بحسب مصادر دبلوماسيّة.
اقترحت فرنسا الثلاثاء على شركائها الـ14 في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يدعو إلى وقف لإطلاق النار بين كيان الاحتلال وغزّة، بحسب ما أعلنته الرئاسة الفرنسيّة، في حين تعرقل الولايات المتحدة منذ ثمانية أيام تبني المجلس أي قرار حول النزاع.
وأوضح الإليزيه أنّه خلال اجتماع بين الرئيسَين الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبدالفتاح السيسي اللذين انضمّ إليهما العاهل الأردني عبدالله الثاني عبر الفيديو، “اتّفقت الدول الثلاث على ثلاثة عناصر بسيطة” تتمثّل في أنّ “إطلاق (الصواريخ) يجب أن يتوقّف، وأنّ الوقت قد حان لوقفٍ لإطلاق النار، وأنّ مجلس الأمن الدولي يجب أن يتولّى” الملفّ، بحسب ما أوردته “وكالة الأنباء الفرنسية”.
وقد قرّرت باريس تقديم مشروع القرار هذا بالتنسيق مع شركائها.
وقالت فرنسا -التي تدعو منذ أيّام عدة إلى وقف سريع لإطلاق النار- إنّها تدعم وساطة تقودها مصر. وتحدّث ماكرون ونظيره المصري الموجود في باريس لحضور قمّة حول الاقتصادات الإفريقيّة، مطوّلاً الاثنين حول هذا الموضوع وقرّرا الثلاثاء طلب دعم الأردن.
جدير بالذكر، أن ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 9 أيام ارتفع إلى 217 شهيداً وأكثر من 1500 جريح فيما تواصل قوات الاحتلال محاولاتها الرامية لتهويد القدس المحتلة وعدوانها على الفلسطينيين الرافضين لهذا المخطط.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=768330