مسيرة الأعلام.. دعاية سياسية تحريضية ودعوات فلسطينية وعربية للنفير العام

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

صادق وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الجديد، عومر بارليف، على السماح بمسيرة الأعلام الإسرائيلية بالقدس الشرقية غدا الثلاثاء.

وكان المفتش العام لشرطة الاحتلال الإسرائيلي يعقوب شبتاي قد بحث الأوضاع عشية مسيرة الأعلام المزمع إقامتها بالقدس المحتلة خلال اجتماع بمشاركة كبار الضباط في شرطة الاحتلال الإسرائيلي، على أن يتم تقديم التوصيات والتقييمات إلى وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومر بارليف.

وذكر موقع «والا» العبري، مساء الإثنين، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قرر تعزيز نشر بطاريات اعتراض الصواريخ ضمن منظومة «القبة الحديدية»، خشية تصعيد جديد مع قطاع غزة.

الخطة التنفيذية لمسيرة الأعلام

هذا وتم استعراض الخطة التنفيذية لمسيرة الأعلام التي بادر إليها حزب الصهيونية الدينية الجديدة وحركة «إم ترتسو» اليمينية، وفي حال قرر بارليف عدم الموافقة على المسيرة سيكون الأمر متروكا لقرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية «الكابنيت».

وكانت شرطة الاحتلال الإسرائيلي قد اتفقت مع المنظمين قبل أيام من تنصيب الحكومة الجديدة على مسار مسيرة الأعلام، حيث تنطلق من شارع «هنفيئيم» (الأنبياء)، عبر شارع السلطان سليمان حتى ساحة باب العامود. حيث سيرقص المشاركون في المسيرة، ومن هناك ستواصل المسيرة إلى باب الخليل وهو المدخل الغربي الرئيسي للبلدة القديمة ثم إلى حائط البراق عبر الحي الإسلامي.

اقتحام المسجد الأقصى

وعادة ما تجبر شرطة الاحتلال الإسرائيلي أصحاب المتاجر الفلسطينيين في الحي القديم من المدينة على إغلاق محالهم لمنع حدوث احتكاكات بينهم وبين المتطرفين المشاركين في المسيرة كما تقيم العديد من الحواجز لمنع وقوع مواجهات بين الفلسطينيين والمشاركين في المسيرة.

سبق مسيرة الأعلام المقرر إقامتها غدا، مسيرة أخرى صغيرة نفذها مستوطنون إسرائيليون في طريق البلدة القديمة بالقدس المحتلة، حيث كانوا يهتفون ويغنون باللغة العبرية في وجه المقدسيين والمارة، واقتحم مستوطنون ساحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي ونفذوا جولات استفزازية وتلقوا شروحات عن الهيكل المزعوم.

تزامن ذلك مع تعزيز شرطة الاحتلال الإسرائيلي استنفار قواته وعناصر الوحدات الخاصة إلى القدس القديمة ومنطقة باب العمود وداخل الأسوار لتأمين الحماية للمستوطنين استعدادا لمسيرة الأعلام الاستفزازية التي تنظمها الجماعات الاستيطانية في القدس المحتلة.

كما رفع جيش الاحتلال الإسرائيلي حالة التأهب في صفوف قواته بالضفة الغربية ومحيط قطاع غزة مع اتخاذ الشرطة الإسرائيلية إجراءات مشابهة بالقدس الشرقية.

امتداد للعدوان المتواصل ضد القدس

وحذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من مغبة تنظيم المستوطنين للمسيرة ومخاطرها على الجهود المبذولة لتثبيت التهدئة ووقف العدوان، ووصفت الوزارة الخارجية في بيان المسيرة بالاستفزازية، وقالت إنها تشكل امتدادا لعدوان الاحتلال المتواصل ضد القدس وسكانها.

وأضاف البيان أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة في اختبار حقيقي أمام العالم فيما يتعلق بموقفها من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.

يوم غضب عارم

بدورها أعلنت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، أن غدٍ الثلاثاء يوم غضب عارم تشهده كافة المناطق الفلسطينية نصرةً للقدس والمسجد الأقصى.

ودعت القوى الوطنية والإسلامية، أمس، لاعتبار يوم الثلاثاء المقبل 15-6 يوم غضب عارم في القدس والضفة وغزة والداخل المحتل نصرة للقدس وحماية لها ولأحيائها وللمسجد الأقصى.

واعتبرت القوى الوطنية والإسلامية يوم الثلاثاء المقبل يوماً للغضب والنفير، بالتزامن مع الهجمة الصهيونية والمستوطنين في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة.

الزحف نحو القدس

كما دعت القوى إلى الزحف نحو القدس، والمسجد الأقصى المبارك يوم الثلاثاء القادم 15-6-2021 لحماية المسجد الأقصى.

وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، حذرت حركتا “حماس” و”فتح” الفلسطينيتين من تصعيد جديد على خلفية المسيرة “الاستفزازية” التي يحمل المشاركون فيها الأعلام الإسرائيلية، ودعتا إلى يوم غضب غدا.

القدس خط أحمر

في المقابل طالبت اللجنة المركزية لحركة فتح في بيان لها كوادرها وجماهير شعبنا للتصدي لمسيرة المستوطنين يوم غد، والوقوف صفا واحدا للدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

وشددت اللجنة المركزية، اليوم الإثنين، على أن القدس خط أحمر وأن لدى الشعب الفلسطيني الإرادة الصلبة والإصرار على مقاومة الاحتلال في القدس وكافة الأراضي الفلسطينية المحتلة وإفشال مخططاته الاستعمارية، مشيرة إلى أن شعبنا العظيم خاصة في القدس العاصمة يثبت في كل استحقاق وطني أنه عصي على الكسر ولن يرضخ لسياسة الأمر الواقع وسيواصل صموده ومقاومته حتى يكنس عن أرض وطنه آخر جندي ومستوطن إسرائيلي.

انفجار المنطقة برمتها

وقالت اللجنة في البيان: “إن الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وقطاع غزة والداخل والشتات سيهزم هؤلاء الفاشيين من اليمين الصهيوني العنصري.”

وأشارت اللجنة المركزية إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة عن تفجر الأوضاع في القدس وعموم الأراضي الفلسطينية، داعية المجتمع الدولي للتدخل السريع لوقف هذه الهستيريا التي تهدد بانفجار المنطقة برمتها.

دعوات للنفير العام

ودعت اللجنة المركزية جماهير الشعب الفلسطيني بالوحدة ورص الصفوف في مواجهة المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد القدس ومقدساتها وعلى وجه التحديد المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني الصامد المرابط سيتصدى بقوة للفاشيين وسيهزم مخططاتهم.

ودعت حركة (حماس) للنفير والرباط في المسجد الأقصى والبلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، لتفويت الفرصة على المستوطنين في تنظيم مسيرة الأعلام.

يوم الغضب الشامل

كما دعت حركة الجهاد الفلسطينيين إلى المرابطة في ساحات المسجد الأقصى والنفير العام في المناطق الفلسطينية كافة وداخل الخط الأخضر من أجل مواجهة ما وصفته بتصعيد خطير يمس أقدس المقدسات وبعدوان يستهدف العرب والمسلمين.

كذلك دعت قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية واللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان، جماهير شعبنا الفلسطيني للإضراب العام يوم غد الثلاثاء، والمشاركة بيوم الغضب الشامل تعبيرا عن الاستنكار والرفض لممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في مدينة القدس والأراضي الفلسطينية.

فعاليات وطنية وجماهيرية

وأشار بيان صادر باسم الفصائل واللجان الشعبية اليوم الاثنين، إلى أن الإضراب يأتي تأكيدا على وحدة شعبنا الفلسطيني داخل الوطن وفي الشتات واستنكارا للعدوان الصهيوني المستمر على أهلنا وشعبنا في القدس الشريف وفي كل الأراضي الفلسطينية والتزاما بقرار القيادة الفلسطينية المركزية في الوطن.

ودعا البيان للمشاركة الواسعة في الفعاليات الوطنية والجماهيرية من خلال المسيرات والمظاهرات والاعتصامات ورفع الأعلام الفلسطينية فوق أسطح وشرفات المنازل، وعلى مقرّات ومكاتب ومراكز فصائل منظمة التحرير والمؤسسات الوطنية والأهلية التابعة لها داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان.

وأكدت قيادة فصائل المنظمة واللجان الشعبية على وحدة شعبنا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والتمسك بالحقوق والثوابت الوطنية واستمرار مقاومة وكفاح الشعب الفلسطيني للاحتلال حتى تحقيق الحرية والاستقلال وضمان حق عودة اللاجئين إلى دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

الأمم المتحدة تحذر

وكانت حكومة بنيامين نتنياهو السابقة قد غيرت قبل شهر مسار هذه المسيرة الاستفزازية، والتي يحتفل فيها المتطرفون الإسرائيليون بذكرى احتلال القدس وضمها إلى سيادة الاحتلال الإسرائيلي.

من جهتها، حذرت الأمم المتحدة من هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين الفلسطينيين والإسرائيليين فجر 21 مايو/أيار الماضي، داعية إلى ضبط النفس.

وعلق فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة على المسيرة بالتأكيد على ضرورة امتناع الأطراف عن الاستفزازات، محذرا من أن الوقف الحالي للأعمال العدائية بين إسرائيل وغزة هش و”لذا نحاول أن نفعل ما في وسعنا لتعزيزه”.

الأزهر: دعاية سياسية رخيصة

بدوره قال شيخ الأزهر أحمد الطيب: إن إصرار السلطات الإسرائيلية على تنظيم “مسيرة الأعلام” حول المسجد الأقصى، استفزاز جديد، داعيا العرب والمسلمين إلى التصدي لها.

واعتبر شيخ الأزهر – في تصريحات نقلتها وسائل إعلام مصرية- المسيرة محاولة لكسب دعاية سياسية رخيصة، يقودُها اليمين الإرهابي المتطرف، على حساب دماء الفلسطينيين المسالمين وحقوقه.

ربما يعجبك أيضا