«قضية المياه» توسع آفاق التعاون بين مصر وجنوب السودان.. ولجنة عليا مشتركة قريبًا

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

في ضوء جهود مصر الدبلوماسية في ملف مياه النيل والتأكيد على السعي للتوصل لاتفاق قانوني بشان سد النهضة يلبي طموحات جميع الدول في التنمية، أكدت مصر حرصها على استكمال المفاوضات، مع التأكيد على ثوابت مصر في حفظ حقوقها المائية وتحقيق المنفعة للجميع في أي اتفاق حول سد النهضة.

جاء ذلك على لسان الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الري والموارد المائية المصري خلال زيارته الحالية إلى دولة جنوب السودان حيث تم مناقشة أزمة سد النهضة مع عدد من المسؤولين، مشيرًا لما أبدته مصر من مرونة في التفاوض والتي قوبلت بالتعنت من الجانب الإثيوبي.

وأوضح الدكتور عبدالعاطي أنه تم مناقشة تطورات قضية مياه النيل والموقف الراهن إزاء المفاوضات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي، مؤكداً على حرص مصر على استكمال المفاوضات، مع التأكيد على ثوابت مصر في حفظ حقوقها المائية وتحقيق المنفعه للجميع في أي اتفاق حول سد النهضة.

وخلال لقائه بالأمس بالسيدة بياتريس واني وزيرة الخارجية بدولة جنوب السودان، أعرب الوزير المصري عن تقديره للعلاقات القوية التي تربط الشعبين الشقيقين، واستمرار الجهود المبذولة من الجانبين لتدعيم كافة أوجه التعاون بين البلدين من خلال عقد اللجنة العليا المشتركة والمتوقع عقدها خلال شهر يوليو القادم بالقاهرة.

تعزيز التعاون

على صعيد آخر، تمد مصر جسور التواصل مع الدول الإفريقية لا سيما «الجوار الإثيوبي» لدعم موقفها في ملف المياه من جانب، وتقوية العلاقات الاقتصادية وتوسيع أفق التعاون بما يعود بالنفع على الشعبين.

في هذا الصدد، عقد الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري والوفد الرسمي المرافق له، عددًا من اللقاءات الهامة مع كبار المسؤولين الحكوميين بدولة جنوب السودان، حيث التقى اليوم في جلستي محادثات برياك مشار النائب الأول لرئيس جمهورية جنوب السودان، ومناوا بيتر وزير الموارد المائية والري بدولة جنوب السودان.

وبحسب تصريحات الوزير المصري، جلسات المباحثات التي تم عقدها اليوم تم خلالها بحث تقدم سير العمل في المشروعات التنموية المشتركة في مجال الموارد المائية، والاتفاق على الخطوات المستقبلية لتنفيذ العديد من المشروعات التنموية المقترحة في مجالات عديدة تهدف جميعها إلى الارتقاء بالمستوى المعيشي لأشقائنا في جنوب السودان.

وأضاف الدكتور محمد عبدالعاطي أن مصر تنفذ مشروعات على الأرض في كافة دول حوض النيل والدول الإفريقية، وأن المشروعات المنفذة بدولة جنوب السودان تهدف لخدمة المواطنين، وتحقيق الاستقرار للأهالي من خلال حل مشاكل مياه الشرب وحماية الأهالي من أخطار الفيضانات، مشيراً إلى أنه يتم العمل حالياً على تنفيذ مشروعات في عدد «٧» ولايات، وأنه من المتوقع زيادة المشروعات المنفذة لتغطي عدد «١٠» ولايات في القريب العاجل.

من جانب آخر، توجه الدكتور عبدالعاطي بخالص الشكر على حفاوة الاستقبال التي يلقاها من كافة المسئولين بدولة جنوب السودان، مشيراً إلى أن التعاون بين البلدين يمتد لسنوات طويلة، وأنه يوجد بمصر أعداد كبيرة من الطلاب والمواطنين من دولة جنوب السودان، والذين يحظون بالرعاية والاهتمام من جانب أشقائهم المصريين، كما يحظى المصريين بجنوب السودان بكل أشكال الحفاوة والترحاب، مما أدى لحدوث زيادة ملحوظه في عدد المستثمرين المصريين بجنوب السودان في مجالات السياحة والطرق والطاقة والأثاث.

202217063 161919782645117 8541385638169623098 n

تفاصيل اللجنة العامة المشتركة

في إطار الإعداد لاجتماعات الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة بين مصر وجنوب السودان المزمع عقدها في القاهرة الشهر القادم، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وجيمس واني إيجا، نائب رئيس جنوب السودان لشئون الاقتصادية، تفعيلا لاتفاقية إنشاء اللجنة العليا المشتركة الموقعة في يناير 2012، نظمت وزارة التعاون الدولي، اجتماعا تنسيقيًا للوزارات والجهات المصرية المعنية بالتعاون مع دولة جنوب السودان.

يشار إلى أن وزارة التعاون الدولي، تتولى التنسيق والتحضير على المستوى الخبراء والمستوى الوزاري للجنة العليا المشترك مع دولة جنوب السودان، في إطار الدور المنوط بالوزارة لتدعيم وتنمية علاقات التعاون الاقتصادي بين مصر وشركاء التنمية متعددي الأطراف والثنائيين، حيث تترأس الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي اجتماعات اللجنة المشتركة على المستوى التحضيري الوزاري.

وناقش الاجتماع الذي عُقد برئاسة طارق الشعراوي، مستشار وزيرة التعاون الدولي والمشرف على قطاع التعاون العربي والإفريقي، التعاون القائم بين مصر وجنوب السودان، من خلال تنفيذ عدد من المشروعات التنموية، في إطار الحرص على توطيد العلاقات مع الدولة الشقيقة ودفع مساعيها نحو تحقيق التنمية.

ونفذت مصر بالفعل ثلاث مدارس مصرية بدولة جنوب السودان وجاري إنشاء فرع لجامعة الإسكندرية بالإضافة إلى إنارة 4 مدن من خلال تدشين شبكات كهربائية في مدن بور ورومبيك ويامبيو وواو وغيرها من المشروعات.

وتطرق الاجتماع إلى أهمية الإسهام في عملية التنمية بجنوب السودان وتعظيم الاستفادة المشتركة ما يتوفر لدى هذه الدولة الوليدة من إمكانيات وموارد طبيعية وذلك انطلاقا من توجيهات القيادة السياسية بدعم جهود التنمية في كافة ربوع القارة الأفريقية، وتقديم الخبرات المصرية التي تراكمت خلال السنوات الأخيرة في كافة المجالات للأشقاء في دولة جنوب السودان.

كما تمت مناقشة العلاقات المتميزة بين البلدين في مجالات الموارد المائية والمشروعات المنفذة في مجالات الري وما يرافقها من مشروعات تخدم السكان المحليين، بالإضافة إلى مجالات الصحة والسكان والتعليم بكافة مراحلة وكذلك التعاون الشبابي المتميز، كما تم التأكيد على زيادة التعاون في هذه المجالات وتوسيع آفاق التعاون في مجالات أخرى بما فيها السعي لخلق مناخ مناسب لتدفق الاستثمارات وزيادة حجم التبادل التجاري والمقاولات والطاقة.

السيسي ورئيس جنوب السودان

وزار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي جنوب السودان نوفمبر الماضي والتي تعد الأولى من نوعها، حيث بحث مع نظيره جنوب السوداني مختلف الملفات المتعلقة بالتعاون المشترك بين البلدين وسبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصةً على الصعيد الاقتصادي والتنموي، بما يسهم في تحقيق مصالح البلدين الشقيقين وذلك في إطار الإرادة القوية المتبادلة لتعزيز أطر التعاون بينهما.

ربما يعجبك أيضا