لدحر ويلات الفساد السياسي.. هاشتاج «تونس تنتفض» يُشعل تويتر

أميرة رضا

كتبت – أميرة رضا

أوضاع ملتهبة وانتفاضة عارمة أشعلت الشارع التونسي على مدار الساعات الأخيرة، احتجاجات للشعب هنا وهناك ضد سطوة “إخوان النهضة”، ومحاولاتهم لتخريب تونس وتحويلها لبؤرة ظلامية، هتافات تعالت من خلالها الأصوات المطالبة بإنهاء عقد من حكم حركة النهضة وزعيمها رئيس البرلمان راشد الغنوشي وتغيير النظام السياسي، وقد كان.

إذ لم يتردد الرئيس التونسي قيس سعيّد باتخاذ عدة قرارات عاجلة وحاسمة، مساء أمس الأحد، للسيطرة على الأوضاع المشتعلة هناك، خاصة بعد أن رفعت قوى سياسية عديدة خلال الأسابيع الأخيرة شعار إسقاط نظام الإخوان، الذي يحكم تونس منذ عقدين، والذي يتحمل مسؤولية الأزمات السياسية التي تعرفها البلاد.

وما لبث الرئيس التونسي أن أعطى الضوء الأخضر بحزمة قرارات شملت تجميد أعمال واختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن كافة أعضائه، وإعفاء رئيس الحكومة هشام المشيشي، وتولي السلطة التنفيذية ورئاسة النيابة العمومية، إلا واشتعلت الشوارع فرحًا ودعمًا لقرارات الرئيس للخلاص من حكم الجماعة، ومن ثم اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالوسوم والشعارات لإسقاط المنظومة التي تستخدم الإسلام السياسي كغطاء لتوسيع قاعدة الإرهاب الظلامي في البلاد.

كلمة الرئيس التونسي تُشعل الأجواء

في كلمة مصورة استغرقت بضع دقائق، لاحتواء احتجاجات الشعب التونسي، والتأكيد على تنفيذ مطالبه، قال الرئيس قيس سعيد أن “تونس تمر بأدق وأخطر الفترات في تاريخها”، مشددًا على أنه “لا مجال لترك أي أحد يعبث بالدولة ومقدراتها أو يعبث بالأرواح والأموال ويتصرف فيها كمُلك خاص”.

وأشار إلى أن “أفعاله تتماشى مع الدستور.. وإن الدستور يسمح له بتعليق عمل البرلمان إذا كان هناك خطر وشيك”.

وحذر الرئيس التونسي “كل من يحاول اللجوء إلى السلاح أو التطاول على الدولة ورموزها، بأن القوات الأمنية والعسكرية ستجابهه بوابل من الرصاص”.

وفور كلمة الرئيس التونسي، اشتعلت الأجواء بخروج عدد كبير من التوانسة، في شوارع البلاد احتفالًا بتنفيذ أصوات الشعب المطالبة بإسقاط منظومة الإخوان.

وهتف المواطنون في شوارع الولايات التونسية، بشعارات “تحيا تونس”، للتعبير عن ابتهاجهم بقرارات الرئيس واستجابته للتحركات الشعبية التي عرفتها عاصمة الجنوب وغيرها من مناطق البلاد ضد حركة النهضة الإخوانية.

وأقدم محتجون على اقتحام المكتب الجهوي لحركة النهضة الإخوانية بباجة، وقاموا باقتلاع اللافتة الرئيسية للمقر وحرقها، كما قام محتجون بمعتمدية القصر القريبة من وسط مدينة قفصة باقتحام مقر حزب حركة النهضة وإتلاف كامل محتوياته.

وفي معتمدية السند، أقدم بعض المحتجين على حرق مقر نفس الحزب بعد اقتحامه، كما عمد عدد من المواطنين إلى اقتحام مقر حركة النهضة بالمهدية وحرق محتوياته خارج المقر.

وبعد قرارات الرئيس التونسي، التي استند إليها دستوريًا إلى الفصل الـ80 من الدستور، انتشرت قوات الجيش في شوارع البلاد وأمام المؤسسات الحيوية لتأمينها، حيث طوقت عربات للجيش، مبنى البرلمان ومقر التلفزيون.

وهتف الأهالي للجيش ورددوا النشيد الوطني مع تطويق مركباته لمبنى البرلمان.

في المقابل، وثقت عدسات الكاميرات قيام الرئيس التونسي بالتجول في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة، بغرض بث الأمل والطمأنينة في نفوس التونسيين.

«تمرد تونس» تُعلن تأييدها

كذلك، أيدت حركة «تمرد تونس» قرارات الرئيس قيس سعيد، وقالت الحركة، في بيان، لها اليوم الإثنين، إن “حركة تمرد تونس ناضلت وما زالت تناضل ضد منظومة الاستبداد والفساد وخاصة الإرهاب”.

وأضاف البيان: “حركة تمرد تونس تؤكد على ضرورة الحفاظ على ديمقراطية الدولة ومدنيتها، ووجوب تسخير كل الوسائل القانونية والأمنية والعسكرية للحفاظ عليها ضد منظومة نهبت شعب تونس وقتلت من خدم مصلحة وطننا العزيز لسنوات وسنوات، داعية الشعب للالتفاف حول مؤسسات الدولة الوطنية، والصمود ضد من قام بإنهاك الدولة وعدم خدمة مصالح الشعب وتلبية حاجيات الشعب الذي قام بثورة لم ينعم بثمارها يومًا”.

كما دعت الحركة رئيس الدولة إلى الالتزام بوعوده ومحاسبة كل من ثبتت إدانته بالفساد وضد الدولة من نواب ومسؤولين وعلى رأسهم نواب حركة النهضة وائتلاف الكرامة وعملاؤهم.

ودعت الحركة القوات المسلحة التونسية إلى صون أمن تونس وحماية إرادة الشعب، قائلة: “نأمل أن يكون عيد الجمهورية عرسًا يسجله التاريخ”.

وأنهت الحركة بيانها: “عاشت تونس آبية حرة ديمقراطية ومزدهرة”.

تويتر يشتعل

الشعب التونسي لم ينتفض فقط على أراضي محافظات البلاد، بل اجتاحت الاحتفالات مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا، وعلى رأسها موقع التدوينات القصيرة “تويتر”.

إذ اشتعل موقع العصفورة الزرقاء بالعديد من الشعارات والوسوم المناهضة للإخوان، والداعمة لقرارات الرئيس التونسي، ولعل أبرزها وسوم (#تونس_ #تونس_تنتفض_ضد_الإخوان)، تزامنًا مع الاحتفال بذكرى إعلان الجمهورية التونسية.

وعلى الفور عزف النشطاء، عبر هذه الوسوم سيموفنية صدح بغناها أهل تونس الخضراء رافضين جماعة الإخوان، وحزب النهضة، تحت شعار “الرئيس أتى حاميًا للبلاد التي عانت ويلات الإرهاب وويلات الفساد السياسي”.

ربما يعجبك أيضا