«الكاظمي» غدًا في إيران.. والحوار بين طهران والرياض ضمن المباحثات

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

من المقرر أن يزور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي العاصمة الإيرانية طهران غدًا الأحد، برفقه سبعة وزراء ومستشار الأمن الوطني. ويلتقي خلال زيارته الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي. وتستعرض الزيارة ملف الطاقة بين البلدين و”العلاقات الإيرانية – السعودية” على وجه الخصوص، وفق ما أعلن مصدر حكومي.

وسيكون اللقاء المرتقب الذي يجمع الكاظمي ورئيسي الأول منذ تولي الأخير رئاسة إيران بداية أغسطس/آب. وتستمر هذه الزيارة لمدة يومين.

وقد زار الكاظمي طهران، في 21 يوليو من العام الماضي، لتصبح زيارته المرتقبة، الأحد المقبل، الثانية له منذ توليه رئاسة الحكومة في العراق.

وقال الكاظمي، آنذاك، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني، إن بلاده “لا يمكن أن تكون محط تهديد لإيران”، مشيراً إلى أن بغداد “تمتلك روابط جغرافية وتاريخية” مع طهران، كما أكد أن “الشعب العراقي محب لإقامة علاقات مع إيران على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية”.

وفي القمة الإقليمية الأخيرة التي استضافتها بغداد وجمعت دول الجوار العراقي وحضرها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، سعى العراق لاستعادة دوره كقوة إقليمية وازنة يمكن أن تلعب دور وساطة لحل الأزمات في المنطقة.

وتأتي هذه الزيارة قبل شهر من موعد الانتخابات التشريعية المبكرة في العراق والمقررة في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر. وكان الكاظمي وعد بإجرائها بعد احتجاجات 2019 التي طالبت بمحاربة الفساد والحد من النفوذ الإيراني في البلاد.

ملف الطاقة

حسب المصادر الإعلامية؛ فإن الكاظمي سيبحث خلال زيارته طهران مسائل «الأمن والطاقة والعلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران».

ويعتمد العراق بشكل كبير على الواردات الإيرانية، خصوصا ما يتعلق بالطاقة الكهربائية. وتواجه بغداد نقصاً حاداً في الطاقة، الأمر الذي دفعها نحو الاعتماد على إيران التي تؤمن ثلث ما تحتاجه من الغاز والكهرباء.

لكن إيران أوقفت مطلع الصيف صادراتها إلى العراق لعدة أيام لعدم تسديد بغداد ديوناً لطهران مقابل الحصول على الطاقة، وتصل لنحو ست مليارات دولار.

الحوار بين طهران والرياض

وسيتم خلال اللقاء بحث ملف العلاقات المتوترة بين الرياض وطهران وسط سعي العراق إلى لعب دور الوسيط بعدما كان مسرحاً للقاءات مغلقة بين الطرفين.

وكانت بغداد نجحت في جمع دبلوماسيين من البلدين خلال مؤتمر عقد نهاية أغسطس في بغداد.

وكانت طهران قد وصفت أجواء المفاوضات مع الرياض بالإيجابية خلال الجولات الثلاث بين البلدين في العراق، مؤكدة أن السعودية جادّة في محادثاتها مع إيران ولم يكن لدى الجانبين شروط سابقة لبدء التفاوض.

وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون المنطقة علي رضا عنايتي إن طهران ليس لديها أي تحفظات حيال عودة العلاقات الدبلوماسية.

وأضاف عنايتي في لقاء سابق مع صحيفة اعتماد الإيرانية أن بلاده مستعدة لفتح سفارتها في الرياض إذا قررت السعودية فتح سفارتها في طهران وتعيين ممثل أو سفير لها.

وأوضح أن هذه المفاوضات ستستأنف في الوقت الذي يراه البلدان مناسبا، مشيرا إلى أن أي دولة في الخليج لم ترفض “خطة هرمز للسلام” التي كانت طرحتها إيران.

ورغم الحديث عن الحوار بين البلدين؛ يستمر التصعيد الحوثي في اليمن، ويأتي هذا في سياق محاولة النظام الإيراني، ممارسة ضغوط على المملكة لتقديم تنازلات في المفاوضات.

زوار الأربعين

ويتوقع أن تناقش خلال الزيارة مسألة منح تأشيرة دخول للزوار الإيرانيين الوافدين للعراق لزيارة العتبات المقدسة في النجف وكربلاء، وفق المصدر نفسه.

وكان رئيس الوزراء العراقي أعلن في بيان، الخميس، زيادة عدد الزوار الأجانب في ذكرى “أربعينية الإمام الحسين” نهاية الشهر الحالي. وسيتمكن 60 ألف زائر إيراني من زيارة كربلاء (وسط العراق) بعدما كان مسموحاً لـ30 آلفا فقط.

وفي وقت سابق، الأحد الماضي، وافقت اللجنة الوطنية العراقية العليا للصحة على تأشيرة 30 ألف إيراني لحضور مراسم الأربعين عبر مطارات العراق الدولية و10 آلاف من دول أخرى.

لكن وكالة أنباء “تسنيم” التابعة للحرس الثوري أفادت مساء الخميس أنه بالإضافة إلى الحصة التي حددتها اللجنة الوطنية العراقية العليا للصحة، سيتم منح 30 ألف تأشيرة أخرى لإيران و10 آلاف تأشيرة لدول أخرى.

وخصصت إیران في السنوات القليلة الماضية ميزانیة خاصة لمسيرة الأربعين كأحد الاحتفالات الدينية والأيديولوجية. وجزء من الاستعدادات لعقده يتم التحضير له من خلال المجموعات الفرعية في فيلق القدس، الفرع الخارجي للحرس الثوري.

لكن في عام 2020، وبسبب تفشي كورونا، ألغى العراق المراسم ولم يسمح لأعداد كبيرة من الناس والزوار بدخول أراضيه.

ويأتي إصرار المسؤولين الإيرانيين على زيادة الحصة المخصصة لدخول العراق، وما وصفته المصادر العراقية بـ “هدية 30 ألف تأشيرة أخرى من الكاظمي”، بينما عدد الإصابات اليومية بكورونا في إيران لم ينخفض إلى أقل من 500-700 منذ أسابيع.

وعلى الرغم من أن العراق سمح حتى الآن بالدخول إلى البلاد لمراسم الأربعين فقط عن طريق الجو، ويقول المسؤولون الإيرانيون إن الحدود البرية قد أغلقت، لكن وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي يقول إنه يجب انتظار قرار العراق بشأن الحدود البرية.

ربما يعجبك أيضا