المشهد اليمني.. المأساة مستمرة ورفض حوثي للسلام

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

حتى اليوم تستمر المأساة في اليمن، حيث ترفض مليشيا الحوثي السلام رغم كل المبادرات التي قدمتها الحكومة الشرعية والوسطاء الدوليين.

مليشيا الحوثي الموالية لإيران تشن منذ فبراير الماضي حملات عسكرية مستمرة من أجل التقدم نحو مدينة مأرب، رغم مناشدات الأمم المتحدة وواشنطن، فضلا عن منظمات إنسانية وقف تلك الهجمات، خوفاً على آلاف النازحين في المحافظة.

إلا أن المليشيات كلما نجحت في التقدم يتم التصدي لها بسبب المقاومة الشعبية والعسكرية لها، إلا أنها تواصل هجماتها طمعاً بالسيطرة على المدينة الواقعة في محافظة غنية بالنفط.

الحرب في اليمن أو المأساة في اليمن أودت بحياة أكثر من 235 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

وبالطبع دائما ما كانت مليشيا الحوثي في أعلى قائمة المنتهكين لحقوق الإنسان، حيث ارتكبت عشرات آلاف من جرائم القتل والتهجير والإخفاء القسري والاعتقالات التعسفية وغيرها من الانتهاكات والاعتداءات بحق اليمنيين.

حكومة اليمن

أكد وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، أن جماعة الحوثي لن ترضخ لدعوات السلام إلا تحت الضغط العسكري والسياسي.

وكتب في سلسلة تغريدات عبر حسابه على “تويتر”، أن تصعيد مليشيا الحوثي المدعومة من إيران لوتيرة عملياتها العسكرية في محافظة مأرب، وهجماتها الإرهابية على الأعيان المدنية في المملكة، بالتزامن مع تسلم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ مهامه، هي رسائل واضحة عن موقفها من الجهود الدولية للتهدئة وإحلال السلام.

كما تابع “هذا التصعيد الخطير يؤكد من جديد تحدي مليشيا الحوثي الإرهابية السافر لإرادة المجتمع الدولي، وانقيادها الأعمى خلف الأجندة الإيرانية الرامية لتقويض جهود التهدئة ورفع وتيرة الصراع في اليمن والمنطقة، وعدم اكتراثها بالكلفة الباهظة لاستمرار الحرب والمعاناة الإنسانية المتفاقمة لليمنيين”.

وأضاف “ندعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والمبعوثين الأممي والأميركي القيام بمسؤولياتهم إزاء استمرار تصعيد مليشيا الحوثي بإيعاز وتخطيط ودعم إيراني، وإدراك أن المليشيا لن ترضخ لدعوات وجهود التهدئة وإحلال السلام في اليمن إلا تحت الضغط السياسي والعسكري”.

مقتل 497 مدنيا خلال عام

فيما أعلنت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان باليمن ، أن 497 مدنيا قتلوا خلال عام واحد، إثر المعارك الدائرة بين الأطراف المتصارعة في البلاد، وذكرت اللجنة في تقرير لها إنها وثقت خلال الفترة من 1 أغسطس/ آب 2020 حتى 1 يوليو/ تموز 2021، مقتل 497 مدنيا منهم (63) طفلا وجرح 947 آخرين”، وحسب اللجنة “تسببت جماعة الحوثي بمقتل (235) مدنيا، وجرح (714)، كما اتهمت اللجنة هذه الأطراف بالمسؤولية المتساوية عن سقوط 14 قتيلا و 17 جريحا، فيما سقط 35 آخرين على يد أطراف أخرى (لم تحددها)، وبحسب تقرير اللجنة، قتل 61 شخصا، وأصيب 89 آخرين جراء انفجار ألغام فردية زرعها الحوثيون في مناطق متفرقة من البلاد.كما وثقت أيضا، مقتل طفل جراء غارة نفذتها طائرة أمريكية من دون طيار بمحافظة شبوة، شرقي البلاد.‎

مأساة النزوح في مأرب

فيما تستمر هجمات مليشيات الحوثي على محافظة مأرب، على الرغم من التحذيرات الأممية والدولية من تعريض مصير آلاف النازحين للخطر، كشفت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين أن نحو 130 ألف طفل وطفلة ممن يعيشون في مخيمات النزوح لن يتمكنوا هذا العام من مواصلة تعليمهم.

وعزى المسؤولون بحسب “العربية” السبب في ذلك إلى “أن مدارس المدينة تجاوزت الطاقة الاستيعابية لها بكثير”، إثر تدفق المزيد من النازحين هربا من الهجمات الحوثية.

فيما تسعى السلطات المحلية وإدارة مخيمات النازحين لافتتاح فصول دراسية في الهواء الطلق، كي لا يضيع على هؤلاء الصغار العام الدراسي الجديد.

من جهته، أوضح سيف مثنى مدير الوحدة التنفيذية للمخيمات بمأرب، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية، أن هناك مدارس داخل المخيمات لكنها مزدحمة بالأطفال، مع تزايد أعداد النازحين الذين وصلوا إلى المخيمات، بسبب استمرار المعارك في أطراف المحافظة.

ربما يعجبك أيضا