بعد التطورات الأخيرة.. هل أوشكت طبول الحرب أن تقرع بين روسيا وأوكرانيا؟

حسام السبكي

حسام السبكي

واصلت القوات الروسية عمليات الحشد بعشرات الآلاف من الجنود والمعدات، على الحدود مع الجارة أوكرانيا، التي باتت العلاقات بينهما على حافة الحرب، والاجتياح تحديدًا من الجانب الروسي، في الوقت الذي يبدي فيه الغرب قلقا متزايدًا من اندلاع حرب في الجانب الشرقي من القارة الأوروبية، يأتي هذا فيما تبدي الإدارة الأمريكية دعمًا للجانب الأوكراني، وتحذيرًا لموسكو في الوقت ذاته من الإقدام على اجتياح أوكرانيا، يتزامن ذلك مع نفي روسي لمزاعم من هذا القبيل “إلا إذا استُفزت” وفقًا للساسة في موسكو!.

مخاوف أوكرانية

ukraine president zelensky

أبدت كييف مخاوفها المتزايدة من حالة “التحشيد العسكري” الجارية على حدودها مع روسيا، من جانب القوات الروسية.

وبدا هذا جليًا في تصريحات قمة الهرم السياسي في كييف، متمثلًا بالطبع في الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، والذي كشف، أمس السبت، إن روسيا حشدت نحو 100 ألف مقاتل على حدود أوكرانيا.

وصرح زيلينسكي، في مقطع فيديو نشره مكتب الرئيس الأوكراني: “آمل في أن العالم يمكنه الآن أن يرى بوضوح من يريد حقا السلام ومن يحشد نحو 100 ألف جندي على حدودنا“.

وأشار زيلينسكي إلى أن الدول الغربية قدمت لأوكرانيا معلومات تفيد بـ”تحركات نشطة” للقوات الروسية على الحدود الأوكرانية.

تجدر الإشارة إلى أن ثمة توتر سياسي كبير يسود العلاقات الأوكرانية الروسية منذ أحداث 2014 في كييف، والتي أسفرت عن تغير السلطة في أوكرانيا في عملية اعتمدت بشكل كبير على القوى القومية المدعومة غربيا.

ومنذ ذلك الحين تشهد منطقة دونباس شرق أوكرانيا أزمة عسكرية سياسية، كما أسفرت تلك الأحداث عن توتر بالغ في شبه جزيرة القرم التي تقطنها أغلبية روسية ليتم في مارس 2014 إجراء استفتاء شعبي صوت لصالح عودة المنطقة إلى حضن روسيا.

والأسبوع الماضي قالت وزارة الدفاع الأوكرانية: إن روسيا حشدت نحو 90 ألف عسكري من قواتها قرب الحدود مع أوكرانيا في محاولة للضغط عليها.

استنكار روسي

118086122 mediaitem118086121

رغم حالة الاستجداء الأوكرانية للدعم الدولي قبيل أي تحرك روسي عسكري محتمل، أبدت روسيا استنكارًا واستغرابًا من حالة الذعر الأوكرانية.

في هذا السياق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن التقارير التي تزعم بأن لدى روسيا خطط لغزو أوكرانيا إنها “مثيرة للانتباه”.

وتابع، في حوار مع قناة “روسيا-24” نشر أمس السبت، قائلا: “إن روسيا ليست طرفا في الصراع في شرق أوكرانيا.. اتفاقيات مينسك لا تنص على أن روسيا طرفا في ذلك الصراع، ولم نتفق مع هذا قط، ولن نوافق عليه، ولا نوافق عليه“.

ولفت بوتين إلى أن استخدام السلطات الأوكرانية للطائرات بدون طيار (بيرقدار) ينتهك اتفاقيات مينسك (مينسك -2)، وأكد أن “هذا طيران يُستخدم في منطقة الصراع، وهو محظور تماما بموجب اتفاقيات مينسك والاتفاقيات اللاحقة”، مشيرا إلى أن المسئولين في أوكرانيا يصرحون بذلك علنا (استخدام الطائرات بدون طيار)”.

تصريحات الرئيس الروسي، سبقتها مؤخرًا، نفي من جانب نائب المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بولانسكي، والذي أكد أن روسيا لم تخطط أبدا لأي تدخل عسكري في الأراضي الأوكرانية.

كما شدد الدبلوماسي على أن لدى روسيا الحق في حشد أي قوات عسكرية في أي مكان داخل أراضيها.

وفي وقت سابق نفى المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف صحة المزاعم عن تخطيط روسيا لغزو أوكرانيا، مشددا على أن روسيا لا تشكل خطرا على أحد، لكنها تتخذ ما يلزم لضمان أمن حدودها في حال رصدها تحركات استفزازية من قبل خصومها قربها.

وأوضح بيسكوف أنه يقصد بالخصوم دول حلف الناتو، مشيرا إلى أن هذه الدول تمارس أنشطة مكثفة على مقربة مباشرة من الحدود الروسية.

الموقف الدولي

GettyImages 1236500156

على الصعيد الدولي، والبداية من الولايات المتحدة، التي رفضت التعليق على لسان نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، أمس السبت، على معلومات تخص تطورات الوضع على الحدود بين روسيا وأوكرانيا.

وقالت هاريس أثناء مؤتمر صحفي في باريس ردا على سؤال عما إذا كانت هناك مؤشرات تدل على أن روسيا تصغي لتحذيرات الولايات المتحدة التي تطالبها بإبعاد قواتها عن الحدود الأوكرانية: “لا أستطيع أن أناقش معكم معلومات سرية، لكن الوضع بالطبع يثير قلقنا العميق“.

وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي قال، أول أمس الجمعة، إن الولايات المتحدة لا تعتبر في الوقت الراهن أن مناورات القوات الروسية قرب حدود أوكرانيا تحمل طابعا عدوانيا.

المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بيتر ستانو

ولم يخف الاتحاد الأوروبي، قلقه حيال التحركات الروسية على الحدود الأوكرانية.

في غضون ذلك، أعرب المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، بيتر ستانو، عن قلق الاتحاد بشأن التحركات الروسية على الحدود الأوكرانية.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد حذرت الاتحاد من أن روسيا تحصن حشودها العسكرية على حدود أوكرانيا وربما تخطط للغزو، قال ستانو، للصحفيين، الجمعة، أن التكتل الأوروبي يتابع التطورات في المنطقة.

وأكد ستانو أن الحشد العسكري الروسي في شبه جزيرة القرم وحول الحدود الأوكرانية تمت مناقشته خلال اجتماع خاص لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في أبريل/ نيسان الماضي.

وقال: إن الاتحاد منذ ذلك الحين يبحث في سبل تعزيز مرونة أوكرانيا.

وأضاف “نواصل مراقبة الوضع ، والمعلومات التي جمعناها حتى الآن مقلقة إلى حد ما”.

ربما يعجبك أيضا