الحرب في إثيوبيا.. تحالفات جديدة و«رهان» على الحسم العسكري

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

لم تخرج الحكومة الإثيوبية من صدمة إعلان اندماج جبهة تحرير تيغراي وجبهة تحرير الأورومو اللذين باتا يقتربان من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا من عدة اتجاهات، حتى تلقت ضربة أشد وهي إعلان 9 فصائل (منهم قوات الحزب القومي العفري وجبهة سيداما الجنوبية وجبهة تحرير بني شنقول وجبهة تحرير غامبيلا) مناهضة للحكومة في إثيوبيا تشكيل تحالف سياسي وعسكري لإسقاط الحكومة الفيدرالية بزعامة آبي أحمد علي.

سيطرة جبهة تحرير شعب تيغراي وجبهة الأورومو على كاميسي وديسي وكومبولشا وكمسي وبلدات ومدن أخرى، أجبر آبي أحمد على إعلان النفير العام واستدعاء الجنود السابقين في الجيش وقدامى المحاربين، كما أنه يخشى من ضواحي أديس أبابا التي يسكنها غالبية من عرقية الأورومو.

وفرضت الحكومة في وقت سابق، قيودا على خدمات الإنترنت أو قطعتها بصورة كاملة، كذلك فإن احتمالات تدخل الجيش الإريتري بات على الطاولة.

سقوط مدينة كاميسي

مقاتلو الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي وجيش تحرير أورومو سيطروا على مدينة كاميسي الإثيوبية، القريبة من العاصمة أديس أبابا، والتي تقع على بعد 139 ميلاً (223 كيلومتراً) فقط من العاصمة أديس أبابا.

وقالت الناطقة باسم مكتب تيغراي للشؤون الخارجية كنديا جبرييووت، إنّ “القوة المشتركة بين الجبهتين، سيطرت على مدينة كاميسي في منطقة أوروميا الخاصة والتابعة لمنطقة أمهرة الأوسع، وأنها (القوة) تواصل التقدم معاً”.

تهديدات زعيم جيش تحرير أورومو

”فيما قال زعيم جيش تحرير أورومو: “أنا متأكد أن كل هذا سينتهي قريبًا جدًا، نحن نستعد لشن هجوم جديد، ومقتنعون بأنّ الحكومة تحاول فقط، كسب الوقت، وبدء حرب أهلية من خلال دعوة الأمة للقتال، ونهاية الحكومة باتت قريبة جدا”، مؤكدا اقتراب قواته من أديس أبابا، وزعم مورو أن “المقاتلين الموالين للحكومة بدؤوا الانشقاق”. وقال: “نحن نعد انطلاقا آخر وهجوما آخر، أما الحكومة فتحاول فقط كسب الوقت وإثارة حرب أهلية، ولهذا تدعو الشعب إلى القتال”، وأضاف “مقاتلونا باتوا أقرب على نحو 40 كيلومترا من العاصمة أديس أبابا، ولم يتراجعوا شبرا واحدا من الأراضي التي يسيطرون عليها”.

من جهتها، نفت الحكومة الإثيوبية كل هذا المزاعم.

اصطياد المرتزقة

كما توعدت قوات “الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي” بملاحقة كل المقاتلين الأجانب الذين يدعمون الحكومة الفدرالية الإثيوبية في الحرب الدائرة بالبلاد منذ عام، وقال المتحدث باسم الجبهة، ليغيسي تولو، في حديث لوكالة “رويترز” عبر الهاتف، إن قوات تيغراي “ستصطاد” الرعايا الأجانب الذين تتهمهم بالعمل كمرتزقة لدى الحكومة في ساحات المعارك.

الولايات المتحدة

من جانبها، حذرت الولايات المتحدة من أن الحرب الدائرة حاليا في إثيوبيا قد تؤدي لانهيار البلاد، وأكدت أنها مستعدة للتحرك بسرعة لفرض المزيد من العقوبات على أطراف متورطة في الحرب، إذا لم يتم إحراز تقدم نحو عملية التفاوض لإنهاء الصراع.

وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية: “يمكننا استخدام العقوبات بسرعة كبيرة”، مضيفا أن واشنطن تستعد لفرض عقوبات جديدة وأنها ستكون مسألة أيام وأسابيع وليس شهور، “سنرى في الأيام القادمة كيف ستسير الأمور “.

فيما قالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان إنها أدرجت الجيش الإريتري والحزب الحاكم وهو “الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة”، والمستشار الاقتصادي للحزب، ورئيس مكتب الأمن القومي الإريتري، على القائمة السوداء، متهمة الجميع بالمساهمة في الصراع المشتعل بإثيوبيا المجاورة.

السيناريوهات المستقبلية

من جهته، قال المحلل السياسي الإريتري والخبير في شؤون القرن الأفريقي “شفا العفري”، إن هناك ثلاث سيناريوها محتملة:

١. أن يجبر الجيش (أو قادة الأورومو في الجيش) آبي أحمد على التنحي وإعلان حكومة انتقالية، والحديث عنها بدأ بالفعل

٢. الحرب الأهلية وبداية التفكك، لأن الأقاليم لن ترضى بحكم التيغراي مجددا.

٣. تسوية الخلاف بين الجيش الإثيوبي والإريتري وبالتالي التدخل وتغيير المعادلة على الأرض.

وأضاف: “بحسب معلوماتي فإن توزيع قيادات الجيش العليا في إثيوبيا كالتالي: 40 قائد من الأورومو، 30 قائد أمهري، و15 قائد من القوميات الأخرى، إذا الأورومو  لديهم اليد العليا”.

ربما يعجبك أيضا