قوى التغيير في لبنان ترفع شعار «الخلاص من إيران وسلاحها» في الانتخابات.. ما القصة؟

يوسف بنده

في إنتخابات لم تُجر في داخل لبنان بعد، يستبق حزب الله التحذير من النيل بسلاحه، الذي يمثل نزعه هو العنوان العريض لمطالب قوى التغيير الرافضة للنفوذ الإيراني في لبنان.


من المقرر أن تجري الانتخابات النيابية، داخل لبنان يوم 15 مايو 2022، على أن ينظم المسؤولون المدنيون العملية الانتخابية بالإدلاء بأصواتهم اليوم 12 مايو.

وجرى تصويت اللبنانيين في الخارج، على دفعتين، الجمعة والأحد الماضيين، وسط آمال بالتغيير، خاصة أن عملية الاقتراع شهدت إقبالًا واسعًا. وتعد هذه الانتخابات هي الأولى بعد الانتفاضة الشعبية في 2019، والتي طالبت بتنحي الطبقة السياسية وحمّلتها مسؤولية التدهور المالي والاقتصادي والفساد.

الخلاص من الاحتلال الإيراني

تخوض الأحزاب والقوى السياسية المستقلة والمعارضة للتدخلات الأجنبية، معركة انتخابية، تحت عنوان عريض يتعلق باستعادة سيادة لبنان، وتخليص البلد من الاحتلال الإيراني، من خلال نزع سلاح حزب الله. وحسب تقرير صحيفة “اللواء” اللبنانية تمثل الأكثرية النيابية في المجلس الجديد، الضامن الوحيد لحزب الله وحلفائه، للعب دور أساسي في تأليف الحكومة، وإسقاطها في حال تعارض قراراتها مع المصالح الإيرانية والسورية.

وتسعى قوى التغيير المناوئة لمحور المقاومة، وللتيار الوطني الحر، إلى انتخاب رئيس بديل غير منحاز لمحور الممانعة، وبالتالي العمل بكل الوسائل اللازمة لإسقاط خيار جبران باسيل أو سليمان فرنجية المدعومين من حزب الله وسوريا. والقوى المعارضة لتيار 8 آذار المتحالف مع حزب الله، تبحث عن أرض سياسية مشتركة تبني عليها تكتلًا نيابيًّا، يؤمن بتحقيق سيادة الدولة، ويؤمن بمبدأ وحدة السلاح بيد الجيش اللبناني.

انتقادات لحزب الله

قبل أن تُجرى العملية الانتخابية داخل لبنان، استبق الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في مهرجان انتخابي، 10 مايو، بالجنوب، نتائج الاستحقاق، ليشدد على خروج مسألة نزع سلاح الحزب من المرحلة السياسية المقبلة، قائلًا: “نواجه حرب تموز سياسية. والسلاح باقٍ لحماية الثروة البحرية”. وهو ما انتقدته صحيفة الشرق اللبنانية، في مقال للكاتب عوني الكعكي، أمس الأربعاء 11 مايو، متهمًا الحزب بالتناقض.

وقال الكعكي: “أبقى نصر الله البلاد بدون رئيس جمهورية، لمدة سنتين ونصف السنة، للمرة الأولى في تاريخ لبنان، وكان يردّد (إما أن تنتخبوا فخامة الرئيس ميشال عون رئيسًا وإما ما في رئيس). لكننا نقول لك إنّ اختيارك للرئيس ميشال عون هو الذي أوصل البلاد إلى ما نحن عليه الآن، من فقر وعوز وتسوّل وطلب المساعدة من دول العالم، فضلًا عن وصول الديون إلى 90 مليارًا، بسبب الحكم الفاشل”.

إيران نموذج فاشل.. واستنساخ نموذج العراق

في إطار الرد على شعارات الأمين العام لحزب الله، الذي يتشدق دائمًا بإنجازات النظام الإيراني الداعم له، قال الكعكي: “باختصار يا نصر الله.. نحب أن نقول لك إن الدولة الإسلامية في إيران فاشلة. ويكفي أن يكون أكثر من 70% من الشعب الإيراني تحت خط الفقر، وللأسف فإنّ الدولة تعطي كل إيراني فقير 20 يورو شهريًّا، فهل هذا النظام الذي تريد أن تأخذنا إليه؟ لا، نريد أن نكون دولة حضارية دولة علم”.

ونقلت صحيفة عكاظ، في عددها أمس، عن مصدر، أن الواقع اللبناني ليس ببعيد عمّا حدث في العراق، بسبب تدخلات إيران، وإن ما حصل بعد الانتخابات العراقية قد يكون صورة لما ينتظر لبنان واللبنانيين، في حال إن أفرزت صناديق الاقتراع تغييرًا في تركيبة الهيمنة القائمة على مفاصل البلد. واستند المصدر إلى الخطاب الأخير لنصر الله، الذي حمل نبرةً عصبية، ما ينذر بأنه لن يستكين إلى أي نتيجة لا تصب في صالحه.

ربما يعجبك أيضا