جهود للوسطاء.. وطهران تصر على شروطها للعودة إلى الاتفاق النووي

يوسف بنده

ترى الإدارة الأمريكية أن الاتفاق النووي هو أضمن سبيل لكبح البرنامج النووي الإيراني، الأمر الذي تستغله طهران لفرض شروطها لتحقيق هذه العودة.


أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، أمس الاثنين 25 يوليو 2022، أن إيران ترغب في الاتفاق، لكنها لن تتسرع، وتأخذ مصالح الشعب والبلاد بعين الاعتبار ولن تضحي بها للاستعجال.

وأوضح كنعاني، حسب “إرنا“، أن المفاوضات مستمرة عبر قنوات الاتصال، عبر الوسيط القطري والعماني. وأن إيران تطمح إلى اتفاق جيد وقوي ومستدام. وتنتظر موقفًا إيجابيًّا من واشنطن، لأنها أبدت مرونة في المفاوضات. وأن سياسة الحكومة تعتمد على عدم ربط اقتصاد البلاد بنتائج المفاوضات.

شروط لإيران

تصر إيران على حصولها ضمانات من واشنطن بعدم تكرار انسحابها مرة أخرى من الاتفاق النووي، على غرار انسحاب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، 2018م. فقد قال وزير خارجية إيران، حسين عبداللهيان، الخميس الماضي: “لا نريد أن نلدغ من جحر واحد مرتين، لكي نحصل على كامل الفوائد الاقتصادية من الاتفاق النووي. على الأمريكيين أن يقبلوا تقديم التزامات وضمانات».

وأضاف: “نحن الآن في هذه المرحلة لدينا نص جاهز أمامنا لإحياء الاتفاق، ونتفق مع مختلف الأطراف على 95% من مضمونه”، مؤكدًا “نحن جادون في التوصل إلى اتفاق جيد، وصلب، ومستدام، وسنواصل المباحثات عن طريق الاتحاد الأوروبي، لكننا لا نريد إبرامه بأي ثمن كان”.

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون

وساطة لتحريك الاتفاق

يبدو أن الوسطاء يسارعون لإنقاذ الاتفاق النووي، في ظل إصرار الرئيس الأمريكي، بايدن، على العودة إلى هذا الاتفاق، لضمان إيقاف إيران لتطوير برنامجها النووي. فالاتصال بين وزير الخارجية الإيراني ونظيره القطري، محمد بن عبدالرحمن، كان من أجل تحريك العودة لطاولة المفاوضات النووية. كذلك تصريحات الرئيس العراقي، برهم صالح، بأنه لا بد من التوصل إلى اتفاق نووي، هي لدفع إيران إلى العودة للمفاوضات.

أيضًا ظهر دور أوروبي، من خلال الاتصال الهاتفي الذي جمع الرئيسين الإيراني إبراهيم رئيسي، والفرنسي إيمانويل ماكرون الذي كشف أن إحياء الاتفاق النووي ما زال ممكنًا شرط أن يكون في أقرب وقت ممكن، حسب وكالة “إرنا“. وبعدها قالت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا إن نافذة الفرصة لإحياء الاتفاق النووي ستغلق في الأسابيع المقبلة، و”لن تكون هناك صفقة أفضل مما هو مطروح على الطاولة الآن».

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي

قلق الوكالة الدولية

في ظل سياسة خفض الالتزام النووي التي تتبعها طهران ضد العقوبات الأمريكية، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، ، لشبكة “سي إن إن“: إن وصولنا محدود ولا نعرف ما يجري في البرنامج النووي الإيراني. مضيفا: إن «الوكالة ليس لديها معلومات تثبت أن إيران تبني قنبلة ذرية، لكن الجهود والطريقة التي تعمل بها طهران تشير إلى أنها تتحرك في هذا الاتجاه».

وقبل تصريحات جروسي، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، إن كاميرات المراقبة التابعة للوكالة في المنشآت النووية الإيرانية ستبقى مغلقة. وانتقد مقابلة جروسي السابقة.

وقال: “كانت الكاميرات لرفع الاتهامات. فإذا كانت الاتهامات ستظل قائمة، فلا داعي لبقاء الكاميرات”. وأوضح جروسي مؤخرًا في مقابلة مع صحيفة الباييس الإسبانية أن “الدولة التي ليس لديها أهداف عسكرية لن تخصب 60%”.

تصريحات مقلقة

في الأسبوع الماضي، خرجات تصريحات مقلقة من جانب إيران، وإن كانت ليست على المستوى الرسمي، لكنها تدل على أن إيران ماضية في الاقتراب أكثر من العنبة النووية، وأن عدم التوصل إلى اإتفاق نووي مع إيران، يعني إعطاء فرصة أكثر لتطوير إيران برنامجها النووي. فقد قال مستشار المرشد الأعلى، كمال خرازي، إن إيران لديها القدرة على صنع أسلحة نووية، لكنها لا تنوي القيام بذلك.

كذلك، قال محمد جواد لاريجاني، أحد المسؤولين السابقين بوزارة الخارجية والقوة القضائية، إنه إذا أرادت إيران صنع قنبلة ذرية، فلا أحد يستطيع إيقافها. الأمر الذي دفع وزارة الخارجية الإيرانية إلى نفي أن تكون طهران قد عدلت عن موقفها من رفض امتلاك أسلحة الدمار الشامل وتحريم تصنيع السلاح النووي، حسب تقرير “انتخاب“.

ربما يعجبك أيضا