«V-22 Osprey»… حوادث متكررة وجدل واسع حول ناقلة المارينز البارزة

علاء بريك

تمثِّل طائرة MV-22B آلةً فريدة في مجال الطيران، لكونها تتفوق على جميع الطائرات في فئتها، لكنَّ تاريخها لم يخلُ من الحوادث والتحديات.


تمثِّل طائرة النقل العسكري V-22 Osprey التي تستخدمها قوات المارينز الأمريكية نقلة نوعية في مجال الطيران العسكري، لكونها تجمع بين خصائص المروحيات، كالهبوط العمودي، وطائرات النقل التقليدية، كالسرعة في الطيران وكفاءة النقل الجوي،

لكنَّ تاريخها في الوقت نفسه لم يخلُ من التحديات والانتقادات والحوادث، رغم تجاوزها حاجز 600 ألف ساعة من الطيران منذ أول تحليقٍ لها في 1989.

حادث جديد

سقطت ظهر اليوم 9 يونيو 2022، في صحراء كاليفورنيا في الولايات المتحدة، طائرة V-22 Osprey من طراز “MV-22B” كان على متنها 5 أفراد من مشاة البحرية الأمريكية، ما زالوا مجهولي المصير، بحسب بيان رسمي صادر عن فيلق المارينز الجوي الثاني في سان دييجو.

وتشير البيانات إلى أن هذا الحادث ليس الأول من نوعه لهذه الطائرة، فقد وقعت عدة حوادث مشابهة في الماضي، داخل الأراضي الأمريكية وخارجها أثناء مشاركتها في عمليات عسكرية أو تدريبات.

الجدير بالذكر أنَّ آخر تلك الحوادث لم يمضِ عليه أكثر من 3 أشهر، وخلَّف 4 قتلى كانوا على متن الطائرة، ووقع هذا الحادث في النرويج أثناء تدريباتٍ عسكرية لقوات حلف شمال الأطلنطي “الناتو” تُعرَف بـ”الرد القارس”.

 

تاريخ من الحوادث

بين 1991 و 2000، سجلت هذه الطائرة 4 حوادث تحطم في عمليات غير قتالية راح ضحيتها 30 قتيلًا، بحسب موقع وايَرد، كان أكثرها دموية على الإطلاق ما حدث في إبريل 2000، إذ تحطمت إحدى طائرات الأوسبري في-22 قرب توسان في ولاية أريزونا مخلفة 19 قتيلا من مشاة البحرية، وهو ما طرح تساؤلات كبيرة حول سلامة الطائرة منذ البداية.

في عهد الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترَمب، شاركت الطائرة “V-22” في أول مهمة لمحاربة الإرهاب في اليمن، كانت مهمتها إجلاء الجنود الجرحى من منطقة الاشتباك، لكنَّها سقطت ولاحقًا دمرتها غارة أمريكية في موقع سقوطها لعجزها عن استرجاعها، بحسب موقع ذِ أفياشِنِست – المتخصص في قضايا الطيران الحربي.

وبالمجمل، سجلت الطائرة منذ طيرانها الأول ولغاية اليوم أكثر من 20 حادث في مناطق مختلفة حول العالم، بينها سورية، يرجع أغلبها إلى أسباب تقنية بحسب مواقع مطلعة، منها الموقع الالكتروني الرسمي لقوات مشاة البحرية – المارينز.

V 22 Osprey crash landed

حطام طائرة “MV-B22” في اليمن.

أبرز الانتقادات

أتت الانتقادات من داخل قيادة المارينز نفسها، فقد وصف طيار البحرية وابن السيناتور الأمريكي جون ماكين، جاك ماكين، طائرة “V-22” في عام 2014 بأنَّها طائرة “سيئة” وليست بكفاءة طائرة بوينج سي إتش-46 التي ستحل محلها مستقبلًا، وقد تركّز انتقاد ماكين على مشاكل هبوط الطائرة في الظروف القاسية وعدم كفاية فعاليتها في عمليات الإنقاذ والإغارة، بحسب موقع فورشان.

أتى الانتقاد الآخر من وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، ديك تشيني، بل حاول أيضًا وقف تمويل برنامج تطوير الطائرة كليًا 4 مرات بين 1989 و1993 أحبطها الكونجرس الأمريكي وأبقى على البرنامج الذي كان أنفق عليه مليارات الدولارات منذ انطلاقته في 1983. علاوة على ذلك، تضخمت ميزانية البرنامج بين 1986 و1988 من 2.5 مليار دولار إلى 30 مليار.

رأي آخر لقيادة برنامج الطائرة

رغم هذه الانتقادات والتكاليف، فإنَّ ميزات الطائرة فريدة من نوعها، مثل الجمع بين نوعين من الطائرات، وكذلك إمكانية التزوّد بالوقود جوًا دون الحاجة إلى الهبوط. وقد علَّق مدير الشؤون العامة لبرنامج الطائرة، جيمس أدونيل، “ما يجعل منها طائرةً عظيمة مرونة ما تعطيه من خيارات لقائد الوحدة، فإذا أراد إيصال 24 جنديًا إلى النقطة “أ” بأقصر وقت، ما عليه سوى إرسال “V-22”، وإذا أراد إيصال ذخائر إلى حاملة طائرات وسط المحيط الأطلنطي، ما عليه إلا إرسال “V-22””.

من جانب آخرٍ، ورغم عدد الحوادث، تحظى الطائرة بأقل معدل من حوادث الفئة “أ” بين المروحيات في سلاح مشاة البحرية، حسبما ينقل موقع المارينز عن بيانات بوينج. وعلاوة على هذا، يتمثل الاختبار الحقيقي لقدرات الطائرة في سجل المعارك، حيث أثبتت الطائرة أنَّها آمنة جدًا.

محللون فنيون: هذه الحوادث اعتيادية

يشير موقع بوبيولار ميكانيكس إلى أنَّ الآلات، لا سيما المعقد منها، يواجه مشاكل ويفشل، وأنَّ الطيارين، بما في ذلك أفضلهم تدريبًا، يخطِئون، وفي بعض الأحيان تقع الحوادث نتيجة هذين السببين معًا، وأنَّ مخاطر الحوادث أمر ملازم لكل عملية عسكرية، بما فيها ارتكاب الأخطاء من الطاقم العسكري.

بيد أنَّ كِلا السببين قابل للحل، فإذا تحطمت الطائرة نتيجة خلل فني، يمكن للمهندسين والفنيين البحث عن حل وتجنب الخلل مستقبلًا، كما يحدث في عديد من الحالات، وإذا تحطمت نتيجة خطأ من الطيار، فإنَّ التدريب المستمر والمحدَّث كفيل بتجنب مثل هذه الأخطاء مستقبلًا، حسب الموقع المتخصص في التحليلات التكنولوجية.

ربما يعجبك أيضا