الشرق الأوسط في عيون الصحافة الألمانية

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – عماد شرارة
حفلت الصحافة الألمانية في هذا الأسبوع بالعديد من المقالات والتحليلات عن منطقة الشرق الأوسط، حيث تناولت الحرب الأهلية في سوريا التي أصبحت ساحة تتصارع فيها القوى الدولية الأجنبية، كما وصف أحد الكتاب الألمان الضربة الأمريكية على سوريا بأنها “غبية ومتسرعة”. بالإضافة إلى رأي الخارجية الألمانية في هذه الضربة وموقف ألمانيا من الحرب في سوريا من خلال مقابلة مع وزير الخارجية الألماني، فضلا عن تقارير أخرى تتناول موقف الاتحاد الأوروبي من انضمام تركيا إليه خاصة في ظل الانتهاكات التي ترتكبها الدولة التركية، وأخيرًا ينطلق بنا  التليفزيون الألماني في رحلة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة حيث يتناول في برنامج وثائقي تاريخ الإمارات الحافل منذ بدايتها إلى النهضة الشاملة والمتطورها التي تشهدها البلاد حاليًّا.
 
الحرب الأهلية في سوريا.. ساحة لمعارك القوى الأجنبية
 
تناول تقرير تليفزيوني مصوَّر، بثه التليفزيون الألماني ، الوضع في سوريا والحرب بالوكالة وحرب المصالح والنفوذ للعديد من القوى الأجنبية هناك، وكون هذه الحرب لا تتعلق فقط بالمصالح الجيوسياسية، ولكن أيضًا بالصراع حول النفط وأمور أخرى، ففي هذه الحرب يقف الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” إلى جانب الرئيس السوري “بشار الأسد” منذ بداية الحرب في منتصف مارس 2011 وحتى الآن، بل كانت روسيا الحائل الأول أمام الإطاحة بحليفها (الرئيس السوري)، حين تدخلت بشكل مباشر بقواتها العسكرية في الحرب عام 2015، وأدى هذا التدخل إلى قلب الموازين وتحويل دفة الحرب لصالح النظام السوري، ومن المؤكد أن الدافع وراء هذا الدعم الذي وصل لحد التحالف، كان هدفه حماية بقاء القاعدة البحرية الروسية الوحيدة في البحر الأبيض المتوسط وعدم تهديدها، إضافةً إلى ذلك تمكنت روسيا من إنشاء قاعدة جوية جديدة لها في اللاذقية، كما نجح الرئيس الروسي “بوتين” في إعادة وضع روسيا دوليًّا كقوة عظمى، كان لها الأثر الأكبر في الحيلولة دون سقوط النظام السوري، ولا شك أن عودة روسيا مجددًا لأيام المجد والقوة، أمرٌ يطمح إليه الشعب الروسي ويصب في مصلحة الرئيس “بوتين” في الانتخابات الرئاسية.
 
الأطراف المتصارعة في سوريا
 
يأتي الجانب الروسي في مقدمة الأطراف المتصارعة في سوريا، حيث يسعى لتحقيق مصالحه العسكرية والاقتصادية في المنطقة، بينما تمثل إيران الطرف الثاني الذي يسعى لإحياء الإمبراطورية الفارسية والذي يستخدم الطائفية الدينية (الشيعية)، كتبريرٍ لمشاركته في الحرب على الأراضي السورية ودعم النظام السوري، أضف إلى ذلك دعمه للطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد.
 
والطرف الثالث هو النظام التركي الذي يقاتل من أجل تأمين حدوده من مخاطر الأكراد وعدم السماح لهم بإقامة إقليم “كردستان المستقل”، وقد كان دخول الأتراك إلى منطقة “عفرين” السورية رسالة تعبير عن تضارب المصالح بين الولايات المتحدة وتركيا؛ فواشنطن تقدم الدعم للأكراد في سوريا من أجل محاربة التنظيمات الإرهابية هناك، بينما تقاتل أنقرة الأكراد، وبذلك تكون الولايات المتحدة طرفاً أساسيًّا لا يمكن أن يغيب عن المشهد السوري؛ فهي كذلك تدعم المعارضة السورية المسلحة، الأمر الذي يمثل تعارضًا صارخًا للمصالح الروسية هناك، والذي يُنذر بمخاطر الانزلاق إلى صراع مسلح بين هاتين القوتين العُظميين، وهذا من شأنه أن يُؤرِّق العالم أجمع.
 
تعليقًا على الضربة الأمريكية في سوريا.. كاتب ألماني: “متسرعة وغبية”
 
فيما وصف الكاتب الألماني “إلمر تفيسن” هذه الضربة الجوية الأمريكية بأنها متسرعة وغبية،  وذلك في مقاله الذي نشره موقع التليفزيون الألماني ، تحت عنوان: “ضربة جوية متسرعة وغبية من الناحية التكتيكية”؛ حيث تساءل الكاتب عن مدى جدوى الضربة الجوية على سوريا وهل كانت رداعة للنظام وعقابًا على تجاوزه الخطوط الحمراء؟ وهل هذه هي الشجاعة التي كان يطلبها الرئيس ترامب من نظيره الرئس السابق أوباما ويلومه على تخاذله أمام تجاوزات النظام السوري؟
 
وقد بدأ الكاتب مقاله بسؤال: من هو الرئيس الأمريكي الذي كان دومًا ينصح مساعديه: “لا ترتكبوا الحماقات”؟
 
وأجاب: “بالتأكيد، لا يمكن أن أقصد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، فالرجل تقريبًا ينتهك كل السياسات التي كان يسير عليها سلفه الرئيس باراك أوباما؛ فـ”ترامب” على النقيض تمامًا من سياسات سابقه، الذي كانت سياسته مبنية على العقلانية والتريث قدر الإمكان.
 
وتابع الكاتب: المشاعر يجب ألا تكون الدافع في اتخاذ القرارات لتجنب الاضطرابات السياسية، ولذلك أدت سياسات “ترامب” الخارجية إلى زعزعة الثقة في التحالفات القديمة ومخالفة التقاليد المتوارثة والأعراف المتَّبعة؛ ما تسبب في إصابة الجميع بخيبة الأمل حيال المواقف الحالية لهذه القوة العظمى حاليًا.
 
هذا، وقد انتُقد الرئيس السابق باراك أوباما على الموقف المتخاذل من مجزرة الغوطة (إحدى ضواحي دمشق)، حيث قُتل أكثر من 1400 شخص في 21 أغسطس عام 2013 إثر هجوم بالغاز شنَّه النظام السوري على المنطقة، وقد كان هذا المشهد مرعبًا، بل ترك أثرًا بالغًا على موضوع “مصداقية” الولايات المتحدة حتى يومنا هذا، ولذلك كان الرئيس أوباما من أوائل السياسيين الذين وجهوا النقد للإدارة الأمريكية قائلاً: “عندما يُقتل أكثر من ألف شخص من بينهم مئاتُ الأطفال الأبرياء بسلاحٍ محظورٍ دوليًّا بنسبة 98 أو 99% ولا يكون للولايات المتحدة أي ردة فعل، فهذا يبعث برسالة مفادها أنه لا قيمة للمجتمع الدولي، كما أنه يمثل خطرًا على أمننا القومي”.
 
تجنب الاضطرابات في المنطقة كان هدف الرئيس أوباما
 
 بداية يجب أن نعرف  موقف الولايات المتحدة، كقوى عظمى وحيدة في العالم، فهل كانت ترغب فقط في المشاركة العسكرية أم أنه كان يتحتم عليها المشاركة، ووفقًا لما أعلنته الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط “هيلبرج”، فإن الأوضاع والظروف كانت مغايرة لما عليه الحال في الوقت الراهن؛ فأوباما كان لا يرغب في حدوث اضطرابات في هذه المنطقة من العالم (الشرق الأوسط) أو ربما كان يظن أنه يمكن حل هذه القضية عن طريق العمل السياسي وليس العسكري، ومع ذلك لم تحسن الإدارة السياسية تقدير الموقف آنذاك؛ فأمريكا باعتبارها القوى العظمى الوحيدة، لا يمكنها الوقوف على الحياد في مثل هذه القضية مهما تفهمنا موقفها وتوقعنا الأسئلة التي كانت مطروحة آنذاك من قبيل:
 
هل عواقب الاشتراك في مثل هذه الحرب ستكون محسوبة؟ أم أن مصيرها سيكون مثل مصير الحرب في العراق أو أفغانستان؟ وهل كان من الممكن أن تغرق المنطقة بأسرها في مستنقع الحرب والفوضى؟ وهل كانت ستشارك كلٌّ من روسيا وإيران في هذه الحرب كحلفاء للنظام السوري؟ وهل كانت ستخلق مزيدًا من الإرهاب والتطرف؟ وأخيراً: هل خوض هذه الحرب أمرٌ حتمي، أم أن هناك خيارات أخرى؟
 
 فكم حربًا قادتها الولايات المتحدة بحجة الأمن القومي كانت ذات نتائج إيجابية وجعلت عالمنا أكثر أمنًا وأمانًا؟! ونحن الألمان يجب علينا أن نعترف ونُقدّر ذلك، لأن بلدنا تحرر من نظام إجرامي بفضل تدخل أمريكا وحلفائها في تلك الحرب الكبيرة، ودائمًا ما كانت قضية الأمن القومي الأمريكي بمثابة ذريعة للتدخل الذي ولَّد حروبًا وإرهابًا. وربما لهذا السبب، صرَّح الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في عام 2013 بأنه لا يرغب في التدخل في هذه القضية، وها هو عالمنا اليوم أصبح أكثر حقارةً ومعاناةً وتعقيدًا وفوضى.
 
العالم أصبح مكانًا صعبًا ومعقدًا وفوضويًّا ووضيعًا
 
 يشعر الجميع بخيبة أمل جرَّاء موقف الولايات المتحدة من ضرب النظام السوري لشعبه بالأسلحة الكيماوية والغازات السامة، وكان من الأولى أن تعمل حفاظًا على مصداقيتها أمام العالم.
 
 فعلى الرغم من كل التصريحات السابقة، والتي برر بها الرئيس أوباما عدم التدخل في سوريا، غير أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا هذا التغير في موقف الولايات المتحدة تجاه النظام السوري؟!
 
هذا السؤال أجاب عنه الرئيس السابق أوباما ذاته بعد انتهاء فترة ولايته قائلًا: “هناك قيود ومراسيم في واشنطن لا يستطيع الرئيس أن يخرج عن إطارها، وتتعلق هذه المراسيم بالسياسة الخارجية، والتي يمكن السير وفقًا لما تقتضيه فيما يتعلق بأحداث وبنود معينة، من أهمها الرد العسكري على التهديد المباشر للأمن القومي الأمريكي، ولا شك أننا كنا على يقين بأننا سنتعرض لانتقادات لأنه كانت ثمة أسباب وجيهة تدفعنا للبحث عن بديل لتجنب الاصطدام بهذه القيود، ولكن في بعض الأحيان، يمكننا أن نصنع شيئًا من أجل منع قتل الأبرياء، وفي أحيانٍ أخرى نقف عاجزين”.
 
 وقد أوضح أوباما أيضًا، أن السبب في عدم ضرب مستودعات الأسلحة الكيماوية في سوريا، كان خوفه وحرصه على الشعب السوري من الأضرار التي قد تنجم في حالة تسرب أو انفجار هذه الأسلحة جراء الضربة الجوية، بالإضافة إلى الخوف من وقوع تلك الأسلحة في حيازة المعارضة، التي قد تستخدمها مرة أخرى، كما حدث في مخازن الأسلحة الليبية التي وقعت في أيدي الإرهابيين.
 
ولعل ما لم يذكره الرئيس أوباما، أنه كان يرغب في إتمام الاتفاق النووي بين الغرب وإيران؛ فإيران حليف قوي للنظام السوري، ودخول الولايات المتحدة بهذه الطريقة سيضر بالاتفاق مع الجانب الإيراني، ويعرِّض أيضًا العلاقات الأمريكية الروسية للخطر.
 
ومن المؤكد أن النظام السوري كان مستعدًا لتسليم أسلحته الكيمائية، إذا ما شعر بتهديد حقيقي لبقائه، لكن لم يحدث ذلك، وأعلن أوباما أن الولايات المتحدة لن تستخدم أسلحتها إلا في حالة التهديد القومي لأمن البلاد فقط.
 
انظروا! كيف أصبح عالمنا أكثر صعوبةً ومعاناةً وفوضى، بل أصبح مكانًا مملوءًا بالبؤس والمآسي!
 
لماذا لا تريد ألمانيا الانزلاق في المستنقع السوري؟
 
وفي نفس السياق، نقلت صحيفة شترن حوارًا لوزير الخارجية الألماني، أجاب فيه عن تساؤلات عديدة؛ لعل من أهمها كان توضيحه للموقف الألماني من المشاركة في الضربة العسكرية الأخيرة ضد سوريا، فمن الناحية السياسية تدعم ألمانيا أي تدخل عسكري لحلف الناتو في سوريا، ولكن في الوقت نفسه ترفض المستشارة الألمانية “ميركل” أي مشاركة لقوات بلادها في هذا التدخل، فكيف يمكن فهم ذلك؟
 
كان هذا سؤالاً موجَّهًا إلى وزير الخارجية الألماني “هيكو ماس”، وأجاب بأن موقف بلاده واضح، حيث صرح الرئيس الألماني “فرانك فالتر شتاينماير”: “لا يمكننا أن نقف متفرجين بينما يعاني العالم من حولنا من الفوضى”، كما أن هذا هو نفس موقف المستشارة أنجيلا ميركل. وقال “ماس” مجيبًا عن سؤال بخصوص “موقف ألمانيا من الهجوم بالغاز السام المزعوم على الأراضي التي يحتلها المتمردون والرد العسكري الأخير من قبل الحلفاء الغربيين”، فأجاب: “تؤيد ألمانيا توجيه ضربة عسكرية من قبل الحلفاء الثلاثة الرئيسيين في الناتو (الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وفرنسا) ضد سوريا، ولكن في الوقت نفسه لم تشارك القوات المسلحة الألمانية في هذه الضربة، ونقلت الصحيفة الحوار الذي دار في المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية وكان هذا نصه:
 
س: لماذا تستبعد “ميركل” بشكل قاطع التدخل العسكري؟
 
 ج: المستشارة الألمانية أرادت أن تختصر الطريق، حيث إنها كانت على علم بأن أي نقاش حول مشاركة القوات المسلحة في هذه الضربة، سيكون نتيجته الرفض القاطع، سواء كان من قبل الائتلاف البرلماني – وخاصة الحزب الديمقراطي الاشتراكي – أو غيره من الأحزاب، وليس في مقدور الحكومة أن تتخذ هذا القرار دون موافقة البوندستاغ (البرلمان).
 
س: هل سبق أن طُلب من ألمانيا المساهمة العسكرية في أي عملية قبل ذلك؟
 
 ج: كلا، وهذا بالتأكيد لأن الحلفاء على علمٍ بالوضع المعقد في ألمانيا، فعلى الرغم من الجهود الحربية التي يقوم بها الجيش في كوسوفو وأفغانستان، فإن المبدأ الخاص بالتحفظ والتضيق في مشاركة القوات العسكرية، لا يزال قائمًا، وربما ذلك لأسباب تاريخية في المقام الأول، بالإضافة إلى وجوب موافقة البوندستاغ (البرلمان الألماني) على أي انتشار عسكري في الخارج وهذا يعقّد المشاركة في العمل العسكري في الخارج على عكس الدول الأخرى.
 
س: لماذا تنتقد الحكومة الفيدرالية روسيا ولا تنتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذا الصراع؟
 
سياسة الحكومة الفيدرالية في هذا الأمر، أن تبقى في جانب الغرب ضد روسيا، حتى لا تستطيع التفرقة بين الغرب والأمريكيين، كما حدث في قضية الهجوم على العميل المزدوج “سيرغي سكريبال” في المملكة المتحدة، كما تريد المستشارة “أنجيلا ميركل” ألا تسمح للرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” بالوقيعة وتقسيم الأمريكيين والأوروبيين، إضافةً إلى ذلك فإن المستشارة غاضبة وربما مصدومة بسبب فشل المفاوضات التي تمت مع الجانب الروسي بشأن الوضع في أوكرانيا، فلم تحرك روسيا بعد هذه الجولات من المفاوضات ساكنًا، فضلًا عن الهجمات الإلكترونية المستمرة، والتي تشتبه وكالات الأمن الألمانية في ضلوع بعض المؤسسات الحكومية في موسكو بشنها.
 
س: هل تؤدي ألمانيا دورًا في الصراع السوري؟
 
ج: استقبلت ألمانيا أكثر من نصف مليون لاجئ جراء الحرب في سوريا، وهو العدد الأكبر مقارنةً بالأعداد في أي دولة غربية أخرى، كما تساهم الحكومة الاتحادية بشكل كبير في المساعدات الإنسانية وتؤدي ألمانيا دورًا ثانويًّا فقط في المفاوضات الدبلوماسية حول مستقبل سوريا، فعلى سبيل المثال تدعم برلين المعارضة فيما يخص مفاوضات جنيف للأمم المتحدة، لكن في الأساس وقبل كل شيء، فإن الدول المشاركة بشكلٍ مباشر أو غير مباشر عسكريًّا؛ كروسيا وإيران وتركيا، فضلاً عن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإسرائيل، هي التي تشارك في تقرير مصير سوريا.

س: هل ترغب ألمانيا في التدخل في المشاركة بشكل أكبر؟
 
ج: الحكومة الفيدرالية مستعدة للمتشاركة بشكل أكبر في البحث عن حل سياسي في سوريا، وأما فيما يخص الرغبة في المزيد من التدخل والتأثير، فهذا أمر مختلف، ومع ذلك، فإن تأثير ألمانيا يمكن أن يزيد إذا نجحت في الحصول على مقعد مؤقت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في بداية عام 2019، وسيجري اتخاذ القرار في أوائل يونيو المقبل.
 
الاتحاد الأوروبي يعلن عن انتهاكاتٍ تركية صارخة تحول دون حصولها على عضويته
 
وفي سياق آخر؛ نشرت صحيفة “ألجماينا سايتونج” تقريرًا عن موقف الاتحاد الأوروبي بشأن تعليق المفاوضات الخاصة بضم أنقرة للاتحاد، وأعربت المفوضية الأوروبية عن قلقها تجاه الأوضاع في تركيا، ووجهت انتقاداتٍ لاذعةً لسياسة الرئيس التركي المحافظ “رجب طيب أردوغان”، وأضافت في معرض حديثها عن تقييم مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي: “لقد ابتعدت تركيا عن خطوات الانضمام إلى الاتحاد بمسافات شاسعة، فعلى سبيل المثال، هناك حديث عن تدهور ملحوظ في سيادة القانون وحرية الصحافة والتعبير”.
 
 كما أشارت المفوضية إلى أنه منذ إعلان حالة الطوارئ في أعقاب الانقلاب الفاشل عام 2016، جرى اعتقال أكثر من 15000 شخص، بالإضافة إلى إقالة عشرات الآلاف من المسئولين، ومع ذلك لم تُبد اللجنة أي جديد بخصوص هذا التعليق الرسمي لمحادثات الانضمام، وطالبت المفوضية، تركيا بالعمل من أجل استعادة المزيد من الثقة، ودعتها إلى رفع حالة الطوارئ التي فُرضت في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة.
 
 وتحرص اللجنة الخاصة بالتفاوض على إبقاء الباب مفتوحًا أمام تركيا بشأن مفاوضات الانضمام، لأنه من الممكن أن يؤدي إغلاقه إلى تعريض الاتفاقية المتعلقة بأزمة اللاجئين للخطر، ومن المعلوم أن هذه الاتفاقية كانت أحد أهم الأسباب في انخفاض أعداد اللاجئين بشكل كبير، مقارنةً بما كان عليه الحال في عام 2015.

هذا، وصرح المفوض المسئول عن ملف انضمام الأعضاء الجدد إلى الاتحاد الأوروبي “يوهانس هان”، بأن الاتحاد شريك قوي ومهم من الناحية الاستراتيجية وسيبقى كذلك، لذا فإن التوصية بتعليق رسمي لمفاوضات الانضمام ليست منطقية، لا سيما وأن أغلب الدول الأعضاء في الاتحاد يعارضونها، وإلا فلا مغزى لوجودنا، ولذلك قدمنا التوصيات إلى الجانب التركي لاستعادة الثقة بين الجانبين، وفي مقدمتها كان رفع حالة الطوارئ التي فُرضت في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة منذ قرابة عامين، وما زالت سارية حتى الآن.
 
القوة الناعمة للإمارات العربية المتحدة.. دول الخليج تعلن عن نفسها

وبعيدًا عن أجواء الحرب في سوريا والانتقادات الأوروبية تجاه تركيا، نشرت محطة التليفزيون والراديو”إيه أر تي إي” (Arte)، والتي تبث محتواها كاملًا باللغتين الألمانية والفرنسية، بالإضافة إلى ترجمة برامجها الرئيسية إلى الإنجليزية والأسبانية والإيطالية والبولندية؛ سلسلة من الحلقات الوثائقية، تتناول التحول الهائل الذي شهدته دولة الإمارات العربية المتحدة من منطقة صحراوية بدوية إلى مجتمع شديد التقنية يسير بخطى ثابتة وواثقة نحو التقدم والرفاهية والازدهار؛ فالإمارات – طبقًا لما جاء في البرنامج الوثائقي، والذي يحمل عنوان: “القوة الناعمة للإمارات المتحدة.. دول الخليج تعلن عن نفسها” (الجزء الأول) – أنفقت نحو 2000 مليار دولار من أجل تحقيق هذا التحول، واستطاعت بالفعل خلال العقود الأربعة الماضية تحقيق معدلات قياسية فيما يخص مكافحة الأُمية ودخل الفرد، ومتوسط العمر، كما تَطَرَّقَ الوثائقي إلى تاريخ الإمارات بإسهاب، وكذلك تأثير الحربين العالميتين على دول الخليج بصفة عامة، وعلى الإمارات بصفة خاصة.

وعاد التقرير مرة أخرى ليتحدث بالتفصيل عن دور “آل نهيان” في تحقيق ما وصفته بـ “الإعجاز الاقتصادي والتنموي والعمراني”، لا سيما فيمن مدينتي “دبي” و”أبو ظبي”، فضلاً عن المقارنة بين الشيخ “شخبوط بن سلطان آل نهيان”،  والشيخ “زايد بن سلطان آل نهيان”، والتي صورت بشكل واضح المكانة الخاصة للشيخ زايد في قلوب الإماراتيين؛ فقد كان لهم بمثابة الأب والقائد والمعلم والقاضي والمفتي وكل شيء، ويعد هذا البرنامج الوثائقي، الذي تزيد مدته عن الساعة، أول برنامج تبثه المحطة يوثق هذه الأحداث من بدايته حتى نهايته.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا