ما هي توقعات مركز ستراتفور لحالة العالم خلال الربع الأخير من عام 2018؟

أحمد الباز

ترجمة بواسطة – آية سيد
 

الولايات المتحدة
رهان البيت الأبيض المستمر على سياسة التجارة. في الوقت الذي يُنهي فيه البيت الأبيض اتفاقًا للحفاظ على اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا), سوف تزيد إدارة ترامب من مخاطر التجارة في المناطق الأخرى. سيكون على الصين الصمود أمام عاصفة أكبر من الرسوم الجمركية في هذا الربع السنوي، حيث إن مفاوضات التجارة تنهار. سوف تمتد الجهود الأوروبية لتحييد تهديد الجمارك الأمريكية لما بعد هذا الربع السنوي, لكنها ستفشل في النهاية.
 
تحتاج الولايات المتحدة لأكبر عدد من الحلفاء يمكنها الحصول عليه في عصر يشهد منافسة بين القوى الكبرى. مع هذا, السياسة الأمريكية الفظة فيما يخص الرسوم الجمركية والعقوبات سوف تدفع القوى المتوسطة الاستراتيجية – مثل تركيا وباكستان – إلى البحث عن بدائل غير غربية وتجبر القوى الكبرى – مثل أوروبا – على إعادة بناء سيادتها الاقتصادية والأمنية بروابط عابرة للأطلسي في ظل الضغط الشديد.

عقود إمدادات النفط العالمية. في الوقت الذي يتلاشى فيه الطلب الصيفي المرتفع, سوف يُجهد الانخفاض الشديد في صادرات النفط الإيرانية الإمداد العالمي ويعزز الأسعار المرتفعة. كما إن الضغط الشديد الذي يمارسه البيت الأبيض على السعودية لاستخدام طاقتها الفائضة لتحقيق توازن في السوق سوف يترك مساحة ضئيلة للرياض للرد على تعطل الإمدادات الأخرى الذي يلوح في الأفق من بلدان مثل فنزويلا وليبيا.  

الأسواق الناشئة
فترة عصيبة للأسواق الناشئة. أسعار النفط المرتفعة وتشديد السياسة النقدية في الولايات المتحدة سيستمران في فرض ضغوط على الأسواق الناشئة: بالنسبة للأرجنتين, الامتثال لشروط صندوق النقد الدولي سوف يأتي بتكلفة سياسية باهظة؛ المحركات الشعبوية في الهند وجنوب أفريقيا قبيل الانتخابات سوف تأتي على حساب الحرص المالي؛ الاقتصاد البرازيلي معلق في مهب ريح السباق السياسي المشتت بشدة؛ تركيا, الأكثر هشاشة في المجموعة, سوف تشهد تفاقم أزمتها الاقتصادية نتيجة للمقاومة السياسية للإصلاح, والتي تضخمها العلاقات المتدهورة مع الولايات المتحدة.

الاتحاد الأوروبي
الإتحاد الأوروبي يصارع مع إيطاليا والبريكست. سوف تُضعف إيطاليا الأسواق بخططها للتوسع المالي, لكن ضغط السوق سيُبقي روما داخل حدود عجز الاتحاد الأوروبي. ومع اقتراب الموعد النهائي للبريكست من دون وجود حل في الأفق, سوف نترقب أن يتولى قادة الاتحاد الأوروبي السياسيون المسئولية من المفاوضين الفنيين لمحاولة تجنب الخروج دون اتفاق.

شبه الجزيرة الكورية
غيوم عاصفة فوق شبه الجزيرة الكورية. سوف تعاود التهديدات المألوفة الظهور مع تعثر المحادثات بين أمريكا وكوريا الشمالية, لكن من غير المرجح أن تتصاعد الحرب الكلامية إلى مواجهة عسكرية كاملة في هذا الربع السنوي. كوريا الجنوبية, والصين وروسيا سيعزّزون الانخراط مع بيونج يانج من أجل إحباط تكتيكات الضغط القصوى التي تتبعها واشنطن.

إيران
لا مهلة لإيران المحاصَرة. سيواصل الاقتصاد الإيراني الترنح من العقوبات بينما تمضي الولايات المتحدة, والسعودية, والإمارات وإسرائيل قدمًا في استراتيجية تهدف لإضعاف طهران إقليميًا. سوف تظل إيران قادرة على إدارة الاضطراب الداخلي الناتج عن الضغط الاقتصادي وستأخذ حذرها لتجنب التصعيد العسكري مع الولايات المتحدة في الخليج العربي. مع هذا, سيزداد الصراع على السلطة داخل القيادة الإيرانية حدة.

روسيا
الضعف الروسي سينكشف في سوريا. سوف تنكشف حدود نفوذ الكرملين في سوريا في الوقت الذي تحاول فيه موسكو تقديم مقترح لإنهاء الحرب الأهلية, وبالتالي تحتوي إيران وتخفف الخطر على روسيا في منطقة الصراع. في حين أن موسكو تسعى لجذب واشنطن إلى مفاوضات أوسع, بيد أن العقوبات الأمريكية المتزايدة على روسيا في هذا الربع السنوي سوف تُعكر جو التفاوض, على الرغم من أنه من الممكن إحراز بعض التقدم في مسألة الحد من التسلح.

الصين
تذليل العقبات في مبادرة الحزام والطريق الصينية. ستحاول بكين تحويل المقاومة المتزايدة لمشروعات الحزام والطريق إلى فرصة لتهدئة الخلافات مع جيرانها عن طريق تجنب لفت الأنظار وجذب مستثمرين آخرين. في الوقت ذاته, سوف تمنح الهند الأولوية للاتفاقيات الثنائية مع الدول الرئيسية, رافضةً أي تحالفات لمواجهة الصين، حيث تحاول نيودلهي تحقيق التوازن ضد جارتها الأكثر قوة.  

المكسيك
عصر أندريس مانويل لوبيز أوبرادور يبدأ في المكسيك. رئيس المكسيك الجديد, أندريس مانويل لوبيز أوبرادور, سيضع الأساس لسلالة سياسية ناشئة. إنه يمتلك خططًا كبيرة لبناء علاقات مع شركات الطاقة واتحادات المعلمين, وزيادة الإنفاق العام وإعادة المركزية لدور شركة النفط الحكومية بتروليوس ميكسيكانوس (بيمكس), ويعتزم تسخير الاستفتاءات وأغلبيته في البرلمان لترسيخ سلطته. هذه الجهود جميعها ستأخذ المكسيك إلى مسار أكثر شعبوية وقومية.

إثيوبيا
إثيوبيا تقود تغييرًا كبيرًا في شرق أفريقيا. رئيس وزراء إثيوبيا الجريء سيبدأ بخطوات لتعزيز السلطة داخليًا وتطبيع العلاقات مع الجيران خارجيًا, مع التركيز على إرساء الاستقرار في المناطق الأكثر اضطرابًا وتوسيع الروابط الاقتصادية إلى البحر.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا