الصحافة الألمانية| هل تعود طهران للدبلوماسية الدامية؟ ومساعٍ سعودية حثيثة لاستقرار أسعار النفط

بسام عباس

ترجمة بواسطة – عماد شرارة – فارس طاحون
 
هل تصب العقوبات الأمريكية على طهران في صالح موسكو؟
 
حول العقوبات الأمريكية على طهران والأطراف الرابحة في القضية، نشر موقع هيسي مقالاً للكاتب "فلوريان روتسر" رأى خلاله أنَّ أسعار النّفط لاقت ارتفاعًا ملحوظًا عقب الانسلاخ الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني، مسجلة 75 دولارًا لبرميل النفط الخام؛ مما ساعد طهران في تعويض خسائر الصادرات التي تكبدتها نتيجة ارتفاع الأسعار التي شهدت تراجعًا ملحوظًا في منتصف أكتوبر بشكل لا يمكن مقاومته ليصل إلى 60 دولارًا للبرميل، في الوقت نفسه سجل الغاز الطبيعي ارتفاعًا ملحوظًا، وقد واصلت الأسعار تراجعها مرة أخرى في يونيو 2017 مسجلة 44 دولارًا للبرميل، وسرعان ما ارتفعت بعد ذلك بعد قرار أعضاء المنظمة المصدَّرة للبترول "أوبك" وروسيا بخفض الإنتاج.
 
ويرى الكاتب أنَّه كان من المتوقع ارتفاع أسعار النّفط بعد دخول العقوبات الأمريكية على طهران حيز التنفيذ؛ لصعوبة تعويض التراجع الذي سيشهده النّفط الخام، الأمر الذي لاقى نفس مصير محاولات واشنطن بتصفير صادرات النّفط الإيرانية، وهو الفشل الذريع، ومن المتوقع تراجع حجم الصادرات اليومي من 2,5 مليون برميل إلى 1,5-1,7 برميل.
 
وحول المكاسب المرتقبة التي قد تجنيها موسكو من العقوبات، قال الكاتب إنَّ حسابات واشنطن لم تلق النجاح المنتظر نتيجة مواصلة إقبال المستوردين على النفط الإيراني رغم التهديدات الأمريكية، بما فيهم المتحالفون مع واشنطن؛ ولحفظ ماء الوجه اضطرت الأخيرة إلى استثناء كبار المستوردين من هذه العقوبات، بما في ذلك الصين وكوريا الجنوبية واليابان وتركيا، كما استثنت إيطاليا واليونان، وكذلك العراق، التي تعد طهران بالنسبة لها حجز الزاوية في إمدادها بالكهرباء، فيما أعلنت بعض الدول – بما فيها الصين وتركيا- عدم رضوخهم لتلك للعقوبات.
وأضاف الكاتب أنَّ هذه التطورات قد تصب في مصلحة روسيا، فقد زادت كلٌّ من واشنطن والرياض وموسكو إنتاجهم من النّفط الخام؛ ليس فقط لتعويض حجم التراجع الذي شهدته الصادرات الإيرانية، وإنما أيضًا لتلبية متطلبات السوق العالمية، فقد أنتجت واشنطن مؤخرًا ما يزيد على 11,6 مليون برميل يوميًا، وبالتالي فستحتل صدارة الدول المنتجة للنفط الخام متجاوزة روسيا والمملكة العربية السعودية في سبتمبر المقبل، حسبما ذُكر في تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة، والآن تُجري موسكو والرياض محادثات لخفض الإنتاج لزيادة الأسعار مرة أخرى.
 
وتتجلى مكاسب موسكو من العقوبات الأمريكية على طهران – من وجهة نظر الكاتب – في بيع وتصدير مزيد من النّفط، لا سيما في الأسواق الأوروبية، وفي الصين وكوريا الجنوبية، فضلًا عنَّ مساعي روسيا لشراء النّفط الخام ومعالجته لاستخدامه داخل الأسواق الروسية، وبالتالي توفير مزيد من النّفط الروسي لتصديره إلى الخارج، ودعم الحلفاء أيضًا الذين تربطهم مصالح جيوسياسية بالغة مع روسيا في منطقة الشرق الأوسط، وقد أقدمت الأخيرة أيضًا على شراء 100.000 برميل يوميًا عن طريق المقايضة بالآلات والمواد الغذائية الروسية وليس بالدفع الآجل أو العاجل، واختتم المقال بتكهنات مفادها أنَّ ارتفاع أسعار النّفط في الأسواق العالمية مرة أخرى، سيصب في مصلحة كل من روسيا وإيران.
 
هل تُقبل طهران على شن موجة من الاغتيالات في أوروبا؟
 
نشرت صحيفة "بيلد" تقريرًا للكاتب "أنتغي شيبمان" أشار خلاله إلى أنَّ مخاوف المعارضة الإيرانية تتفاقم، وبطش نظام الملالي تجاوز الحدود المحلية والإقليمية عابرًا للقارات، حيث بات يطول المعارضين داخل البلدان الأوروبية، حتى طال الناشطة الحقوقية المعارضة للنظام "مينا أحادي"، والتي باتت تزداد مخاوفها يومًا بعد يوم، حيث اعتلى اسمها قائمة الأسماء التي ذُكرت في لقاء جمع بين المرشد الأعلى للثورة الإسلامية "آية الله علي خامنئي" وعملائه في الخارج، دار محوره حول اتخاذ مزيد من إجراءات القمع والبطش ضد التيار المعارض المتواجد خارج البلاد.
 
وأضاف التقرير أنَّ "أحادي" وُضِعَت على قائمة الإرهاب عام 2010، بعد نضالها من أجل قضية "سكينة اشتيانی" المهددة بعقوبة الرجم حتى الموت لإدانتها في قضية قتل وزنا؛ وبالتالي باتت تهديدات طهران تطاردها حيثما تكون، فقد استطاعوا الوصول إليها عبر الرسائل البريدية: "نحن نعرف جيدًا مكان إقامتك"، والرسائل الإلكترونية مجهولة المرسِل.
 
وعن أسباب كُره نظام الملالي لها، قالت "مينا": "إنَّ أكثر ما يُبغِضهم تنديدي بعقوبات الإعدام التي يُقبِلون عليها ليل نهار، فضلًا عن نقدي الخارجي للإسلام دفاعي عن حقوق المرأة، وهذا كله يتعارض مع أفكارهم وأيديولوجيتهم؛ لهذا يرى الكاتب أنه كلما ازداد خوف النظام على بقاء نفوذه وسلطته، كما تفاقم بطشه تجاه معارضيه.
 
موجة الاغتيالات الإيرانية الأولى
 
وتابع التقرير أنَّ موجة الاغتيالات المرتقبة ليست جديدة من نوعها، وإنما هي إحياء للموجة الأولى التي انتهت عام 1992، بعد ارتكاب عملاء النظام موجة اغتيالات استهدفت بعض معارضي النظام في فيينا وباريس وبون، والآن هناك مخاوف مرتقبة من عودة هذه الموجة من جديد؛ وهذا ما دفع وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" إلى التحذير من عملاء طهران في أوروبا.
 
يوم المساجد المفتوح…صلاة المرأة مع الرجل في حجرة واحدة قد تفقده تركيزه
 
نشرت صحيفة "آراجورتسايتونج" تقريرًا للكاتب "هانز كريستوف فاجنر" أكّد خلاله أنَّ أصحاب الديانات الأخرى تمكنوا في يوم المساجد المفتوح من الاطلاع على الثقافة الإسلامية وإلقاء نظرة عما يدور في تلك المساجد من خطب ونقاشات ومجالس دينية.
 
وفي إحدى الجولات التي استهدفت "مسجد بروجر"؛ حيث كان إمام المسجد "إسماعيل سي"، ألباني الجنسية، يؤم ثلاثة مصلين – يقول الكاتب: إنَّ هذا العدد على غرار ما يكون يوم الجمعة، حيث يأتي المصلون من جميع أنحاء المنطقة لأداء فريضة الصلاة، وأضاف أنَّ الدور الأرضي مخصص للشباب والرجال، بينما الدور العلوي مخصص للنساء والفتيات – قال أحد المتواجدين بالمسجد: "إنَّ الفصل في الصلاة بين الرجال والنساء لا يمتّ إلى التمييز أو العنصرية من قريب أو بعيد؛ بيدَ أنَّ السبب يكمن في كون الرجال ليس بمقدورهم أداء الصلاة بتركيز عالٍ مع وجود النساء في نفس حجرة الصلاة"، وأضاف أيضًا أنَّ الإسلام يتعدى كونه دينًا سماويًا فقط، وإنما هو أيضًا بمثابة قانون لضبط السلوك والتصرفات، كالنهي عن الأكل والشرب أثناء الصلاة، وغير ذلك من الأمور.
 
 وقال الكاتب إنَّ هذا المسجد ذا الطابقين لا يحتوي على مئذنة ولا قبّة؛ وبالتالي فليس لديه صِبغة إسلامية خارجية، وقد نفى "فهمي يلدز"، أحد أعضاء مجلس إدارة المسجد، كون هذا السبب الرئيسي في تراجع إقبال المصلين بكثرة على المسجد".
 
هل تستطيع المملكة العربية السعودية العمل على استقرار سعر النّفط؟
 
وعلى الصعيد الاقتصادي ومصير النّفط العالمي والاضطرابات التي تموج في الأفق على أعتاب العقوبات الأمريكية على طهران، نشرت صحيفة "نويه تسوريشر تسايتونج" تقريرًا أفاد بأنَّ سوق النّفط مُلبد باضطرابات جسيمة على غرار الأسواق الأخرى، حيث يحاول كِبار منتجِيه جاهدين مضاعفة احتياطاتهم على المدى الطويل، وارتفاع عائداتهم على المدى القصير.
 
وقال التقرير: إنَّ الرياض تبذل جلّ مساعيها لرفع سعر النّفط إلى أكثر من 80 دولارًا للبرميل؛ نتيجة ارتفاع حجم مصروفات الدولة في السنوات الماضية، ولضمان استقرار الموازنة العامة بجلب أكبر عائد ممكن من صادرات المادة الخام، وأضاف أيضًا أنَّ العضو الرئيسي في منظمة الدول المصدَّرة للبترول "أوبك" يتحكم في سعر النّفط باستخدام أساليب تكتيكة، ففي الأشهر الماضية اندهش المراقبون لأسواق النّفط من ارتفاع الأسعار – رغم تراجع المعروض- في ظل الاضطرابات التي تشهدها فنزويلا والعقوبات الأمريكية على طهران، ويشير إعلان وزير الطاقة السعودي "خالد الفالح" على هامش الاجتماع الأخير لممثلي منظمة "أوبك" في أبو ظبي إلى إقبال السعودية على خفض صادراتها النّفطية بمقدار 500 ألف برميل يوميًا في ديسمبر المقبل.
 
كيف يمكن للحدس تعزيز الاقتصاد؟
 
نشر موقع "إنفورماتسيون دينست فيرتشافت" مشروع مقال بحثي بجامعة أوستفاليا للعلوم التطبيقية للكاتبة "تيريزا سبرينجر"، حيث رأت أنَّ الحدس نادرًا ما يلعب دورًا جوهريًا في صنع القرار في المؤسسات والشركات، بيدَ أنّه يُعد العامل الأهم والأكثر تأثيرًا في إنعاش الاقتصاد، وهذه الفرضية جاءت في مشروع بحثي جديد تحت عنوان "العقلانية، الاستدلال، الحدس والترقب في صنع القرارات"، الذي أُطلق بجامعة أوستفاليا للعلوم التطبيقية.
 
وأضافت الكاتبة أنَّ المشروع، تحت قيادة البروفيسور "ماركوس لاونر"، يهدف إلى تطوير وبحث طرق وأساليب قياس الحدس بتمويل يصل إلى 470 ألف يورو، وأضافت أنَّه حال نجاح الباحثين في إثبات كون الحدس قابلاً للتطبيق والقياس بصور مختلفة، فيمكن توظيف هذا المشروع في مجلات عِدة، كما في تعيين المديرين التنفيذيين في قسم الموارد البشرية وأجهزة الشرطة وجهات الإنقاذ، حيث يتعين عليهم اتخاذ قرارات سريعة ومعقدة يوميًا، علاوة على فرضية كونه حجر الأساس لتغيير مفاهيم جديدة. وسيعتمد المشروع في بادئ الأمر على الشركات الصغيرة والمتوسطة في ولاية ساكسونيا، حيث يجري العمل في بادئ الأمر على تطوير منتجات جديدة على المدى الطويل، وتعزيز الاقتصاد الرقمي والإبداعي.
 
ونوهت الكاتبة أيضًا إلى أنَّ المشروع يرتكز على بحث ودراسة أربعة أسس مختلفة لصناعة القرار لأول مرة وهي: "القرارات العقلانية الذهنية، والقرارات التجريبية "قواعد الإبهام"، والقرارات التخمينية، أو ما يُسمى بـ "الشعور الغريزي"، والقرارات غير المسببة"، وسيشارك خبراء آخرون في هذا المشروع، الذي من المقرر أن يستمر حتى أكتوبر 2021.
 
 
لماذا تمانع الولايات المتحدة استقبال اللاجئين؟
 
نشر موقع "فوكس أونلاين" تقريرًا للكاتب "جوزيف هاوسنر" بعنوان: "لماذا تمانع الولايات المتحدة استقبال اللاجئين؟" ، وتحدث التقرير عن تهرب أمريكا من استقبال اللاجئين بينما تستضيف ألمانيا مئات الآلاف منهم من حول العالم، فعدد اللاجئين من المسلمين والسورين بالأخص في الولايات المتحدة قليل جدا إذا ما قورنت بأعدادهم في أوروبا، فما السبب في ذلك؟
 
تجيب خبيرة السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ، "ماجدلينا كيرشنر"، عن هذا السؤال قائلة:" عامل الحاسم في هذه القضية، هو بالطبع، المسافة الجغرافية، وبالتالي تتعرض الولايات المتحدة لضغوط  أقل مقارنة بما تتعرض له أوروبا، لكن ومع ذلك فاستقبال أمريكا لمئات اللاجئين يوميا أمر لا يمكن تصوره، بل يمكن البحث عن بدائل أخرى، وليس بالضرورة أن نصنع كما تصنع أوروبا، لكن أمريكا تعاني أيضًا من مسألة الهجرة غير الشرعية واللجوء من طريق أخر، ومن جهة أخرى أكثر تعقيدا مما هو الحال في أوروبا؛ فهناك مئات الآلف من اللاجئين يعبرون الحدود من المكسيك إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهذ هي القضية التي تشغل أذهان الساسة الأمريكيين في معظم الأحيان".
 
ويضيف الكاتب أن ثقافة استقبال اللاجئين بالترحاب كما كان يحدث في مركز محطة ميونيخ الرئيسية، حيث كان الناس يهتفون ويمسكون بالونات ويصفقون لم تعد موجودة بسبب التبعات والمشاكل الناجمة عن طوفان الهجرة من بلدان الحروب في الشرق الأوسط.
 
أزمة اللاجئين في الولايات المتحدة بسبب المكسيك وليست سوريا
 
 في فترة ولاية الرئيس أوباما فرَّ ما يقرب من 60 ألف طفل لاجئ غير مصحوبين من أمريكا الوسطى عبر المكسيك إلى الولايات المتحدة وبسبب قوانين مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة  فإن عملية الاعتراف باللاجئين أصبحت معقدة للغاية سواء  بالنسبة إلى الأشخاص القادمين من الشرق الأوسط أو غيره وقد يستغرق التحقق أشهرًا وأحيانًا سنوات وذلك بسبب  المخاوف من الإرهابيين الإسلاميين، فما زال هاجس الخوف من الإرهاب يمثل الدافع الأول والأساسي في تشريع القوانين الخاصة بالهجرة واللجوء في الولايات المتحدة الأمريكية في كل مكان؛ فحادثة 11 سبتمر2001م، وماراثون بوسطن في عام 2013م محفورة في ذاكرة الأمريكان، ومعلوم أن أكثر الجناة في ذلك الوقت كانوا لاجئين سابقين فروا من الحرب الأهلية الشيشانية إلى الولايات المتحدة في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، فلدى الأمريكيين الكثير من التحفظات والخوف من تكرار ذلك مرة خرى.
 
صعوبة تغيير الموقف الأمريكي من استقبال المزيد من اللاجئين
 
رغم أن الأمريكيين كغيرهم من الشعوب يتأثرون بطبيعة الحال بمعاناة اللاجئين حول العالم إلا أن واشنطن تفكر في أساليب أخري كمكان آخر للمساعدة  في حل هذا التحدي الصعب في العالم، فقد هزت صورة ضحايا الحرب في سوريا الكثير من الناس في الولايات المتحدة، وأحد الاعتبارات، التي نفذتها واشنطن هو تخصيص المزيد من الأموال لمخيمات اللاجئين في الأردن وتركيا وغيرها من البلدان المجاورة في سوريا، لكن الولايات المتحدة ربما لن تكون قادرة على التحرك أكثر من ذلك بسبب الجهد اللوجستي الهائل الذي سيكون ضروريا لجلب اللاجئين إلى أمريكا.
 
وأظهر تقرير لرويترز، تم نشرة مؤخرًا، صلابة الموقف الأمريكي من اللاجئين المسلمين والسورين، حيث أشار التقرير أن النسبة المئوية للاجئين المسلمين في عهد ترامب بلغت ثلث ما كانت عليه قبل عامين، في حين ارتفعت نسبة الأوروبيين إلى ثلاثة أمثال وأدى التحول إلى اختلالات صارخة، فعدد اللاجئين الذين تم قبولهم في الولايات المتحدة من دولة مولدوفا الأوروبية الصغيرة -على سبيل المثال- يتجاوز الآن عدد اللاجئين الوافدين من سوريا بنسبة ثلاثة إلى واحد على الرغم من أن عدد اللاجئين السوريين في مختلف أنحاء العالم يتجاوز التعداد الإجمالي لسكان مولدوفا.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا