بوليتيكو | فيروس كورونا يُنهي شهر العسل بين الصين وأفريقيا

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – شهاب ممدوح

تحتفظ منطقة جنوب آسيا بأهمية كبيرة عندما يتعلق الأمر بشئونها الاستراتيجية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية،ويُولي العديد من الباحثين المعروفين أهمية كبيرة لهذه المنطقة فيما يخص التغييرات والتطورات المستقبلية. ومثلما ذكر ديفيد والدورف في تقرير للبنك الدولي: "سوف تلعب منطقة جنوب آسيا دورًا مهمًا في قصة التطور العالمي؛بدليلما يحدث في القرن الآسيوي".
كما أنها تضم أكبر عدد سكان في سن العمل في العالم. وبالإضافة إلى هذا،تواجد الكثير من الجهات الفاعلة من الدول ومن غير الدول ومشاركتها في المنطقة زاد من الأهمية الاستراتيجية للمنطقة. إن أمن هذه المنطقة مرتبط بشكل مباشر بأمن مناطق العالم الأخرى.

ووفقًا للغرب وحلفائه، تنشأ المشاكل الأمنية من هذه المنطقة، مثل الإرهاب والتمرد وخلافه، وتنتشر لكل زاوية وركن في العالم وهو ما يضر بجميع جوانب الحياة. إن مشاركة هذه القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، إلى جانب الشركات متعددة الجنسيات والمؤسسات الإقليمية والعالمية الأخرى، حوّل انتباه العالم إلى هذه المنطقة.
وتمتلك هذه المنطقة سمات مميزة في ظل التفاعل بين العوامل الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية التي ترسم الصورة المعقدة للمنطقة بأكملها. هذه هي الأسباب الرئيسية التي ساعدت في تكوين الطبيعة المعقدة للمطالب الإقليمية والأنشطة الدينية المتطرفة بين عدة دول في جنوب آسيا.

هذا السيناريو يجعل تركيبة وبيئة المنطقة معقدة، حيث ليس من السهل على أية دولة أن تتخذ قرارات من دون عوائق وبثقة كاملة؛ حيث إن أمورًا غير متوقعة قد تحدث أيضًا في ظل تدخل كيانات أجنبية ودول قوية أخرى مثل أمريكا والصين وروسيا والهند. أيضًا، تحتفظ منطقة جنوب آسيا بأهمية كبرى بسبب الدول الثلاث النووية: الصين وباكستان والهند،والهند وباكستان عدوان لدودان لبعضهما البعض ولديهما مشاكل تتعلق بقضايا متعددة منذ قيامهما.

وبالنسبة للصين والهند،فقد خاضتا حربًا أيضًا بسبب نزاع على الأراضي في 1962 على الرغم من أن كلا البلدين يجمعهما علاقات اقتصادية وثقافية وسياسية. هذه القضايا بين دول جنوب آسيا تُفاقم القضايا الحالية وتجعلها مستمرة لوقت طويل؛ وهو ما قد يؤدي إلى تدهور الأمن والاستقرار في المنطقة. أيضًا، يمر المفهوم التقليدي للأمن بتغييرات كبرى عن طريق التحول إلى التهديدات الأمنية غير التقليدية. في هذا الصدد، ظهرت قضايا متعددة من المفهوم القديم للأمن مثل: البيئة والأمن البشري والمشاكل الأيديولوجية والمجتمعية.

هناك بُعدان للأمن في جنوب آسيا: الأول هو التهديدات الأمنية التقليدية، والثاني هو التهديدات الأمنية غير التقليدية. وعندما يتعلق الأمر بالتهديدات الأمنية التقليدية، فهي تشمل القضايا العسكرية بين دول المنطقة المتعددة، بينما التهديدات الأمنية غير التقليدية تحظى بكثير من الأهمية والانتباه من العالم بسبب طبيعتها المدمرة، فهي تشمل أزمة الموارد، وأمن الغذاء، والأمن البشري، والتدهور البيئي، وأزمة المياه، والقضايا الصحية، وعدة فيروسات مثل كوفيد-19.. إلخ. وكلا النوعين من التهديدات الأمنية له إحصائياته وطبيعته عندما يتعلق الأمر بآثاره على شئون المجتمع المختلفة.

هذه التهديدات الأمنية طويلة الأمد تمثل عائقًا كبيرًا أمام حفظ السلام والتناغم والتنمية والتقدم والتفاهم المتبادل بين دول المنطقة. وعلاوة على ذلك، كانت معظم دول جنوب آسيا تعاني من أنواع متعددة من المشاكل، والتي تبدو لبعض الدول أصعب من أن تحلها بمفردها من دون مساعدة الدول الإقليمية الأخرى وتعاونها.

ظلت أمريكا، بصفتها قوة عالمية مهيمنة، مشاركة بطريقة أو بأخرى في الشئون الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية للمنطقة. في هذا الصدد،هناك أيضًا التواجد الفعلي للقوات الأمريكية وقوات الناتو في دول المنطقة، مثل أفغانستان، واستخدمت أيضًا القواعد الجوية في باكستان لمحاربة تهديد الإرهاب.

بالإضافة إلى هذا، أثارت الروابط الاستراتيجية والتدريبات البحرية المشتركة بين الولايات المتحدة والهند مخاوف حقيقية لدى الدول الإقليمية الأخرى، لا سيما باكستان والصين. أولًا:تدور أولوية الولايات المتحدة في المنطقة حول التصدي للصين. ثانيًا:تدور حول قضية أفغانستان والتي كلّفتها تريليونات الدولارات وتركت آثارًا وخيمة على اقتصاد البلاد. وتُظهر تهديدات أمنية جديدة بسبب تدخل قوى غير إقليمية مثل أمريكا وروسيا وإسرائيل واليابان. وبالتالي، إنها مسئولية دول جنوب آسيا أن تتخذ قرارًا عقلانيًّا والذي قد يكون نافعًا لها في تنمية اقتصادها وكذلك أيضًا في القضاء على المشكلات الأمنية، وهو ما يجعل المنطقة مستقرة ومتقدمة وسلمية بدلًا من أن تصبح لعبة في يد القوى الخارجية.

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا