الصحافة العبرية | الأحداث الأخيرة تدق النعش الأخير في سياسة «الأسرلة».. وحماس أكبر الرابحين

مترجمو رؤية

رؤية

ترجمة – فريق رؤية

تناقض واضح بين الجمهور والقيادة حول الهجوم على غزة

أكد الكاتب “إيتاي بارون” أن رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الأركان وضباطًا آخرين رفيعي المستوى يصورون الضربة التي وُجّهت لقطاع غزة وحركة حماس، والتقدير أنها ستؤدي إلى نهاية المعركة وتعزيز الردع الإسرائيلي، وهم يعربون عن رضا حقيقي حيال سير عملية حارس الأسوار، ونتائج العمليات الهجومية للجيش الإسرائيلي.

فطبقاً لتصريحاتهم؛ تعرضت حماس لضربة قاسية، لكن الجمهور في إسرائيل محبط من استمرار إطلاق الصواريخ، ومن عجز الجيش عن منع ذلك، ومن عدم تحقيق انتصار إسرائيلي واضح وقاطع. في الاستديوهات المفتوحة في القنوات المتعددة اعتبر كل إطلاق جديد لصواريخ “حماس” علامة على إخفاق الجيش في ضرب الحركة، وكانت وتيرة الأحداث في هذه العملية أسرع مما كانت عليه في المواجهات السابقة، من هنا أيضًا الشعور المعروف بالمرارة الذي سارع هذه المرة إلى الظهور.

وأضاف الكاتب بموقع معهد دارسات الأمن القومي بأن هذا التناقض المحبط هو حصيلة مفاجآت شهدها الجمهور الإسرائيلي خلال أيام العملية، وهي تتمثل في اكتشاف الجمهور الإسرائيلي أن حكومته تختار مجددًا ردع حماس بدلًا من إخضاعها، فالعمليات الهجومية للجيش الإسرائيلي غير قادرة على وقف إطلاق الصواريخ، على الرغم من قوتها الهائلة، والصعوبة التي يواجهها الجيش في تفسير وتجسيد الإنجازات الحقيقية التي حققها خلال أيام العملية، وإلى جانب هذا الإحباط المعين الذي يتميز به الجمهور الإسرائيلي، فإن هذه المفاجآت هي وليدة سياسة إخفاء متعمدة تُطبّق منذ أعوام طويلة، مقرونة بفشل مستمر للقيادتين السياسية والعسكرية.

الجيش ينجح والسياسيون يفشلون!

رأى المحلل بموقع نيوز وان “عاموس جلعاد” أنه يمكن الاتفاق على الثناء على القدرة العسكرية المدهشة التي أظهرها الجيش الإسرائيلي في عملية “حارس الأسوار” دفاعًا وهجومًا. التفكير الاستراتيجي كان ممتازًا وسيؤدي، من وجهة نظره، إلى ردع “حماس” عن شن هجمات على إسرائيل في المستقبل المنظور. لكن على الصعيد السياسي الاستراتيجي من الواضح أن السياسة حيال “حماس” أصبحت موضع علامات استفهام وتتطلب التفكير في مسار جديد.

وأضاف بأنه من المهم الإشارة إلى أن “حماس” تنظيم مسلح تحركه أيديولوجيا دينية هدفها تدمير إسرائيل وإقامة الخلافة الإسلامية، بحسب مفهوم حركة الإخوان المسلمين التي تنتمي إليها، وهذا هو سبب قيام الدول العربية بملاحقة الإخوان المسلمين وحظر نشاطهم في أراضيها.

وتابع الكاتب بأن لدى “حماس” رؤية واستراتيجية واضحتين،  أنها حققت في إطار المواجهة الحالية إنجازات مهمة كانت تحلم بها: وضع القدس في مركز الاهتمام الدولي والفلسطيني؛ تصوير نفسها كدرع للإسلام؛ المواجهات بين العرب الإسرائيليين وبين اليهود داخل إسرائيل؛ زعزعة إضافية لمكانة السلطة الفلسطينية وإعداد الأرضية للسيطرة على الضفة الغربية؛ هجمات واسعة النطاق بالصواريخ على إسرائيل – على الرغم من الضربات التي تلقتها بتدمير الأنفاق الهجومية، وضرب مهندسي إنتاج الصواريخ والمنظومة تحت الأرض، كل هذا يغذي الانطباع داخل قيادة “حماس” أن دربها الاستراتيجي التاريخي هو الصحيح، وعلى الرغم من الضربات العسكرية التي تلقتها، فعليها الاستمرار في هذا الطريق.

حل أزمة الشيخ جراح يحتاج لشجاعة إسرائيلية

تناول المحلل “نير حاسون” أن الأزمة الراهنة المتعلقة بحي الشيخ جراح بالقدس، والتي اشتعلت مع تزايد مخططات اليمينيين الإسرائيليين للاستيلاء على الشيخ جرّاح؛ ما سبب موجة اعتراضات شديدة وغير متوقعة من الفلسطينيين، وأشار المحلل إلى أن السكان الفلسطينيين نجحوا بدعم من مجموعة صغيرة وقوية الإرادة في تحويل القصة إلى نضال مبدئي ضد سياسة التهويد والتمييز التي تنتهجها إسرائيل في القدس.

ورأى المحلل بصحيفة “هآرتس” أن حل الأزمة يحتاج لقرار شجاع من الحكومة الإسرائيلية، بتمكين السكان الفسطينيين من منازلهم في الشيخ جراح، مع إعطاء تعويضات لليهود الذين يزعمون أحقيتهم في تلك المنازل. ويعتقد الكاتب أن هذه الخطوة ستعود على الجميع بفوائد لا تحصى، فستحقن أولًا دماء سكان العاصمة، وستحسّن من صورة إسرائيل أمام العالم، وستحسن العلاقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في القدس، كما ستساهم في بناء الثقة وستقود إلى تجديد المفاوضات مع الفلسطينيين، كما ستشطب بندًا من جدول أعمال المدعي العام في محكمة العدل الدولية، وستضعف المطلب الفلسطيني بإعادة النظر في مصير ممتلكات عام 1948.

على الولايات المتحدة التواصل مع حماس

رأى الكاتب والمحلل “تسفي بارئيل” أنه يجب على الولايات المتحدة الحث على الدمج بين الضفة الغربية وغزة بصورة تدفع قدمًا بحل الدولتين وتمنع الفصل المستمر بين المنطقتين، كما عليها تثبيت الاستقرار في غزة، ومعالجة المشكلات الإنسانية، ومنع أي مواجهة بين إسرائيل وحماس.

وأضاف الكاتب بصحيفة “هآرتس” بأن الولايات المتحدة أخطأت عندما أهملت غزة وحماس وركزت جهودها الدبلوماسية على السلطة، كما كان من الخطأ التركيز على غزة فقط وتجاهل مساعي السلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. مثل هذه الاستراتيجية تزيد الفجوة بين الفلسطينيين وتقوي حماس على حساب السلطة الفلسطينية. لذا، يتعين على الولايات المتحدة تشجيع المصالحة الداخلية الفلسطينية، وزيادة حضور منظمات المساعدات الأمريكية ورجال الإعلام الأمريكيين في غزة، ومطالبة إسرائيل برفع الحصار عن غزة، وإشراك القطاع أي “حماس” – في عمليات اتخاذ القرارات السياسية.

ميزان الإنجازات يميل لمصلحة حماس

أوضح المحلل العسكري بصحيفة هآرتس “يائير جولان” أنه مع توقف المعارك لا مفر من الاستنتاج بأن ميزان الإنجازات يميل نحو “حماس”. في عملية “حارس الأسوار” سقطت أسوار كثيرة، غير أن “حماس” حققت أهدافها الأساسية منذ بداية المعركة، وكل يوم مر عزز ذلك. فعلى الصعيد العسكري، أطلقت “حماس” آلاف الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وعطلت الحياة في أنحاء البلد، وزعزعت شعور الجمهور بالأمان. وعلى الصعيد الاستراتيجي، نالت الأسبقية في النضال على مستقبل الحكم الفلسطيني، وربطت نضالها بالنضال من أجل القدس، ونصّبت نفسها كـمدافع عن الأقصى، وتسببت باضطرابات في البلد والضفة الغربية، وكشفت تصدعًا متزايدًا بين إسرائيل والولايات المتحدة.

وأضاف يائير بأنه اتضح بعد ثلاثة عقود من ظهور التهديد الصاروخي، لا تزال إسرائيل تفتقر إلى رد هجومي ناجع حتى ضد التهديد المحدود من طرف “حماس”، ناهيك عن تهديد حزب الله، يُضاف إلى ذلك وضع إيران صواريخ في سوريا والعراق واليمن، وطبعًا في أراضيها.

وحتى لو انتهت المعركة بإنجازات، فإن ثقة الجمهور بزعمائه وحكمهم تصدعت أكثر، والفجوة مع الجمهور العربي تعمقت. ربما من الممكن ترميم ذلك بمرور الزمن، لكن ليس هناك ما يؤكد أن هذا ممكن بالنسبة إلى الضرر الذي لحق بالعلاقات مع اليهود الأمريكيين ومع الولايات المتحدة إجمالًا. حتى قبل المعركة كان هناك تساؤل ما إذا كانت إسرائيل ستحصل على رزمة مساعدة إضافية لمدة عشرة أعوام. الآن من الممكن أن تواجه صعوبة في الكونجرس لأول مرة منذ 70 عامًا، فقط كي تضمن مساعدة السنة المقبلة.

المسمار الأخير في نعش “الأسرلة

اعتبر الكاتب العربي “نبيل أرملي” أن الأحداث الأخيرة دقت المسمار الأخير في نعش سياسة الأسرلة، ومحاولة دمج العرب في المجتمع الإسرائيلي، وإيهامهم بأنهم مواطنون إسرائيليون.

وأكد الكاتب في مقال له بصحيفة “هآرتس” أن جميع الأحداث تثبت بأن الأسرلة هي فعلًا وهْم مطلق، فلا وجود لهذا المفهوم؛ فقد قضت حتى المحكمة العليا بانعدام وجود كائن من هذا النوع، هناك يهود وغير يهود، اليهود يحكمون، بينما غير اليهود مَحكومون. كانت تلك، وما زالت، من بديهيات الحركة الصهيونية؛ بل إنّها من بديهيات جميع الأحزاب اليهودية في الكنيست، فالعقل اليهودي مستعد للمناقشة الأزلية وطرح سؤال “من هو اليهودي”، ولكنه لا يأبه لسؤال “من هو غير اليهودي”، الساكن بجواره.

وأضاف الكاتب بأنه قد بدأ تسويق المنتج المعروف بالأسرلة للمجتمع العربي في مطلع التسعينيات، على خلفية أوسلو واتفاقيات السلام التي وُقِّعت بين حكومة رابين ومنظمة التحرير الفلسطينية. كان لهذا المنتج مسوقون أذكياء، أجادوا تغليفه في رزمة أنيقة، أضافوا له مواد طعم ورائحة، أطلقوا حملات تنزيلات وأقاموا شبكات توزيع لبيعه. أدرك البعض أنّ المُنتج المعروض هو مجرد وهم ورفضوا شراءه، وأدرك آخرون ذلك ولكنهم تظاهروا بشرائه، بينما آمن كثيرون بأنّ الأمر حقيقي وأنّ باستطاعتهم أن يصبحوا إسرائيليين، بل وأن يكونوا جزءًا من شيء آخر غير الهوية الفلسطينية، غير أن الواقع يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا وجود لمثل هذا الشيء.

هل حسن نصر الله مصاب بكورونا؟

تناول رسام الكاريكاتير “عاموس بيدرمان” الحالية الصحية المتأخرة التي ظهر عليها حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، وذلك من خلال كلمته المتلفزة والتي هنأ خلالها المقاومة الفلسطينية على خلفية الأحداث الأخيرة. وظهر نصر الله في خطابه الأخير بصورة باهتة، منهك الجسد وصحته هزيلة، ويعاني من صعوبة بالتنفس والسعال.

وأظهر الرسام أمين عام حزب الله وهو يتلقى العلاج، مناشدًا الممرضة إعطاءه بعض الأدوية المقررة لمرضى كورونا، وذلك كناية عن احتمالية إصابته بالفيروس، وهو ما تداولته بعض وسائل الإعلام بعد ظهوره الأخير.

image 17

ربما يعجبك أيضا