إيران تستعرض عضلاتها بأول صاروخ فرط صوتي محلي الصنع

يوسف بنده

إصرار النظام الإيراني على التطوير المستمر للمنظومات الصاروخية والطائرات المسيرة يضعه في دائرة التهديد المستمر لدول المنطقة.


كشفت إيران، يوم الخميس الماضي 10 نوفمبر 2022، للمرة الأولى عن صاروخ باليستي فرط صوتي (هايبرسونيك) محلي الصنع، ما يفاقم تهديداتها الإقليمية والدولية.

ويمثل برنامج الصواريخ الباليستية، إلى جانب برنامج الطائرات المسيرة، اليد الطولى للنظام الإيراني، الذي يعتمد على هذين البرنامجين إلى جانب الميليشيات الموالية له في المنطقة، كقوة ردع بديلة للسلاح النووي.

صاروخ جديد

كشف الحرس الثوري الإيراني عن صاروخ باليستي فرط صوتي (هايبرسونيك) محلي الصنع لمواجهة منظومات الدروع الصاروخية العالمية، موضحًا أن هذا الصاروخ يستهدف المنظومات المضادة للصواريخ، ويعد قفزة كبيرة في مجال الصواريخ، حسب ما نقلته وكالة “ايسنا“، يوم الخميس.

وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل جروسي، إن مثل هذه الإعلانات تفاقم المخاوف، وتزيد الانتباه إلى الملف النووي الإيراني، وحث الإيرانيين على التعاون مع الوكالة، لأن “خفض التعاون والحدّ من زيارة المفتشين، لن يوفر الثقة بما يقومون به”، حسب ما نقلته إذاعة “مونت كارلو“.

114154

تطوير البرنامج الصاروخي

حسب تقرير لـ”فرانس24” يحلّق الصاروخ الإيراني الفرط صوتي بسرعات تزيد عن 6 آلاف كيلومتر في الساعة، أي 5 مرّات أكبر من سرعة الصوت. وبإمكانه اختراق جميع منظومات الدفاع الصاروخي، لأن سرعتها العالية وقدرتها على المناورة تمثل تحديًا لمصممي الرادارات.

وأعربت الحكومات الغربية مرارًا عن قلقها إزاء قدرة إيران على تعزيز برنامجها الصاروخي الباليستي، الذي يمكنها من إطلاق رؤوس حربية نووية. وترفض إيران أن تشتمل المحادثات النووية أي نقاشات خارج الموضوع النووي، ومنها مسألة البرنامج الصاروخي.

تعاون روسي

حسب تقرير لـ”آسيا تايمز“، فإن إيران طورت سلاحها الصاروخي باستخدام التكنولوجيا الروسية، التي حصلت عليها مقابل أسلحة قدمتها لموسكو في حربها بأوكرانيا، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا الروسية جعلت الصواريخ الإيرانية أكثر دقة، في مقابل المسيرات والصواريخ قصيرة المدى التي قدمتها إيران.

وحسب إذاعة “طهران“، رجح مسؤول “الخارجية” الأوروبية، جوزيب بوريل، عدم وجود أي دليل على إرسال إيران صواريخ إلى روسيا. وحسب تقرير “cbsnews“، جاء الإعلان عن الصاروخ الجديد، بعد إعلان إيران تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ “قادر”، الحامل للأقمار الاصطناعية، في 5 نوفمبر الحالي.

3214597

محور إيران

تستغل إيران الميليشيات والجماعات الموالية لها في المنطقة تحت مسمى “محور المقاومة“، كقوة تهديد بديلة لعدم امتلاكها السلاح النووي، وتحقيق التوازن أمام قوة نووية، مثل إسرائيل، ما دفع القوى الإقليمية إلى الضغط على الولايات المتحدة لتضمين ملف التهديدات الإيرانية الإقليمية، ضمن المحادثات النووية.

ويرى خبير الشؤون الدفاعية، حسين عظيميان، أن امتلاك إيران صواريخ تفوق سرعة الصوت، يعزز من محور المقاومة، ومن تفوق إيران العسكري في المنطقة، وفق تصريح نقله موقع “نما“.

منظومة صاروخية

أعلن قائد الدفاع الجوي للجيش الإيراني، علي رضا صباحي فرد، زيادة مدى المنظومة الصاروخية “باور 373” من 150 إلى أكثر من 300 كم خلال 16 شهرًا، وأوضح فرد أن المنظومة الإيرانية جرى إنتاجها، في ظل ضغوط الغرب على روسيا حتى لا تسلم إيران المنظومة S300، حسب وكالة “مهر“.

ونقلت “ايران برس” عن قائد الجيش الإيراني، اللواء عبدالرحيم موسوي، أن منظومة “باور 373” إنجاز عظيم في مجال تقنية الدفاع الجوي على مستوى العالم. وأوضح أنها قادرة على استهداف الطائرات من دون طيار عن بعد 304 كلم.

التليفزيون الإيراني يكشف عن تطوير منظومة “باور 373”

استعراض عسكري

في استعراض لقدرات صواريخها وطائراتها المسيرة، قصف الحرس الثوري الإيراني، أمس الاثنين، مواقع للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض، في إقليم كردستان العراق، حسب ما نقلته “تسنيم“. وتفيد التقارير أن النظام الإيراني يحاول بهذه الضربات التغطية على عجزه في مواجهة الاحتجاجات بالداخل.

ويأتي الهجوم، بعد تصريح لرئيس لجنة العلاقات الخارجية في لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، وحيد جلال زاده، قال فيه: “إننا نعد أمن دول المنطقة من أمننا، لكن وجود بعض العناصر لن يخدم المنطقة”، ودائمًا ما تتهم طهران إقليم كردستان العراق بإيواء عناصر كردية إيرانية مسلحة، تعمل ضدها.

قصف مقرات حزب كومله الإيراني المعارض في كردستان العراق

ربما يعجبك أيضا