اشتباكات حدودية بين الهند والصين.. هل يتكرر سيناريو الستينات؟

أعلنت وزارة الدفاع الهندية، أمس الثلاثاء 13 ديسمبر 2022، إصابة بعض الجنود في اشتباكات على الحدود المتنازع عليها مع الصين.

ووقعت المواجهات بين القوات الهندية والصينية، يوم الجمعة الماضي 9 ديسمبر 2022، في قطاع تاوانج بولاية أروناتشال براديش، شمالي شرق الهند، التي تحد الصين من الجنوب، وتطالب بها بكين، وفق ما أوردته وكالة أنباء “رويترز“.

تفاصيل الاشتباكات الأخيرة

أفاد مصدر في وزارة الدفاع الهندية لـ”رويترز” بأن فرق الدوريات من الجانبين التقت وجهًا لوجه على إحدى القمم الجبلية في المنطقة، وتبع ذلك معركة بالأيدي أسفرت عن سقوط بعض الجنود على سطح صخري وإصابتهم بجروح، وقال مصدران آخران إن قرابة 6 جنود هنود تعرضوا إلى جروح طفيفة.

وأوضح المصدر، الذي لم يكشف عن هويته، أن الحدود غير المرسومة، التي تسمى “خط السيطرة الفعلية”، تعني أن الجنود من الجانبين يمكنهم العبور إلى الأراضي بين الحين والآخر، وقال: “أحيانًا نتصور أن بعض المناطق تابعة لنا، وأحيانًا يحدث العكس، تستمر هذه المناوشات في الحدوث، وهي ليست كبيرة”.

شاحنة تابعة للجيش الهندي في الطريق المتجه إلى تاواج، بالقرب من خط السيطرة الفعلية

بيان هندي

أوضح وزير الدفاع، راجناث سينج، أن القوات منعت جنودًا صينيين من دخول الأراضي الهندية، الأسبوع الماضي، ما أدى إلى حدوث الاشتباكات التي أسفرت عن وقوع إصابات طفيفة في الجانبين “دون وقوع إصابات خطيرة من جانبنا”، وذلك في بيان أمام البرلمان نقلته وكالة أنباء “رويترز”.

وقال سينج: “حاولت قوات الجيش الصيني عبور خط السيطرة الفعلية في منطقة يانجتسي بقطاع تاوانج، وتغيير الوضع القائم بصورة أحادية”، مضيفًا أن الهند بحثت المسألة مع الجانب الصيني عبر القنوات الدبلوماسية، وطلبت منه الإحجام عن تلك الأفعال.

التعليق الصيني

صرح متحدث باسم قيادة المسرح الغربي لجيش التحرير الشعبي الصيني، لونج شاوهوا، بأن القوات الهندية “عبرت خط السيطرة الفعلية بطريقة غير قانونية”، لمنع دورية روتينية لقوات حرس الحدود الصينية، مضيفًا: “نحث الجانب الهندي على السيطرة بحزم لقوات الخطوط الأمامية، والعمل مع الصين من أجل الحفاظ على السلام والأمن على الحدود”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج وينبن، في مؤتمر صحفي إن الوضع على الحدود “مستقر بوجه عام”، وفق ما أوردته وكالة “رويترز”.

ترقب أمريكي

قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تراقب الوضع من كثب، وقال المتحدث باسم الخارجية، نيد برايس، في مؤتمر صحفي، إن الهند شريك استراتيجي مهم للولايات المتحدة وإن واشنطن “سعيدة لسماع أن الجانبين فضا الاشتباك سريعًا”.

وقال برايس: “نحن نعارض بقوة أي محاولات أحادية لتحقيق المطالب الإقليمية عن طريق التوغلات، سواء كانت عسكرية أو مدنية، عبر الحدود”، مضيفًا أن الولايات المتحدة “تشجع الهند والصين على استخدام القنوات الثنائية القائمة، لبحث مسألة الحدود المتنازع عليها”.

مصدر التوترات

أقامت الهند والصين خط السيطرة الفعلية ليفصل بينهما، بعد الحرب على المناطق الحدودية عام 1962، ولكن تلك الحدود الممتدة بطول 3 آلاف و800 كيلومتر، لم تُرسم جيدًا بسبب وجود أنهار وبحيرات وقمم ثلجية قد تغير الخط، ويتقابل الجنود من الجانبين وجهًا لوجه في عدة نقاط، وفق ما أفادت به هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

خريطة للمناطق الحدودية بين الهند والصين

وتتصاعد التوترات لتصل إلى مناوشات واشتباكات، كان أبرزها تلك التي وقعت في يونيو 2020 في وادي جالوان بمنطقة لداخ، وأسفرت عن مقتل 20 جنديًا هنديًا و4 جنود صينيين على الأقل، وكانت المعركة التي خاضها الجنود بالعصي والهراوات، أول مواجهة مميتة بين الهند والصين في المنطقة منذ 45 عامًا.

ولكن في يناير 2021، وقعت مواجهة أخرى تسببت في إصابة عدد من الجنود، على طول الحدود بين الصين وولاية سيكيم الهندية، الواقعة بين مملكة بوتان ودولة نيبال، وفي سبتمبر الماضي، اتفق الجانبان على  فض الاشتباك في منطقة متنازع عليها تقع في منطقة حدودية نائية غربي الهيمالايا، وبدأ الجانبان في سحب قواتهما، وفق ما أوردته “بي بي سي”.