الحرب تبدد فرحة السودانيين بالعيد.. وفرار من الخرطوم

شيماء مصطفى
نزوح السودانيين من العاصمة الخرطوم جراء القتال

يخشى بعض السكان في الخرطوم من انتقال أفراد قوات الدعم السريع للعيش في منازلهم إذا غادروها. وتنتشر قوات الدعم السريع بالفعل في عدة أحياء بالعاصمة.


كان عيد الفطر في السنوات الماضية، مناسبة يخرج فيها كثيرون من سكان الخرطوم لزيارة الأهل والأقارب خارج المدينة، لكن الأوضاع تبدلت هذا العام.

فالقادرون على المغادرة في السودان صاروا يخوضون غمار رحلة فرار، يخيم عليها الذعر، بعدما تحولت العاصمة الخرطوم إلى مدينة طاردة لسكانها بسبب الحرب، حتى مع بدء عطلة عيد الفطر اليوم الجمعة 21 إبريل 2023.

إقرأ ايضًا| مؤسس فاجنر يعرض التوسط لوقف إطلاق النار في السودان

الحرب تبدد فرحة السودانيين بالعيد

الحرب تبدد فرحة السودانيين بالعيد

الحرب تبدد فرحة العيد

ما زال الرصاص وقذائف المدفعية تدوي في أرجاء الخرطوم، رغم دخول عيد الفطر، ورغم النداءات والمناشدات الدولية لوقف إطلاق النار، بهدف السماح بدخول مواد الإغاثة الإنسانية وفتح ممر آمن للمدنيين المحاصرين.

ووافق طرفا الصراع على هدنة، لكن لم يتضح على الفور توقيت بدئها، واستمر إطلاق النار الكثيف في الخرطوم.

وسعى كثيرون على مدى الأسبوع المنصرم إلى الانتقال لمناطق أكثر أمنا في العاصمة، على الرغم من إغلاق الجيش للجسور على نهر النيل بين الخرطوم وتوأمتيها أم درمان وبحري. وقرر البعض المغادرة وخرجوا يجرون حقائبهم بطول الطرق أو يحملونها فوق الرؤوس منطلقين في بداية رحلاتهم، وغالبا ما يخرجون إلى ولاية الجزيرة جنوبًا أو إلى ولاية نهر النيل شمالًا.

اقرأ أيضًا| عيد السودان حرب.. هاشتاج يتصدر تويتر وسط تقدم الجيش

نزوح السودانيين من العاصمة الخرطوم جراء القتال

نزوح السودانيين من العاصمة الخرطوم جراء القتال

سكان الخرطوم يحاولون الفرار

قال أحمد مبارك (27 عامًا) إنه يشعر بالقلق الشديد بعد اندلاع العنف يوم 15 إبريل، وقبل أن يقرر مغادرة الخرطوم أمس الخميس وليس معه سوى ملابسه التي يرتديها فقط.

وأضاف أنه لا توجد حافلات وأن الناس يسافرون سيرًا على الأقدام حاملين حقائبهم، وأن السيارات التي تمر كلها سيارات خاصة وممتلئة.

وفي نهاية المطاف استطاع ركوب إحدى الحافلات التي تطوع مالكها لنقل الأفراد إلى خارج الخرطوم، ووصل مبارك إلى عطبرة التي تبعد نحو 280 كيلومترًا شمال شرقي الخرطوم وطرق باب منزل أسرته. وذكر مبارك أنهم لم يصدقوا الأمر وأنها كانت لحظة رائعة.

اقرأ أيضًا| ترحيب أمريكي بوقف إطلاق النار في السودان 3 أيام

الحرب تبدد فرحة السودانيين بالعيد

الحرب تبدد فرحة السودانيين بالعيد

حرب واسعة النطاق

دفع الصراع على السلطة بين جيش السودان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، العاصمة الخرطوم للمرة الأولى نحو حرب واسعة النطاق. وتسببت الاشتباكات التي حدثت في الأيام الأخيرة من شهر رمضان في انقطاع إمدادات المياه والكهرباء لفترات طويلة، وفي تحول المطار إلى ساحة معركة، وفي إغلاق معظم المستشفيات.

وفي كثير من أحياء ولاية الخرطوم التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، حوصر السكان في منازلهم وخرجوا منها فقط للحصول على مستلزماتهم، من المتاجر التي تعرضت للنهب والتي تتقلص الإمدادات الموجودة فيها.

اقرأ أيضًا| الجيش السوداني يوافق على هدنة لمدة 3 أيام

 رحلات محفوفة بالمخاطر

أصبح من الصعب العثور على الوقود. وكما هي الحال مع السلع الأخرى، قفزت أسعاره منذ بدء القتال.

وقالت محاسن أحمد (55 عامًا) وهي تغادر حي جبرة في جنوب الخرطوم مع اثنين من أقاربها على أمل العثور على حافلة متجهة إلى مدني على بعد 165 كيلومترًا إلى الجنوب الشرقي: “أصبحت الخرطوم خطرة ونخشى أن تزداد الحرب سوءًا”.

ويلقي الكثير من الفارين أول نظرة لهم على الدمار الذي أحدثه القتال مع تأثر المباني بالضربات الصاروخية، وانقطاع خطوط الكهرباء، وامتلاء الجدران بطلقات الرصاص، وتفحم المركبات العسكرية في الشوارع.

اقرأ أيضًا| البيت الأبيض: لا قرار بشأن إجلاء البعثة الدبلوماسية من السودان

الحرب تبدد فرحة السودانيين بالعيد

الحرب تبدد فرحة السودانيين بالعيد

رحلات محفوفة بالمخاطر

مع اندلاع أعمال العنف في أجزاء أخرى من السودان، يسعى البعض إلى مغادرة البلاد في مجموعات، وعبر ما يصل إلى 20 ألفًا منهم الحدود إلى تشاد، واتجه آخرون شمالًا نحو مصر.

وهذه الرحلات محفوفة بالمخاطر، فالفارون يضطرون في كثير من الأحيان إلى المرور عبر نقاط التفتيش التابعة لقوات الدعم السريع، حيث يسمح لهم عادة بالمرور ولكن في بعض الأوقات يتعرض بعض المدنيين لإطلاق النار.

مكرم وليد، طبيب يبلغ من العمر 25 عامًا، كان يأمل مغادرة الخرطوم مع أسرته لكنه كان قلقًا من الخطر الذي قد تتعرض له شقيقاته الـ3 الأصغر سنًّا. وقال: “من الصعب جدًّا التعامل مع خطر مغادرة منزلنا وترك ممتلكاتنا”.

اقرأ أيضًا| الإمارات وكوريا الجنوبية تبحثان تطورات الأوضاع في السودان

القتال في السودان

القتال في السودان

مخاوف من عمليات السلب والنهب

شوهدت علياء متوكل، وهي مهندسة معمارية ومصممة ديكور تبلغ من العمر 26 عامًا وتعيش في الخرطوم، حين كانت تحاول العثور على طريق آمن للخروج من المدينة مع اثنين من أشقائها وخالها وأبناء خالها، وابن أختها البالغ من العمر 8 أشهر، بعد فشل مساعيهم للاحتفال بعيد الفطر مع عائلتهم وأصدقائهم داخل المدينة المدمرة.

وتساءلت: “هل سنتمكن من مغادرة المنزل أم لا؟ وإذا غادرنا المنزل، فهل سنكون بأمان؟ وإذا غادرنا، فهل سنتمكن من العودة لمنزلنا وحياتنا بالخرطوم؟ كل هذه الأسئلة في ذهني وليس لدي جواب عليها”.

اقرأ أيضًا| هل فشلت جميع الخطط الأمريكية لإجلاء الدبلوماسيين من السودان؟

اقرأ أيضًا| أوضاع كارثية في مستشفيات السودان من جراء الاشتباكات المسلحة

ربما يعجبك أيضا