جثامين مشوهة وأحياء ينتظرون الموت.. حصيلة 53 يومًا من الحرب في غزة

اليوم الـ53 لحرب غزة.. حصيلة القتلى والمصابين

إسراء عبدالمطلب

أغلب الجثامين في غزة لم تُعرف هويتها بعد تعرضها للتشوه وتحولها لأشلاء.


دخلت الحرب في غزة يومها الـ53 وسط اشتباكات عنيفة في الضفة الغربية، وتهديدات إسرائيلية بقتالٍ ضارٍ فور انتهاء الهدنة.

وتم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة الإنسانية ليومين إضافيين في قطاع غزة، بعد انتهاء الأربعة أيام الأساسية المتفق عليها بين إسرائيل وحماس، الاثنين 27 نوفمبر 2023.

حصيلة مصابي الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب

حصيلة مصابي الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب

حصيلة مصابي جيش الاحتلال

حسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أقر الجيش الإسرائيلي بإصابة نحو 1000 ضابط وجندي من قواته منذ بداية الحرب على غزة في الـ7 من أكتوبر الماضي، وأوضحت الصحيفة نقلًا عن الجيش، أن من بين الجنود المصابين 202 أصيبوا بجروح خطيرة، و320 بجروح متوسطة، و470 بجروح طفيفة.

ووفقًا للصحيفة فقد رفض الجيش في البداية نشر بيانات عن عدد الجنود الجرحى وحالتهم، إلا أنه وبضغط من الصحيفة سمح بالنشر، مشيرة إلى أن الجيش امتنع في البداية عن توضيح سبب رفضه لنشر المعلومات وبعد وقت أجاز النشر.

مقتل 392 جنديًّا إسرائيليًّا

لفتت الصحيفة إلى أن 29 من الجنود المصابين بجروح خطيرة لا يزالون يتلقون العلاج في المستشفى، وكذلك 183 إصابة متوسطة و74 إصابة خفيفة، فيما لم تتطرق بيانات الجيش الإسرائيلي الرسمية للحديث عن عدد المصابين في هذه الحرب حتى اللحظة، وتم الإبلاغ عن مقتل 392، بينهم 72 قتلوا خلال العملية البرية شمال قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن المعلومات عن عدد الجرحى من المدنيين والجنود الإسرائيليين نشرت عبر صفحة خاصة بوزارة الصحة الإسرائيلية. وبحسب البيانات، تم علاج 9038 جنديًّا ومدنيًّا منذ بداية الحرب، ومن بين المصابين 7036 في حالة خفيفة، و751 في حالة متوسطة، و422 في حالة صعبة إلى حرجة وهناك 554 حالة يعانون من القلق والاكتئاب، و146 حالة غير معروفة.

يشمل عدد المرضى 129 شخصًا توفوا في المستشفيات، وفي 7 أكتوبر، دخل المستشفيات 1455 جريحًا، ولا يمكن معرفة عدد الجنود منهم، وذكرت تقارير إعلامية أن عدد كبير من الجنود والضباط الإسرائيليين تعرضوا لإصابات وصلت حد الإعاقات من بينها بتر الساق والساقين، بالإضافة إلى إصابات بالحروق بدرجات متفاوتة.

ميت لا محالة

على الجانب الآخر في غزة، كان الأمر مختلفًا تمامًا فلم يتبق من أهل غزة سوى بقايا أعضاء وأشلاء، وانتشر فيديو لرجل في القطاع يحمل كيسًا فيه بقايا أشلاء أطفاله فيما ضمت المئات من الأكفان بقايا أعضاء بشرية، وتحولت المستشفيات التي لجأ إليها الأطفال للاحتماء إلى مقابر جماعية مكدسة بالجثامين، ويوجد مئات العائلات التي تحاول التعرف على أي ملامح لذويها بين الضحايا.

وقال العديد من السؤولين بوزارة الصحة في غزة، إن أغلب الجثامين لم تُعرف هويتها بعد تعرضها للتشوه وتحولها لأشلاء، وبالطبع فإن حال الناجين الذين خرجوا من هذه المجازر أنهم “مبتوري الأعضاء مشوهي الأوجه والأجساد لا يجدون حتى مشفى يداوي جراحهم ولا يوقف نزيفهم”.

وبأي حال من الأحوال، فمن نجى يعلم أنه ميت لا محالة سواء بفعل الألم الذي يعانيه أو حتى وإن وجد مشفى يعلم أن الدور سيأتي عليها وستقصف وإن نجى من كل هذا فسيموت جوعًا وعطشًا نتيجة لندرة الغذاء والمياه بسبب منع إسرائيل دخول أي إمدادات للقطاع.

الطفل سهيل

من جانبها، قالت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، الاثنين 27 نوفمبر 2023، إن عدد ضحايا القصف الإسرائيلي في قطاع غزة ارتفع إلى 16 ألف شهيد و35 ألف مصاب. وأضافت الوزيرة في مؤتمر صحفي بمدينة العريش، أن عدد المفقودين في أحداث القطاع بلغ ستة آلاف مفقود من ضمنهم 1700 طفل. وقالت إن 56 ألف وحدة سكنية دُمرت تدميرًا كاملا وإن 240 ألف بيت دُمرت تدميرًا جزئيًّا، مضيفة أن 60 % من البنية التحتية تم تدميره.

وتمتد قصص ومآسي أطفال غزة وتترك علامات في صدور من نجا منهم قد تمتد لسنين طويلة. فخلاف قصة الطفل “سهيل”، وهناك قصص صادمة لعشرات الآلاف من الأطفال في غزة الذين تكتظ بهم مستشفيات غزة أو تزدحم بهم طرقات النزوح بالقطاع.

عالمه مظلم ونصف جسده محروق وربما فقد البصر".. قصة طفل واحد من غزة!

عالمه أصبح مظلمًا

وصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” حالة أحد الأطفال الجرحى بقطاع غزة “سهيل”، قائلة: “عالمه أصبح مظلمًا، ونصف جسده محروق، وهناك مخاوف من أنه قد فقدَ بصره”، ويبلغ سهيل من العمر، 10 أعوام، وأصيب بحروق في 50% من جسده، ويشعر الأطباء أيضًا بالقلق من أنه فقدَ بصره، كما أن ساقي سهيل مصابتان بشكل سيئ.

وحسب وصف المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، جيمس إلدر، يبدو هذا الطفل الصغير مكسورًا، كما لو أن جسده قد تم كسره، مشيراً إلى أن “القنبلة التي أصابت منزل عائلة سهيل في غزة جراء القصف الإسرائيلي، قتلت والده وشقيقه”.

وشدد المتحدث باسم يونيسف، على أن “سهيل، يبدو الآن في حالة صدمة، بعينيه الزرقاوين اللطيفتين اللتين تحدقان في الفراغ”، مشيراً إلى أن “الأطباء قلقون من أن سهيل قد يكون فقدَ بصره”، قائلاً إن “عالمه أصبح مظلماً حقاً”.

ربما يعجبك أيضا