انقلاب النيجر يكشف فشل سياسة الغرب في الساحل الإفريقي

آية سيد
انقلاب النيجر يكشف فشل سياسة الغرب في الساحل الإفريقي

انقلاب النيجر قد يترك الساحة للجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، ولمجموعة فاجنر الروسية.


رأت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية إن انقلاب النيجر، والإطاحة برئيسها محمد بازوم، يسلط الضوء على فشل سياسة الغرب بمنطقة الساحل الإفريقي.

وأوضحت، في مقال رأي لمجلس تحريرها يوم أمس الثلاثاء 1 أغسطس 2023، هذا الانقلاب أسفر عن عزل أهم حليف للغرب في المنطقة الساحل، ما قد يترك الساحة للجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش، ولمجموعة فاجنر العسكرية الروسية.

خلو الساحة                                       

حذر المقال من انقلاب النيجر  يسمح لهذه القوات الآن أن تستجمع القوة في ما وصفه بـ”حزام الانقلابات” الممتد لمسافة 5 آلاف و635 كيلومترًا، من غينيا في الغرب إلى السودان في الشرق.

وأضاف أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي يأمل إقامة ما يصفه الدبلوماسيون الأوروبيون بـ”جبهة ثانية” في جنوب البحر المتوسط، سيستمد الشجاعة للتحرك في هذا الاتجاه.

اقرأ أيضًا| خبير عسكري لـ«رؤية»: انقلاب النيجر إنذار خطر للنفوذ الغربي والفرنسي (1-2)

الرد الإقليمي

وصفت فاينانشال تايمز الرد الإقليمي بقيادة رئيس نيجيريا الجديد، بولا تينوبو، بأنه قوي، بعدما هددت نيجيريا وحلفاؤها في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) انقلابيي النيجر باستخدام القوة والعقوبات الصارمة، إذا لم يعودوا إلى الحكم المدني في غضون أسبوع.

لكن الكلام القاسي قد يكون أجوف، وفق الصحيفة، التي أشارت إلى حقيقة أن 4 دول من الـ15 عضوًا بمجموعة «إيكواس» تخضع حاليًا للحكم العسكري، إلى جانب دعم مالي وبوركينا فاسو الانقلابيين في النيجر، لكنها عادت لتقول إن القادة الإقليميين كانوا محقين في محاولة الصمود، فعلى الرغم من أن حكومة بازوم لم تكن مثالية، كانت تستحق الدفاع عنها.

حكم بازوم

بمساعدة فرنسا وألمانيا والولايات المتحدة، أثبت جيش النيجر أنه أفضل في احتواء تمرد الإرهابيين، الذي ينتشر معظمه من مالي وبوركينا فاسو، من الأنظمة العسكرية الفاشلة، وفق مقال فاينانشال تايمز، مضيفة أن الديمقراطية هناك كانت معيوبة، لكنها تتمتع بشعبية واسعة.

وحسب الصحيفة، لا ينبغي تفسير مظاهرات يوم الأحد الماضي في شوارع العاصمة نيامي، التي شهدت رفع البعض الأعلام الروسية، على أنها دعم شعبي للانقلاب أو مجموعة فاجنر، موضحة أن جنرالات النيجر ومرتزقة فاجنر ليس لديهم شيء ليقدموه.

انهيار السياسة الغربية

لفتت فاينانشال تايمز إلى أن آمال استعادة ديمقراطية النيجر المعطلة باتت ضئيلة. وقالت إن فرنسا أصبحت لا تحظى بشعبية، لأن سياستها القائمة على التدخل في المستعمرات السابقة جاءت بنتيجة عكسية. وأضافت أن الرئيس إيمانويل ماكرون سعى بصدق لتطبيع العلاقات، لكن المأزق المتعلق بكيفية التصدي للتهديد الإرهابي أفشل محاولته لطي صفحة الماضي.

وإذا نجح انقلاب النيجر، قد تضطر فرنسا للتفكير في التخلي عن قاعدتها العسكرية هناك، كما فعلت في مالي وبوركينا فاسو. وستحتاج الولايات المتحدة أيضًا إلى حسم قرارها بشأن التعامل مع الحكومة العسكرية، أو ترك البلاد لتواجه مصيرها.

اقرأ أيضًا| اللواء محمد عبدالواحد لـ«رؤية»: انقلاب النيجر يعكس ضعف النفوذ الفرنسي (2-2)

مصالح على المحك

يمتلك الغرب مصالح رئيسة على المحك، وفق الصحيفة البريطانية، لأن انهيار منطقة الساحل، القريبة من أوروبا، يُعد احتمالًا مرعبًا، من ناحية الأمن والتدفقات المحتملة للاجئين الهاربين من بلادهم، التي ينعدم فيها القانون. وتُعد النيجر أيضًا مزودًا لليورانيوم المستخدم في الصناعة النووية الفرنسية.

وحسب فاينانشال تايمز، تحتاج الدول الغربية إلى تقديم عرض أكثر ترابطًا في إفريقيا، يبدأ بالاستثمارات لمساعدة الدول في تحويل موادها الخام من أجل منفعة الاقتصادات المحلية. وينبغي أن تزدهر الدول الإفريقية من التحول الأخضر، وليس التعرض لعقوبات.

تجاهل غربي

لفترة طويلة، تجاهلت أوروبا والولايات المتحدة إمكانات إفريقيا وأهميتها الاستراتيجية لصالح نظرة بالية للقارة على أنها تمثل مشكلة إنسانية. لكن كليهما استيقظ مؤخرًا على حقيقة أنهما، بالفشل في رؤية أهمية إفريقيا، أفسحا المجال للصين وروسيا.

وفي ختام المقال، نوهت الصحيفة البريطانية بأنه فقط عبر أخذ القارة على محمل الجد ومساعدتها على الازدهار، يستطيع الغرب والولايات المتحدة تعويض خسارتهما.

اقرأ أيضًا| انقلاب النيجر.. واشنطن تتربص لاغتنام الفرصة

ربما يعجبك أيضا