تقرير استخباراتي يرجح تسرب فيروس كورونا من مختبر صيني

آية سيد
فيروس كورونا

رجح تقييم لـ«إف بي آي» أن منشأ جائحة كوفيد-19 هو حادثة تسرب محتملة للفيروس من مختبر خاضع لسيطرة الحكومة الصينية في مدينة ووهان.


عادت فرضية تسرب فيروس كورونا من مختبر صيني إلى الواجهة، بعد صدور تقرير استخباراتي أمريكي بشأن منشأ كوفيد-19.

وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية، صرح مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، كريستوفر راي، بأنه قد حدث تسرب من مختبر في مدينة ووهان الصينية، تسبب “على الأرجح” في الجائحة.

حادثة تسرب

في المقابلة، التي جرت إذاعتها أمس الثلاثاء 28 فبراير 2023، قال راي إن تقييم الـ”إف بي آي” رجح أن منشأ الجائحة هو “حادثة تسرب محتملة من مختبر خاضع لسيطرة الحكومة الصينية” في مدينة ووهان.

وقال راي إن الحكومة الصينية، حسب ما بدا له، كانت تبذل ما في وسعها لإحباط عمل الحكومة الأمريكية وشركائها والتعتيم عليه، مضيفًا أن الحكومة الصينية كانت “تحاول عرقلة جهود التحقيق في منشأ فيروس كورونا”.

وأوضح مدير الـ”إف بي آي” أن الجهاز لديه فريق من المتخصصين الذين يركزون على “خطر التهديدات البيولوجية”، مثل الفيروسات المستجدة ومخاوف وقوعها في الأيدي الخطأ. ورفض راي الإفصاح عن المزيد من التفاصيل بشأن التحقيقات لكونها سرية.

تقييم وزارة الطاقة

تأتي تصريحات مدير الـ”إف بي آي”، بعد أن خلص تقرير استخباراتي سري لوزارة الطاقة الأمريكية إلى أن جائحة كوفيد-19 نشأت نتيجة تسرب من مختبر صيني، حسب ما كشفت عنه صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.

وهذا التقرير السري، الذي قدمته الوزارة إلى البيت الأبيض وأعضاء بارزين في الكونجرس الأمريكي، يسلط الضوء على كيف أن أجهزة مختلفة في مجتمع الاستخبارات الأمريكي، وصلت إلى نتائج متباينة بشأن منشأ الجائحة.

وحسب وول ستريت جورنال، تنضم وزارة الطاقة إلى الـ”إف بي آي” في ترجيح أن الفيروس انتشر عبر حادثة في مختبر صيني. ويُعد هذا التقرير تحديثًا لوثيقة أصدرها مكتب مديرة الاستخبارات الوطنية، أفريل هاينز، في 2021.

أهمية التقييم

لفتت الصحيفة الأمريكية إلى أهمية استنتاج وزارة الطاقة، لأنها تمتلك قدرًا كبيرًا من الخبرة العلمية، وتشرف على شبكة من المختبرات الوطنية الأمريكية، التي يجري بعضها أبحاثًا بيولوجية متقدمة. ونقلت وول ستريت جورنال عن أشخاص قرؤوا التقرير السري أن الوزارة صنفت تقييمها بـ”ثقة منخفضة”.

ورفض المسؤولون الأمريكيون الإفصاح عن تفاصيل بشأن المعلومات الاستخباراتية والتحليلات الجديدة التي جعلت وزارة الطاقة تغير موقفها، بعد أن كانت مترددة بشأن منشأ الفيروس في 2021.

وأضاف المسؤولون أنه في حين أن وزارة الطاقة والـ”إف بي آي” رجحا حدوث تسرب غير متعمد، فقد وصلا إلى تلك النتائج لأسباب مختلفة.

موقف الوكالات الأخرى

أفاد المسؤولون أن مجلس الاستخبارات الوطني، الذي يجري تحليلًا استراتيجيًّا طويل الأمد، إلى جانب 4 وكالات أخرى لم يحددوها، لا يزالون يُقدّرون بـ”ثقة منخفضة” أن الفيروس نشأ عبر الانتقال الطبيعي من حيوان مصاب.

وعلى الجانب الآخر، تظل وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، ووكالة أخرى لم يحددها المسؤولون، مترددة بين نظريتي التسرب من المختبر والانتقال الطبيعي.

وعلى الرغم من التحليلات المختلفة للوكالات، فإن الأشخاص الذين قرؤوا التقرير السري، قد أوضحوا أنه أعاد تأكيد وجود إجماع بين الوكالات على أن كوفيد-19 لم يكن نتيجة برنامج أسلحة بيولوجية صيني.

موقف البيت الأبيض

من جهته، صرح البيت الأبيض بأنه لا يوجد إجماع داخل إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشأن منشأ فيروس كورونا، بعد يوم من الكشف عن تقييم وزارة الطاقة الأمريكية.

وفي إحاطة صحفية يوم الاثنين الماضي 27 فبراير، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي، إن الرئيس بايدن مصمم على معرفة أين بدأ كوفيد، ولكن يوجد قدر كبير من عدم اليقين داخل الإدارة بشأن منشئه.

وبينما رفض كيربي التعليق على تقرير وول ستريت جورنال، قال: “لا يوجد إجماع في الوقت الحالي داخل الحكومة الأمريكية بشأن كيف بدأ كوفيد بالتحديد. وإذا كان لدينا شيء جاهز لنُطلع عليه الشعب الأمريكي والكونجرس، سنفعل ذلك”.

الرد الصيني

رفضت الحكومة الصينية تقييم وزارة الطاقة الأمريكية، واتهمتها بتسييس المسألة. وفي إحاطة صحفية يوم الاثنين الماضي، قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، ماو نينج، إن تعقب منشأ كوفيد-19 قضية علمية ولا يجب تسييسها.

وأشارت نينج إلى النتيجة التي خلص إليها فريق التحقيق التابع لمنظمة الصحة العالمية، بعد زيارات ميدانية إلى مختبر ووهان، التي استبعدت بشدة أن يكون فيروس كورونا ناتجًا عن تسرب من مختبر.

ونوّهت المتحدثة باسم الخارجية الصينية إلى أنه “يتعين على بعض الأطراف التوقف عن إعادة صياغة رواية التسرب من المختبر، والتوقف عن تشويه سُمعة الصين وتسييس قضية تتبع منشأ الفيروس”.

ربما يعجبك أيضا