تقرير الاستخبارات الأمريكية عن التهديدات في 2023.. ماذا قال عن الصين؟

آية سيد
تقييم مجتمع الاستخبارات الأمريكية السنوي للتهديدات العالمية-1

تتصدر الصين قائمة التهديدات في تقييم مجتمع الاستخبارات الأمريكية السنوي للتهديدات العالمية.


أصدر مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية تقريره السنوي للتهديدات العالمية، التي تواجه الأمن القومي للبلاد في العام 2023.

وجاءت الصين على رأس قائمة التهديدات، التي حددها التقرير، بسبب المخاوف من جهود بكين لضم تايوان بالقوة، وتقويض النفوذ الأمريكي، وإحداث وقيعة بين واشنطن وحلفائها.

تعزيز النفوذ

رجح مجتمع الاستخبارات أن يواصل الحزب الشيوعي الصيني جهوده لتحقيق رؤية الرئيس، شي جين بينج، لجعل الصين القوة البارزة في شرق آسيا، وقوة عظمى على الساحة الدولية.

وقال إن بكين تدمج قوتها العسكرية المتنامية مع نفوذها الاقتصادي والتكنولوجي والدبلوماسي، لتعزيز حكم الحزب، وتأمين ما تعده أراضيها السيادية، وتحقيق النفوذ العالمي. وفي 2023، ستواصل الضغط على تايوان بهدف التوحيد، وسترد على ما تصفه بالتعاون متزايد بين الولايات المتحدة وتايوان.

اقرأ أيضًا: استفزازات متبادلة في مضيق تايوان.. هل تتجدد التوترات بين واشنطن وبكين؟

استغلال المبادرات

في بحر الصين الجنوبي، توقع التقرير أن تواصل بكين استخدام أعداد متزايدة من القوات الجوية والبحرية وحرس السواحل والميليشيات، لترهيب الأطراف المطالِبة الأخرى، ومحاولة إظهار أنها تسيطر بفاعلية على المناطق المتنازع عليها. وستفعل الشيء نفسه في بحر الصين الشرقي مع اليابان.

وأشار إلى أن الصين تحاول توسيع نفوذها بالخارج وجهودها كي تبدو نصيرًا للتنمية العالمية، عبر عدة مبادرات، مثل مبادرة الحزام والطريق ومبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي، لكنه حذر من أن حكومة بكين ستستخدم هذه البرامج والمبادرات للترويج لتعديلات للأعراف الدولية، التي تفضل سيادة الدولة والاستقرار السياسي على حقوق الأفراد.

القدرات العسكرية

أشار تقييم مجتمع الاستخبارات إلى أن الصين ستُبقي على تعاونها الدبلوماسي والدفاعي والاقتصادي والتكنولوجي مع روسيا، استمرارًا لمحاولة تحدي الولايات المتحدة، وستواصل متابعة هدف بناء جيش من الطراز العالمي، من أجل تأمين ما تعتبره أراضيها السيادية، وتأكيد تفوقها الإقليمي، واستعراض القوة عالميًًا، في حين توازن التفوق العسكري الأمريكي المتصور.

وقال إن بكين تسرّع تطوير القدرات الرئيسة، التي يحتاج إليها جيشها، لمواجهة الولايات المتحدة في صراع واسع النطاق. وتعمل لتحقيق هدف نشر جيش بحلول 2027، مُصمم لردع التدخل الأمريكي، في حالة حدوث أزمة مستقبلية في مضيق تايوان.

وذكر التقرير أن المنظومات التقليدية قصيرة ومتوسطة المدى لقوة الصواريخ التابعة للجيش الصيني يمكنها تعريض القوات والقواعد الأمريكية في المنطقة للخطر. وأن الجيش الصيني سيواصل بناء منشآت عسكرية بالخارج والدخول في اتفاقيات، في محاولة لاستعراض القوة وحماية مصالح الصين بالخارج.

أسلحة الدمار الشامل

حسب التقرير، تعيد الصين توجيه موقفها النووي من أجل التنافس الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، لأن قادتها خلصوا إلى أن قدراتهم الحالية غير كافية. وتشعر بكين القلق من أن التوترات الثنائية، والتحديث النووي الأمريكي، وتعزيز الجيش الصيني للقدرات التقليدية زادوا من احتمالية الضربة الأولى الأمريكية.

ورجح مجتمع الاستخبارات أن ثقة بكين المتصاعدة في رادعها النووي قد تعزز من عزمها وتزيد من حدة الصراعات التقليدية. وذكر أن الصين تبني المئات من صوامع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.

مجال الفضاء

تتقدم الصين بثبات باتجاه هدفها بأن تصبح قوة رائدة في مجال الفضاء، وأن تتجاوز الولايات المتحدة بحلول 2045. ووفق التقرير، سيواصل الجيش دمج الخدمات الفضائية، مثل الاستطلاع وتحديد المواقع، والاتصالات عبر الأقمار الصناعية، في أسلحته ومنظومات القيادة والسيطرة، في محاولة لإضعاف أفضلية الجيش الأمريكي في مجال المعلومات.

وحسب تقييم مجتمع الاستخبارات، ستصبح العمليات الفضائية المضادة جزءًا لا يتجزأ من الحملات العسكرية المحتملة للجيش الصيني،  موضحًا أن بكين تمتلك قدرات أسلحة فضائية مُصممة لاستهداف الأقمار الصناعية للولايات المتحدة وحلفائها، وينشر الصيني أسلحة أرضية وفضائية مضادة للأقمار الصناعية.

التكنولوجيا والاقتصاد

ستظل الصين التهديد الأبرز للتنافسية التكنولوجية، لأن بكين تستهدف القطاعات الرئيسة والتكنولوجيا التجارية والعسكرية المملوكة للشركات الأمريكية والدول الحليفة. ويلفت مجتمع الاستخبارات إلى أن استعداد بكين لاستخدام التجسس والدعم، والسياسة التجارية لمنح شركاتها ميزة تنافسية، يمثل تهديدًا مستمرًا للاقتصاد الأمريكي.

ويحذر التقرير أن الصين محورية في سلاسل الإمداد العالمية لمجموعة من قطاعات التكنولوجيا، مثل أشباه الموصلات، والمعادن الحيوية، والبطاريات، والألواح الشمسية. وهيمنة الصين في هذه الأسواق قد تشكل خطرًا كبيرًا على القطاعات التصنيعية والاستهلاكية الأمريكية والغربية، إذا استطاعت الصين استغلال هيمنتها لتحقيق مكسب سياسي أو اقتصادي.

المجال السيبراني وعمليات التأثير

تمثل الصين حاليًا تهديد التجسس السيبراني الأوسع والأنشط على الحكومة الأمريكية وشبكات القطاع الخاص. ووفق التقرير، تزيد الأنشطة السيبرانية الصينية وتصدير التكنولوجيات ذات الصلة، تهديدات العمليات السيبرانية العدوانية ضد الداخل الأمريكي، وقمع التدفق الحر للمعلومات، التي تراها بكين تهديدًا لقبضة الحزب الشيوعي الصيني على السلطة.

ويشير مجتمع الاستخبارات إلى أن بكين ستواصل توسيع أنشطة الاستخبارات وعمليات التأثير السرية عالميًا، لدعم أهداف الحزب الشيوعي السياسية والاقتصادية والأمنية. وتركز جهود التأثير في تشكيل السياسة الأمريكية وفكرة العامة عن الصين بطريقة إيجابية، وأظهرت استعدادًا للتدخل في بعض الانتخابات، التي تضم سياسيين مناهضين.

وكذلك تعمل الصين على تحسين قدرات الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة، التي قد تتوسع خارج نطاق الاستخدام المحلي.

ربما يعجبك أيضا