وجدت عالمة الأعصاب في جامعة فورتسبورج الألمانية، جريت هاين، أن البالغين يمكن أن “يفقدوا” أو “يتعلموا” التعاطف من خلال مراقبة الآخرين من حولهم، ويتحدى بحثها المقولة القائلة: “التعاطف سمة ثابتة تتطور خلال مرحلة الطفولة”.
وأوضحت أن الأشخاص الذين نتفاعل معهم يشكلون قدرتنا على التعاطف مع مرور الوقت، فإن قضاء وقت مع أشخاص متعاطفين، يجعلك أكثر تعاطفًا، والعكس صحيح أيضاً،
ردود فعل متعاطفة
أوضح موقع (Study Finds)، في تقرير نشره الخميس 29 فبراير 2024، أن جريت هاين اكتشفت هذه الظاهرة من خلال فحوصات الدماغ والنماذج الرياضية، إذ إنها أجرت دراسات متعددة مع أكثر من 100 مشارك لاختبار ما إذا كان من الممكن “انتقال” التعاطف اجتماعيًا.
وأضاف أن المشاركين شاهدوا مقاطع فيديو لتحفيز الأيدي بشكل مؤلم، وقاموا بتقييم مشاعرهم التعاطفية، ولاحظوا ردود أفعال الآخرين تجاه نفس مقاطع الفيديو، إما ردود فعل متعاطفة للغاية أو غير متعاطفة تمامًا، ثم أعاد المشاركون تقييم تعاطفهم تجاه مواضيع الفيديو الجديدة، وكانت النتائج واضحة أن مراقبة الآخرين أثرت مباشرة على تعاطفهم.
التعاطف يعزز التعاون
ذكر الموقع أن من الضروري فهم أن البالغين يمكنهم تعلم التعاطف أو التخلص منه من خلال الملاحظة، حتى من الأفراد الذين لا يعرفونهم، وأشارت إلى أن البيئة الاجتماعية التي أنشئت للموظفين تشكل مهاراتهم العاطفية، ومن خلال السماح أو تشجيع المواقف القاسية وغير المبالية، يمكن للشركات أن تقضي تدريجيًّا على التعاطف بين موظفيها.
وأضاف أن الأبحاث السابقة أظهرت أن التعاطف الشديد يعزز التعاون وسلوكيات المساعدة ورعاية المرضى. ومع ذلك، فإن التعاطف غير المنضبط يمكن أن يزيد أيضًا من مخاطر التوتر والإرهاق، يعتقد هاين أن البيئات الناجحة توازن بين إيجابيات وسلبيات التعاطف من خلال الاحترام المتبادل.
وأوضحت هاين أن “الاحترام هو أساس التعاطف”، إذ يمكن للمرء أن يحترم شخصًا ما دون أن يتعاطف معه، ولكن من الصعب تطوير التعاطف إذا لم يكن الشخص الآخر محترمًا، وعلى الرغم من أن التعاطف له حدود، فإن التقليل منه عمدًا يهدد الروابط الاجتماعية الأساسية لازدهار الإنسان.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1777237