روسيا تلوح مجددًا باستخدام السلاح النووي.. هل يقع السيناريو المشؤوم؟

محمد النحاس

تهدد روسيا مرارًا وتكرارًا باستخدام السلاح النووي.. فما سبب ذلك؟ وما جدية هذه التصريحات؟


من حين لآخر تلجأ روسيا إلى التلويح باستخدام السلاح النووي لشن ضربة تضع حدًا للحرب الجارية منذ 18 شهرًا دون أفق لنهاية محتملة.

كان آخر هذه التصريحات، ما قاله نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، ديمتري ميدفيديف، وذلك بعد ساعات من اتهام وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا باستهداف موسكو بطائرات مسيّرة، في ما يحتدم القتال ميدانيًّا.

متى تستخدم روسيا السلاح النووي؟

قال الرئيس الروسي السابق، ونائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، ديمتري ميدفيدف، في رسالة نشرها عبر قناته على تليجرام، إن روسيا قد تكون مضطرة إلى استخدام السلاح النووي حال حققت أوكرانيا نجاحات في هجومها المضاد، وفق ما نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية الإخبارية في تقرير لها الثلاثاء 31 يوليو 2023.

ومن الملاحظ خلال الآونة الأخيرة بطئ وتيرة تقدم الهجوم الأوكراني المضاد، واستغراقه وقتًا أكثر مما كان متوقعًا وهو الأمر الذي رددته وسائل إعلام غربية، وأقرته كييف، لكن ارتفعت مؤخرًا معدلات استهداف أوكرانيا لأهداف أكثر عمقًا على الصعيد المعنوى والاستراتيجي، مثل شبه جزيرة القرم، والعاصمة الروسية موسكو.

كيف برر المسؤول الروسي تصريحاته؟

بحسب ما قال المسؤول الروسي، ستكون روسيا مضطرة في حالة تفوق أوكرانيا إلى التراجع عن عقيدتها النووية، مردفًا “لنفترض نجاح الهجوم المضاد المدعوم من الناتو واقطتعوا بذلك جزءًا من أراضينا، حينها كنا سنضطر إلى استخدام الأسلحة النووية بمرسوم صادر عن الرئاسة الروسية”.

وخلال تصريحاته، برر ديمتري ميدفيدف اللجوء للسلاح النووي بأنه لن يكون ثمت خيار آخر، وأضاف: “يجب على العدو الدعاء من أجل نجاح مقاتلينا” إذ كانوا حريصين على عدم إشعال فتيل حرب عالمية نووية. في صدى للاعتقاد سائد لدى بعض الدوائر البحثية خاصةً من رموز المدرسة الواقعية السياسية أن انتصار أوكرانيا في الحرب يعني حتمًا أن روسيا سوف تلجأ إلى الخيار النووي.

لا تغيرات في ميدان القتال

تمثل هذه التصريحات أحدث تهديد يصدره نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، وهو صاحب سجل حافل من التصريحات المماثلة، والتي يلوح فيها صراحةً باللجوء إلى الورقة النووية لوضع حد لهذا الصراع.

اقرأ أيضًا| أوروبا تزود أوكرانيا بـ220 ألف قذيفة و1300 صاروخ

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال مطلع الأسبوع أنه لا تغييرات كبيرة في ساحة القتال خلال الأيام القليلة الماضية، في حين تقول كييف إنها تحرز تقدمًا.

تهديدات مماثلة

في تصريح مماثل أدلى به ميدفيديف الشهر الماضي، قال المسؤول الروسي، إن إنهاء الحرب يمر عبر طريقين، إما اتفافية سلام، أو باللجوء إلى ذات الفعل الذي أقدمت عليه الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1945، في إشارة منه إلى الضربة النووية ضد اليابان بعد إلقاى واشنطن قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناجازاكي، والتي ورغم تكلفتها الباهظة وضعت حدًا للحرب.

اقرأ أيضًا| أوكرانيا تتكبد خسائر كبرى.. هل فشل الهجوم المضاد؟

وعُرف عن ميدفيديف الذي تولى رئاسة روسيا بين عامي 2008 و2012، تصريحاته المتشددة منذ بدء الحرب بين روسيا وأوكرانيا وتلويحه مرارًا وتكرارًا باللجوء إلى السلاح النووي، وكان قد حذر من الانتشار النووي الروسي في أبريل الماضي حال انضمت فنلندا للناتو.

وفي سبتمبر، قال إن السلاح النووي يمكن أن يستخدم للدفاع عن الأراضي التي ضمتها روسيا، وفي يناير حذر بأن هزيمة روسيا في الحرب ستقود لصراع نووي، وعادةً ما ارتبط تصريحاته إما بزدياد زخم الهجوم الضربات الأوكرانية، أو مع الموافقة الغربية على إمداد كييف بشحنات أسلحة إضافية أو لدى توسع حلف شمال الأطلسي، وفي حين يراها البعض تهديدات جوفاء لا يدعمها الواقع، تزداد المخاوف من وقع السيناريو الكارثي الذي لا يمكن تصوّر عقباته على الأطراف كافة.

نقل الأسلحة التكتيكية إلى روسيا

كانت روسيا قد نقلت الشهر أسلحة نووية تكتيكية إلى بيلاروسيا الحليف المقرب للكرملين، وردد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن نقل الدفعة الأولى من الأسلحة يأتي من أجل “الردع”.

وخلال منتدى بطرسبورج الاقتصادي الدولي، قال بوتين إن باقي الأسلحة التكتيكية، سوف تنقل إلى بيلاروسيا نهاية الصيف الحالي أو أواخر العام الجاري، وقد رأت الدول الغربية الخطوة تصعيدية، واعتبرتها عدد من دول شرق أوروبا المقربة من الحلف الغربي، تهديدًا مباشرًا.

ومع ذلك قالت الولايات المتحدة تزامنًا مع الخطوات الروسية إنها لا ترى أسبابًا لتعديل وضعها النووي، ولا مؤشرات جادة على عزم روسيا استخدام السلاح النووي، حسب ما جاء على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر.

تصاعد العمليات

على الصعيد الميداني، دمرت روسيا 3 زوارق أوكرانية مسيرة بعد محاولاتها استهداف الأسطول الروسي المتمركز في البحر الأسود، وفق ما نقلت وكالة أنباء تاس الروسية عن بيان لوزارة الدفاع الروسية.

وفي بيانها، قالت الدفاع الروسية إنها تصدت لهجوم “إرهابي” عن طريق طائرات مسيرات استهدف العاصمة موسكو.

يذكر أن هذا الهجوم هو الثاني من نوعه على العاصمة منذ بداية هذا الأسبوع، وفي المقابل أعلنت كييف تصديها لـ “محاولة مجموعة تخريبية روسية” عبور الحدود الشمالية لأوكرانيا.

ربما يعجبك أيضا