قمة ثلاثية بين اليابان وأمريكا والفلبين.. ما علاقة الصين؟

الولايات المتحدة تعزز شراكاتها مع الحلفاء الآسيوين.. ما الهدف؟

محمد النحاس

بينما يعمل الثلاثي على تعزيز الأمن في المنطقة، سيواجهون مهمة شاقة تتمثل في تحقيق التوازن بين الجهود العسكرية والمبادرات الدبلوماسية اللازمة لإبقاء التوترات مع الصين تحت السيطرة


استقبلت واشنطن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، الثلاثاء 9 أبريل 2024، وعقد اجتماعات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن.

ومن المقرر أن ينضم إليهما الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور الخميس. وتعد هذه  في القمة ثلاثية هي الأولى من نوعها على الإطلاق بين الولايات المتحدة واليابان والفلبين.

ما هدف القمة؟‌

تعد القمة خطوة مهمة في التعاون بين الدول الـ 3، حيث يتطلع القادة إلى زيادة تعاونهم الاقتصادي والتعاون في مجال التطوير التكنولوجي.

 لكن الغرض الرئيس يدور حول الأمن في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، حيث أصبحت الصين أكثر صرامة في مطالباتها بالمناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، وكثفت كوريا الشمالية تجاربها الصاروخية في المنطقة، وفق مقال لمجلة ريسبنسبول ستيت كرافت الأمريكية، نشرته الأربعاء 10 أبريل 2024. 

وحسب خبراء فبينما يعمل الثلاثي على تعزيز الأمن في المنطقة، سيواجهون مهمة شاقة تتمثل في تحقيق التوازن بين الجهود العسكرية والمبادرات الدبلوماسية اللازمة لإبقاء التوترات مع الصين تحت السيطرة. 

تحول نهج اليابان

من جانبها كانت اليابان قد أبقت على قيود على إنفاقها الدفاعي لعقود بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، في اتساق مع سياساتها السلمية. ولكن بحلول ثمانينيات القرن العشرين، بدأت اليابان في تخفيف هذه القيود للتعاون بشكل أكبر مع الولايات المتحدة بشأن المصالح الأمنية المشتركة، وهو الجهد الذي استمر حتى يومنا هذا.

تقوم اليابان منذ ذلك الحين ببناء قدراتها الدفاعية، والحصول على أنظمة أسلحة جديدة وإعادة تفسير الدستور كما حدث في عام 2015 لتوسيع قدرة طوكيو في الجانب الدفاعي. وتمثل القمة أيضًا تعزيزًا للعلاقات بين الولايات المتحدة والفلبين، وقد أصبح البدان أكثر تعاونًا منذ أن أصبح ماركوس الابن رئيسًا في عام 2022، ما عزز التحول الملحوظ عن موقف سلفه رودريجو دوتيرتي تجاه واشنطن والتوترات في المنطقة. 

وتتحالف الولايات المتحدة والفلبين بموجب معاهدة دفاع مشترك، لذا، ففي حين حافظت الولايات المتحدة على وجودها العسكري في الفلبين، كانت الإجراءات الصينية ضد السفن الفلبينية في بحر الصين الجنوبي سبباً في دفع التعاون الوثيق بين البلدين، حسب المقال. 

إبرام اتفاقات عسكرية

في عام 2023، أعلن بايدن وماركوس جونيور عن اتفاق يمنح الولايات المتحدة إمكانية الوصول إلى قواعد عسكرية إضافية في الجزر المتنازع عليها مع تصاعد التوترات في البحار المحيطة.

لقد أصبحت التهديدات واضحة على نحو متزايد في ممر “سيكند توماس شول”، وهو الممر المائي الذي تدعي الصين أنه جزء من أراضيها ولكنه يقع ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة للفلبين.

 وفي الرد على الهجمات الأخيرة على القوارب الفلبينية في المياه الضحلة، أعلنت الولايات المتحدة واليابان دعمهما للفلبين، كما حذرت مانيلا بكين من استعدادها لاتخاذ إجراءات “متناسبة” للرد، وفق المقال. 

هياكل العمل الثلاثاثي

يعمل الهيكل الثلاثي للقمة على ترسيخ التحول عن السياسة الأميركية السابقة، ففي السابق، حافظت الولايات المتحدة على سلسلة من الشراكات الثنائية مع دول في شرق آسيا.

 ولكن على مدى السنوات القليلة الماضية، انخرطت الولايات المتحدة في اجتماعات ثلاثية مثل هذا الاجتماع الذي يجمع البلدان معًا.

 وفي عام 2022، استضاف بايدن اجتماعًا ثلاثيًا مع كيشيدا ورئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول. وفي عام 2021، شكلت الولايات المتحدة شراكة أمنية ثلاثية مع المملكة المتحدة وأستراليا “أوكوس” لتطوير المصالح الدفاعية في منطقة الإندوباسفيك.

ربما يعجبك أيضا