تعزز الولايات المتحدة انتشارها العسكري في مياه الخليج العربي، بعدما ارتفع مستوى التهديد الإيراني للملاحة الدولية بمضيق هرمز، وسط مخاوف من عودة حرب الناقلات للمنطقة.
أثار إعلان القيادة المركزية الأمريكية وصول أكثر من 3 آلاف جندي من مشاة البحرية إلى الشرق الأوسط، حفيظة طهران التي هددت برد حازم على أي تصعيد بمياه الخليج.
وحسب وكالة فارس الإيرانية، الاثنين 7 أغسطس 2023، فقد حذّرت طهران من أنها ستحتجز السفن الأمريكية، حال وقوع أي أذى بتحريض من الولايات المتحدة ضد السفن الإيرانية.
نشر قوات على سفن تجارية
أعلنت الولايات المتحدة نشر قوات عسكرية على متن ناقلات نفط تجارية تمر عبر الخليج، في إطار جهودها لردع إيران عن احتجاز السفن.
اقرأ أيضًا: تعزيز انتشار القوات الأمريكية بالخليج.. أهداف مزدوجة ومخاوف
وحسب تقرير شبكة سي إن إن الأمريكية، اليوم الأربعاء، فقد عبر الجنرال الأمريكي، مايكل إريك كوريلا، المشرف على الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط، مضيق هرمز على متن المدمرة “يو إس إس توماس هودنر” بعد أسابيع فقط من تصاعد مضايقات البحرية الإيرانية للسفن التجارية في المنطقة، على نحو أدى إلى نشر السفينة الحربية.
استعادة ثقة الشركاء الخليجيين
تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى استعادة ثقة الشركاء الخليجيين، بعدما تعرضت سفن تجارية لمضايقات من قوات إيرانية، فقد قال الجنرال كوريلا: “توفر لي هذه الجولات إلى المنطقة رؤى عميقة للعلاقات مع شركائنا واستعداد القوات الأمريكية وقوات التحالف المنتشرة هناك، ولا زلت معجبًا بالمستوى العالي من الاستعداد والاحتراف والقدرة لدى القوات الأمريكية العاملة في القيادة المركزية الأمريكية. إن التزام قواتنا وشركائنا هو مفتاح الأمن الإقليمي”.
اقرأ أيضًا: تحالف روسيا وإيران.. هل تضغط واشنطن على طهران في الخليج؟
يبدو أن جماعة الحوثي اليمنية الموالية لإيران قد دخلت على خط التحذيرات الإيرانية للقوات الأمريكية، فقد حذّر نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثي، حسين العزي، الاثنين الماضي، من اقتراب القوات الأمريكية من المياه الإقليمية.
وكتب العزي، على حسابه في منصة “إكس”: “حرصًا على السلم والأمن الدوليين والحفاظ على سلامة الملاحة في البحر الأحمر، يجب على القوات الأمريكية أن تبتعد عن مياهنا الإقليمية”، مضيفًا: “أي اقتراب (فقط مجرد اقتراب)، قد يعني بداية المعركة الأطول والأكثر كلفة في التاريخ البشري”.
حرب ناقلات
حسب تقرير مجلة ريسبونسبل ستيتكرافت، يوم الاثنين 7 أغسطس، توجد مخاوف من خطوة الولايات المتحدة المقترحة لتسليح السفن التجارية، وهي تعبر مضيق هرمز، إذ ربما تشعل هذه الخطوة حرب ناقلات جديدة مع إيران، وتؤدي إلى تصعيد عسكري في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط تخفيفًا للتوترات.
اقرأ أيضًا: هل تطارد إيران القوات الأمريكية في العراق وسوريا؟
وأوضح التقرير أن مصادرة إيران للسفن الأجنبية جاء بعد مصادرة سفنها النفطية، ما يعني أن إيران جادة في تهديداتها، وأن العودة الأمريكية للشرق الأوسط ممكن أن تأتي بخسارة للسياسة الأمريكية، إذا ما تعرض الجنود للأمريكيين لمواجهة مسلحة، فضلًا عن اشتعال التوتر في مياه الخليج العربي يضر بمصالح شركاء الولايات المتحدة الذين رحبوا بالحوار مع إيران عبر الوسيط الصيني.
بايدن يستعرض القوة
حسب تحليل نشرته صحيفة الرأي الكويتية للمحلل العسكري، إيليا ج. مغناير، تتدارك واشنطن خطأ التخلي عن الشرق الأوسط، بإظهار نفسها كأنها عائدة إليه من خلال تدعيم قواتها في سورية والعراق، وإرسال قوات جوية إضافية مع مقاتلات إف-16 وإف-35 و”دراسة إمكانية وجود قوات على متن البواخر التجارية المبحرة في مضيق هرمز للتصدي لإيران”.
اقرأ أيضًا: جهود عُمان وقطر للتهدئة بين واشنطن وطهران تؤتي ثمارها
وأوضح مغناير “هذا لا يعني أبدًا أن واشنطن تبحث عن الحرب في السنة الأخيرة المتبقية من حُكْمِ بايدن، بل إن الإدارة تريد الإيحاء بأن الرئيس الأمريكي لا يخشى المواجهة، وليس ضعيفًا أمام إيران، ولن يتخلى عن الشرق الأوسط”.
اقرأ أيضًا: العصا والجزرة.. بايدن يتخذ طريقًا ثالثًا مع إيران
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=1583403