لماذا يريد رئيس الوزراء العراقي بقاء القوات الأمريكية في بلاده؟

قال الخبير الاستراتيجي العراقي، رائد العزاوي، أن بلاده تحتاج للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، مشددًا في الوقت نفسه على استقلالية قرار بغداد السيادي.

ودافع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، عن وجود قوات أمريكية في بلاده، ولم يحدد جدولًا زمنيًّا لانسحابها، مشددًا على أهميتها في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، ما أثار مخاوف من ردود فعل الميليشيات المدعومة من إيران، التي تدعم تكتله السياسي.

السوداني يؤيد بقاء قوات أمريكية في العراق

القوات الأمريكية في العراق

قال السوداني، الذي تولى منصبه في أكتوبر الماضي، في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال، إن الحاجة للقوات الأجنبية لا تزال قائمة، وأن القضاء على “داعش” يحتاج مزيدًا من الوقت، مشيرًا إلى أن فرق القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) تدرب وتساعد الوحدات العراقية في مكافحة التنظيم الإرهابي، لكنها بعيدة عن القتال الفعلي إلى حد كبير.

ويتمركز في العراق حاليًّا 2500 جندي أمريكي، من أصل 5 آلاف جندي وصلوا إلى بغداد للمشاركة في الحرب ضد داعش بين عامي 2014 و 2018. وسحبت واشنطن ما يقرب من 170 ألف جندي، بحلول عام 2011، بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، نهاية الاحتلال الأمريكي للعراق، وفق ما أوردته وكالة أنباء رويترز، يوم أمس الأحد 15 يناير 2023.

وفد عراقي في واشنطن

وفق ما نقلته وكالة رويترز، أوضح السوداني أنه لا حاجة إلى قوات أجنبية تقاتل داخل الأراضي العراقية، موضحًا أن التهديد، الذي يتعرض له العراق حاليًًا، مصدره تسلل خلايا التنظيم الإرهابي من سوريا، حيث تنشر الولايات المتحدة هناك مئات الجنود. وقال إنه ينوي إرسال وفد رفيع المستوى إلى واشنطن، لإجراء محادثات مع المسؤولين الأمريكيين، الشهر المقبل.

وأعرب رئيس الوزراء العراقي عن تطلع بلاده لامتلاك علاقات مع الولايات المتحدة مماثلة، لتلك التي تتمتع بها واشنطن مع السعودية وباقي الدول المنتجة للنفط والغاز في الخليج، مشددًا على أن بلاده يمكن أن تمتلك علاقات جيدة مع إيران والولايات المتحدة في آن.

غضب إيراني

رجح تقرير نشرته صحيفة “ذا ناشونال“  أن تثير تصريحات السوداني بشأن القوات الأمريكية غضب الميليشيات المدعومة من إيران، التي تدعم تكتله السياسي.

واقتصر دور القوات الأمريكية في العراق سابقًا على تدريب الجيش، إلا أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن، نشر قوات في مهام قتالية لمحاربة تنظيم “داعش”، بإذن من بغداد، ما اعترض عليه الموالون لإيران بشدة.

قرار سيادي عراقي

في تصريح لشبكة رؤية الإخبارية، قال رئيس مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية، رائد العزاوي، إن قرار بقاء القوات الأمريكية على الأراضي العراقية قرار سيادي يخص العراق وحده، مشددًا على حاجة بغداد إلى التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي والإرهاب عمومًا.

ورأى المحلل العراقي أن رئيس الوزراء يسعى لتكوين تحالفات لمواجهة التنظيم الإرهابي، وأن قرار بقاء القوات الأمريكية من ضرورات حماية الأمن الوطني العراقي، موضحًا أن التحالف الدولي تشارك بعد جيوش العديد من دول العالم، لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي.

الدكتور رائد العزاوي

تكوين تحالفات

بشأن احتمال وجود ردود فعل إيرانية بعد تصريحات السوداني، رأى العزاوي أن العراق لا يمكن استغلاله، وأن رئيس الوزراء يمتلك قرار سيادي، ولا يكترث بأي اعتراض غير مقبول من أي دولة، مشددًا في الوقت نفسه على أنه ليس من حق أي دولة الاعتراض أو التأثير في أي قرار سيادي يخص العراق.

وتابع رئيس مركز الأمصار للدراسات أن بقاء قوات أو عقد تحالفات أو توقيع اتفاقيات أو حتى إقامة بطولات أو ندوات أو مؤتمرات تعدّ شأنًا داخليًّا يخص سيادة العراق وحده، وأن العراقيين لن يسمحوا لأي دولة أيًّا كانت بالتدخل في قراراتهم السيادية، سواء إيران أو غيرها.