مرصد مراكز الأبحاث| توسع «بريكس».. ومقتل بريجوجين.. وإف-16 في أوكرانيا

آية سيد
مرصد مراكز الأبحاث

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث دلالات توسع بريكس، ومصير فاجنر بعد مقتل قائدها، وتقارب إيران وأذربيجان، ودور مقاتلات إف-16 في أوكرانيا.


اختتمت مجموعة «بريكس» قمتها 15 بدعوة السعودية والإمارات ومصر والأرجنتين وإيران وإثيوبيا للانضمام إليها.

وفي مرصد مراكز الأبحاث، نستعرض دلالات هذا التوسع، ومصير مجموعة فاجنر العسكرية الروسية بعد مقتل قائدها، وتقارب إيران وأذربيجان، ودور مقاتلات إف-16 الأمريكية في أوكرانيا.

توسع «بريكس» وتجارة الطاقة

مرصد مراكز الأبحاثرأى الباحثان ببرنامج أمن الطاقة وتغير المناخ في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، جراسيلين باسكران وبن كاهيل، أن توسع مجموعة بريكس ستكون له تداعيات مهمة على أسواق الطاقة، فبإضافة الأرجنتين، ستضم المجموعة 3 من أكبر 5 منتجين لليثيوم في العالم، إلى جانب الصين والبرازيل.

وستمتلك المجموعة الموسعة 72% من المعادن الأرضية النادرة، و%75 من المنجنيز، و50% من الجرافيت، و28% من النيكل، و10% من النحاس العالميين، باستثناء احتياطيات إيران، التي تمتلك أكبر احتياطي من الزنك في العالم وثاني أكبر احتياطي من النحاس.

وبإضافة السعودية والإمارات وإيران، ستشكل بريكس 42% من إمداد النفط العالمي، وستضم 2 من أكبر المستوردين، وهما الصين والهند، ولفت الباحثان إلى أن المنتجين والمستهلكين في بريكس لديهم اهتمام مشترك، بخلق آليات لتداول السلع خارج القطاع المالي لمجموعة الـ7.

لكن هذه ليست مهمة سهلة، لأن تجارة الطاقة المقومة بالدولار مستمرة لأسباب عدة، منها أن الدولار سائل وقابل للتحويل بحرية، غير أن الكثير من مُصدّري النفط العالميين يربطون عملاتهم بالدولار.

اقرأ أيضًا| بقرار تاريخي.. قمة «بريكس» تسدل الستار على نسختها 15

هل أصبحت «بريكس» منافسًا لمجموعة الـ7؟

مرصد مراكز الأبحاثشارك الخبراء في المجلس الأطلسي آراءهم بشأن توسع «بريكس»، وقال الزميل غير المقيم بالمجلس، هونج تران، إن ضم إيران عزّز المحور المناهض للولايات المتحدة في بريكس، ويعكس نفوذ الصين وروسيا في المجموعة. ولفت إلى أن الإمارات والسعودية ستضيفان ثقلًا اقتصاديًّا مهمًا لبريكس.

وأضاف تران أن السعودية والأرجنتين، العضوتين في مجموعة الـ20، قد تُمكّنا بريكس من تنسيق آراء معظم الأسواق الناشئة في مجموعة الـ20، ومن هذا المنطلق، قد تصبح المجموعة نظيرًا غير رسمي لمجموعة الـ7، التي تنسق مواقف الدول المتقدمة قبل اجتماعات مجموعة الـ20.

ورأى مدير مبادرة سكوكروفت الأمنية للشرق الأوسط، جوناثان بانيكوف، أن انضمام 4 دول شرق أوسطية إلى بريكس يسلط الضوء على الرياح الجيوسياسية المتغيرة، بقدر ما يعكس فرصة الاندماج الاقتصادي الأوثق مع هذه الدول، لافتًا إلى أن واشنطن يجب أن تدرك أهمية الحاجة إلى تعزيز وتجديد علاقاتها مع الحلفاء.

وأشار المدير المساعد لمركز الاقتصاد الجيولوجي، مروجانك بوساري، إلى أن التوسع سيغير نسيج بريكس بطريقتين، أولًا، سيغير هيكل المفاوضات داخليًّا وسيصعّب التوصل لإجماع بشأن القرارات، وثانيًّا، إضافة أعضاء جدد قد تحول بريكس إلى منظمة مشحونة جيوسياسيًّا ومكونة من أنواع مختلفة من الاقتصادات.

اقرأ أيضًا| التخلص من هيمنة الدولار.. أبرز تصريحات قادة بريكس في القمة 15

ماذا بعد مقتل بريجوجين؟

مرصد مراكز الأبحاثبعد مقتل قائد مجموعة فاجنر العسكرية الروسية، يفجيني بريجوجين، في حادثة تحطم طائرة، استبعدت المديرة المساعدة لمشروع التهديدات العابرة للحدود بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، كاترينا دوكسي، أن تتخلى روسيا عن نموذج الشركة العسكرية الخاصة.

ورأت دوكسي أن موسكو لن تفكك البنية التحتية التشغيلية لفاجنر في الدول المضيفة، لأنه سيكون من الصعب إعادة بناء العلاقات والمعرفة والأنظمة، التي أسستها المجموعة خلال السنوات الماضية، مرجحة أن تعيّن روسيا قيادة جديدة لفاجنر، تتمتع بولاء أقوى للكرملين، وتخضع لإشراف أكبر.

وقد تشمل هذه العملية إعادة تسمية المجموعة، وتقسيم الشركات التابعة لها إلى كيانات منفصلة حسب مجال العمل، ومن المرجح أن تنوع روسيا الشركات العسكرية الخاصة التي تعتمد عليها بعيدًا عن احتكار فاجنر، لمنع تكرار تحدي بريجوجين للنظام.

ومن شبه المؤكد أن يشهد شركاء فاجنر المحليون فترة من الغموض والمخاطرة المتزايدة، خاصة في إفريقيا جنوب الصحراء، ما قد يتيح فرصًا للفاعلين الإقليميين أو الغربيين لزيادة الحوار مع شركاء فاجنر، وبحث الخيارات لتوفير حلول بديلة لتعزيز الأمن والحوكمة الجيدة.

اقرأ أيضًا| بعد مقتل بريجوجين.. مقاتلو فاجنر يواجهون مصيرًا غامضًا

تودد إيران إلى أذربيجان

مرصد مراكز الأبحاثفي تحليل نشره مركز تحليل السياسات الأوروبية، أشار الأستاذ بالجامعة الأوروبية، إميل أفدالياني، إلى أن “إيران وأذربيجان تهدئان التوترات في ما بينهما، لكن عدم الثقة والمنافسة الجيوسياسية سيواصلان مطاردة العلاقات الثنائية”.

ولفت أفدالياني إلى أن “مشكلة الطرق التجارية برزت عقب حرب ناجورنو كاراباخ الثانية مع أرمينيا في 2020، بعدما استخدمت أذربيجان مسيّرات إسرائيلية وتركية الصنع لاستعادة المنطقة”. وتعتقد طهران أن أذربيجان وتركيا تهدفان إلى قطع إيران عن جنوب وشمال القوقاز والطرق البرية إلى روسيا.

وفي الوقت الذي تتحمس فيه إيران لممر شمال-جنوب، يتجه زخم أذربيجان، وتركيا، وروسيا إلى ممر يربط الشرق والغرب. ورأى الباحث أن “هذا مصحوب بعلاقات أذربيجان مع إسرائيل، وسيختبر أي تقارب، ومن المؤكد أن أي صراع بين إيران وإسرائيل سيزيد التوترات، وسيثير الشكوك الإيرانية في أن إسرائيل تستخدم أذربيجان للضغط على طهران”.

إلا أن تطوير الطرق التجارية في أوراسيا وزيادة حجم التجارة الثنائية سيشجع المزيد من البراجماتية بين البلدين، لأن إيران وأذربيجان معتمدتان على إحداهما الأخرى، وهذا قد يمنع حدوث أزمة مفتوحة.

اقرأ أيضًا| إيران تخشى التورط في حرب مع أذربيجان.. ما علاقة إسرائيل؟

نهج واشنطن تجاه أوروبا والهندوباسيفيك

مرصد مراكز الأبحاثتسعى الولايات المتحدة لاحتواء خصميها الأقوى، الصين وروسيا، في وقت واحد، لكن حسب تحليل نشره معهد أبحاث السياسة الخارجية لمدير برنامج التكنولوجيات الاستراتيجية والأمن السيبراني بمعهد الشرق الأوسط، محمد سليمان، فدمج أوروبا والهندوباسيفيك مسرحًا واحدًا يُعد خطأ استراتيجيًّا.

هذا لأنه يشتت موارد الحلفاء، الذين قد يستخدمونها بطريقة أفضل في مناطقهم المعنية، وتعارض الدول المحورية في آسيا، وإفريقيا، والشرق الأوسط هذا النهج، لأنه يجبرها على الانحياز لواشنطن، ويقيد حريتها للتصرف.

ولفت الباحث إلى أن “الولايات المتحدة لم تعد تمتلك القدرة الاقتصادية لمعاملة أوروبا والهندوباسيفيك كمسرح جيوسياسي واحد، لذا، تحتاج إلى إعادة تقييم الأولويات الاستراتيجية، وتجنب الالتزامات الزائدة التي ترهق الموارد المحدودة”.

ورأى سليمان أن “الحصول على المزيد من الالتزامات الأمنية الراسخة من الحلفاء الأوروبيين لتعزيز جناح أوروبا الشرقية، ضروري لتصحيح خلل التوازن في موقف أمريكا في العالم متعدد الأقطاب الناشئ، وتعزيز الجهود الأمريكية في الهندوباسيفيك”.

اقرأ أيضًا| صعود القوى الوسطى.. منافسة أمريكا والصين تشكل نظامًا جيوسياسيًّا جديدًا

دور مقاتلات إف-16 في حرب أوكرانيا

مرصد مراكز الأبحاثنشر المجلس الأطلسي تحليلًا للباحثين، كلمينتين ستارلينج وجايكوب ميزي وهولي رايان، يتناولون فيه دور مقاتلات إف-16 في حرب أوكرانيا. ورأى الباحثون أن المقاتلات ستعوض القوات الأوكرانية عن الطائرات التي خسرتها على مدار الحرب.

وستكون مقاتلات إف-16 قادرة على رصد الطائرات الروسية من مسافات أبعد وتسمح للطيارين الأوكرانيين بالبقاء خارج نطاق الخط الأمامي للدفاعات الجوية الروسية، وستمنح أوكرانيا منصة قادرة على دمج مجموعة واسعة من منظومات الأسلحة المتطورة، التي قد تحصل عليها في المستقبل.

لكن، حسب الباحثين، يجب خفض التوقعات بشأن التأثير الكلي للمقاتلات في الحرب، لأن الانتشار الواسع للمنظومات الأرضية المضادة للطائرات قلّص بشدة قدرة القوة الجوية على تأدية دور حاسم في دعم المناورات الهجومية للطرفين. وتستخدم روسيا منظومات إس-400 الدفاعية ومقاتلات تحلق على ارتفاعات أعلى، ما يمنحها أفضلية على مقاتلات إف-16.

غير أن انتشار أنواع متعددة من الدفاعات الجوية قصيرة المدى والمحمولة في ميدان المعركة، سيشكل تهديدًا على مقاتلات إف-16 التي تدعم القوات البرية القريبة من خط الجبهة، بالإضافة إلى أن “المقاتلات الأوكرانية، عند وجودها على الأرض، ستكون عرضة لهجمات الصواريخ الروسية”.

اقرأ أيضًا| «إف-16» في طريقها إلى أوكرانيا.. هل تغير معادلة الحرب؟

ربما يعجبك أيضا