عبر ممر «شمال – جنوب».. إيران محطة الربط بين الهند وروسيا

يوسف بنده

الهند تستغل الأزمة الأوكرانية للاستفادة من التجارة مع روسيا، وإيران أيضًا تطمح في تفعيل ممر «شمال-جنوب» لنقل التجارة بين البلدين.


زار وزير الخارجية الإيراني، حسين عبداللهيان، العاصمة الهندية نيودلهي، يوم الأربعاء 8 يونيو 2022، بدعوة من نظيره، سوبرامانیام جایشانکار.

وشارك عبداللهيان في اجتماع اقتصادي بارز استضافه اتحاد غرف التجارة والصناعة بولاية تيلانجانا والقنصلية العامة الإيرانية في حيدرآباد. والتقى رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، ومستشار الأمن القومي، أجیت دوفال، وأجري محادثات منفصلة مع جايشانكار.

تعاون طويل الأمد

تأتي زيارة عبداللهيان بعد تصريحات هندية عن النبي محمد أثارت غضب العالم الإسلامي.، وقال في تصريحات نقلتها وكالة “ارنا“: “اتفقنا مع وزير الخارجية الهندي خلال زيارته لطهران على رسم خارطة طريق للتعاون طويل الأمد بين البلدين”، مضيفًا أنه أجرى مباحثات مع كبار مسؤولي الهند لوضع اللمسات الأخيرة على هذه الخريطة الطريق.

وشدد عبداللهيان على اتفاق طهران ونيودلهي على ضرورة احترام الأديان السماوية والمقدسات الإسلامية، والامتناع عن الإدلاء بتصريحات مثيرة للانقسام، مضيفًا “منذ وصولي سمعت من المسؤولين الهنود رفض وإدانة هذا التصرف الأهوج بقوّة”.

FUvLqoAX0AE HHO

الاستثمار في تشابهار

زيارة وزير الخارجية الإيراني تتزامن مع تباطؤ الهند عن إتمام استثماراتها في ميناء تشابهار الواقع على مياه بحر العرب، والذي يمثل بوابة للهند في مسار طريق التجارة “شمال-جنوب” (INSTC) الذي يربط جنوب وغرب ’سيا بشمال إيران، ثم إلى آسيا الوسطى أو روسيا. وأعلن عبداللهيان، في حيدرآباد، استعداد بلاده لتسهيل ما يحتاجه المستثمرون في الهند.

ويتعزز أهمية هذا المسار التجاري في ظل العقوبات الغربية المفروضة على روسيا منذ الأزمة الأوكرانية، وحرص المسؤولون الإيرانيون على إحياء المشروع المتعثر لتطوير “الممر الدولي للنقل بين الشمال والجنوب”، من أجل ربط روسيا بأسواق التصدير الآسيوية. وتتضمن الخطة في نهاية المطاف بناء خط سكة حديد يمكنه نقل البضائع من الموانئ الإيرانية على بحر قزوين إلى ميناء تشابهار الجنوبي الشرقي.

1401032016112553725503684

نقل تجريبي

بدأت إيران، السبت الماضي، أول عملية نقل للبضائع الروسية إلى الهند باستخدام ممر “شمال-جنوب” عبر ميناء أستراخان جنوب روسيا، وصولًا إلى بحر قزوين، وميناء انزلي في شمال إيران، ثم النقل برًا إلى جنوب إيران، ثم إلى ميناء “نهافا شيفا” الهندي، حسب تقرير “ايرنا“.

وتستفيد إيران من مجموعة خطوط الشحن الحكومية ومكاتبها الإقليمية في روسيا والهند، لإدارة عملية الشحن من روسيا إلى الهند والعكس التي تستغرق 25 يومًا. ويعد ميناء ساليانكا الأكثر نشاطًا بين 15 ميناء آخرين بمنطقة استراخان الاقتصادية الروسية، ويشكل القطب الاستراتيجي للتبادل التجاري بين البلدين. وتمتلك شركة الشحن الإيرانية أكثر من 53% من أسهم هذا الميناء.

النفط بين الهند وروسيا

بلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا والهند خلال العام 2021 مستوى قياسيًّا، بلغ 12 مليار دولار، ولا تعترف نيودلهي بالعقوبات الغربية على موسكو، ورفعت حصة وارداتها من النفط الروسي أخيرًا استغلالًا انخفاض أسعاره نتيجة العقوبات، لتقفز روسيا إلى المركز الرابع كأكبر موردي النفط إلى الهند، حسب تقرير “طاقة“.

ويمثل مسار التجارة عبر إيران أهمية بالغة بالنسبة للهند التي تعتزم الاستفادة من الأزمة الأوكرانية، واقتراح آلية “الروبية-الروبل” على موسكو لزيادة حجم التجارة بين البلدين، خصوصًا في قطاع الأغذية وقطاع العقاقير والأسمدة. وبلغت واردات الهند الإجمالية من البضائع الروسية 6.4 مليار دولار، في مايو الماضي.

ربما يعجبك أيضا