من تايوان إلى الاقتصاد.. ماذا يحمل العام 2024 للصين؟

5 توقعات تشير إلى أن العام 2024 لن يكون أفضل للصين

آية سيد
من تايوان إلى الاقتصاد.. ماذا يحمل العام 2024 للصين؟

من أزمة صغيرة مع تايوان إلى تنامي الإحباط لدى الشباب.. ماذا ستواجه الصين في 2024؟


لم يكن العام 2023 سهلًا على الصين، التي عانت من مشكلات اقتصادية وأزمة عقارية وارتفاع في معدل البطالة بين الشباب.

إلا أن العام 2024 لن يكون أفضل، حسب 5 توقعات طرحها الكاتب، جيمس بالمر، في تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الأمريكية، أمس الثلاثاء 26 ديسمبر 2023.

أزمة مع تايوان

أشار بالمر إلى أن العام 2024 يبدأ بإجراء الانتخابات الرئاسية في تايوان، في 13 يناير، ما قد يثير أزمة صغيرة في المضيق. فنائب الرئيسة الحالية وعضو الحزب الديمقراطي التقدمي، لاي تشينج تي، يتقدم بفارق ضئيل في استطلاعات الرأي.

من تايوان إلى الاقتصاد.. ماذا يحمل العام 2024 للصين؟

لاي تشينج تي

وانتخاب لاي قد يثير غضب بكين، لأنه مناصر لاستقلال تايوان ومعارض قوي للحزب الشيوعي الصيني. ورغم تصريحه بأنه لن يدعو للاستقلال التايواني الرسمي أو يتخلى عن اسم “جمهورية الصين”، قال أيضًا إن سيادة تايوان “واقع”. وقد يؤدي فوزه إلى تحركات عدوانية من بكين، مثل المناورات البحرية والتوغلات الجوية.

وكذلك فإن فوز حزب الكومينتانج المعارض، الموالي للصين أكثر من الحزب الديمقراطي التقدمي، قد يُسبب بعض المشكلات، لأن المسؤولين الصينيين قد يعتبرونه علامة على نفوذ الصين في تايوان، لكن من المستبعد أن يسلمهم مفاتيح الجزيرة.

تنامي أزمة العقارات

عانى مطورو العقارات في الصين من أزمة حادة خلال العام الحالي، ووصلت إلى شركات كانت تُعتبر آمنة نسبيًا، مثل كانتري جاردن، إلى جانب فشل الكثير من المشروعات العقارية.

ولفت بالمر إلى أن أكثر ما تخشاه الحكومة الصينية هو تراجع أسعار المنازل، لأن 70% من أصول الأسر الصينية مستثمرة في العقارات. وهذا دفع الحكومة إلى التلاعب بالبيانات وتهديد المعلقين لمنع الحديث عن الأداء السيء للاقتصاد الصيني.

والآن، يوجد تناقض كبير بين مؤشرات أسعار الإسكان الرسمية وأسعار العقارات الفعلية في السوق، وتتراجع الأسعار 15% على الأقل في الكثير من المدن، و30% في بكين. ومع انتشار هذه الاتجاهات، لن تستطيع الأرقام الرسمية إخفاء الحقيقة، ما قد يثير أزمة ثقة أوسع في 2024.

تغييرات في القيادة السياسية

شهد العام 2023 إقالة مسوؤلين صينيين بارزين، وهما وزير الخارجية، تشين جانج، ووزير الدفاع، لي شانج فو، في ظروف غامضة. وحسب بالمر، تبدو سياسات القيادة العليا للحزب الشيوعي الصيني غير مستقرة مع دخول العام الجديد، رغم أن شي جين بينج عزز المناصب العليا بموالين له.

من تايوان إلى الاقتصاد.. ماذا يحمل العام 2024 للصين؟

الرئيس الصيني شي جين بينج

وبينما يتمتع شي بكفاءة في سياسات الحزب، كان حكمه للصين سيئًا، خاصة في آخر 3 سنوات. وهذا يعزز شعوره بانعدام الأمن، وإدراكه لأن الكثير من الأشخاص يحملونه مسؤولية الحالة التي وصلت إليها البلاد.

وأشار الكاتب إلى أن الشعور بانعدام الأمن يؤثر في بقية القيادات، الذين تعتمد حياتهم، وثرواتهم، وحريتهم على أهواء الزعيم الصيني. وكل هذا التوتر قد يؤدي إلى أحداث درامية في 2024. وإذا حدث أي تحرك كبير ضد شي، قد يأتي من الأشخاص الذين رفعهم في المناصب ورعاهم.

إحباط الشباب

لفت بالمر إلى وجود تغيير في الحالة المزاجية العامة لدى الشباب في الصين في آخر 3 سنوات. ففي صيف 2020، شعر الشباب بالفخر والانتصار بعد التغلب على كوفيد-19 وعودة الحياة لطبيعتها. وكان هذا الشعور ممزوجًا بمزيد من العدائية تجاه الغرب، خاصة الولايات المتحدة، وسط انتشار نظريات المؤامرة بشأن الجائحة.

لكن الإحباط من سياسة صفر كوفيد، التي انتهجتها الصين في 2021 و2022، والأزمة الاقتصادية، أحدثا تحولًا في مشاعر الشعب، خاصة الشباب. وانفجر غضب الشباب وخيبة أملهم في ديسمبر 2022، عندما شهدت الصين أضخم احتجاجات شعبية ضد سياسة صفر كوفيد.

من تايوان إلى الاقتصاد.. ماذا يحمل العام 2024 للصين؟

احتجاجات ضد سياسة صفر كوفيد بالصين

ورغم أن تكرار الاحتجاجات ليس مرجحًا العام المقبل، فإن الرغبة في الهرب إلى دول أخرى ستستمر خلال 2024. وسيكون رد الحكومة هو الإصرار على إظهار المزيد من الوطنية الإجبارية وزيادة الرقابة على الإنترنت.

لا جديد في العلاقات مع واشنطن

مهدت القمة الناجحة بين شي وجو بايدن، بسان فرانسيسكو في نوفمبر الماضي، لفترة تهدئة مؤقتة في العلاقة التي شهدت تراجعًا على مدار سنوات. لكن هذا لن يستمر كثيرًا، وفق الكاتب.

فالتوترات الهيكلية بين البلدين حادة لدرجة أن أي أزمة جديدة قد تدفع الصين للعودة إلى نمط “الذئب المحارب”. لكن الوضع لن يصل إلى الذروة التي بلغها في 2020، لأن بكين تواجه مشكلات أخرى كفيلة بجعلها تتجنب المخاطرة بإثارة المتاعب لفترة.

ولعل الخطر الحقيقي يكمن في المحاولات الصينية للتدخل في الانتخابات الأمريكية، التي من المرجح أن تستهدف سياسيين محددين في المناطق التي يوجد بها أعداد كبيرة من الناخبين ذوي الأصول العرقية الصينية.

ربما يعجبك أيضا