مرصد مراكز الأبحاث| تراجع دعم أوكرانيا.. وهجمات الحوثيين.. ونهج تركيا في إفريقيا

مع تعثر حزمة المساعدات الأمريكية لأوكرانيا في الكونجرس، وعرقلة رئيس المجر لحزمة مساعدات أوروبية، تواجه كييف خطر نفاد الذخيرة.

وفي مرصد مراكز الأبحاث، نستعرض مخاطر تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا، والتداعيات العالمية لهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، ونهج تركيا تجاه إفريقيا، وأهم الانتخابات المُرتقبة في العام الجديد 2024.

مخاطر تراجع دعم أوكرانيا

مرصد مراكز الأبحاث| تراجع دعم أوكرانيا.. وهجمات الحوثيين.. ونهج تركيا في إفريقيا

نوّهت الزميلة بمؤسسة كارنيجي، دارا ماسيكوت، إلى أن قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها على المحك، وإذا لم تحصل على التمويل الأمريكي، سيعجز الحلفاء في أوروبا عن تعويض النقص في منظومات الأسلحة والذخيرة التي تحتاج إليها أوكرانيا.

وحذرت من أن عواقب تخلي الغرب عن كييف ستتجاوز أوكرانيا، لافتة إلى تزايد خطر استنتاج الكرملين أنه ربح في أوكرانيا، وكسر الإرادة السياسية للغرب وتفوق على القواعد الصناعية الدفاعية للولايات المتحدة وأوروبا، ما قد يمنح القادة الروس ثقة زائدة في قدراتهم خلال السنوات المقبلة.

وإذا حدث ذلك، قد يستنتج فلاديمير بوتين، بنحو خاطئ، أن الاستخبارات، والتخطيط العسكري، والأسلحة، والتكتيكات، والإنتاج الدفاعي للغرب وُضعت أمام اختبار، وفشلت في تحويل مجرى الحرب في النهاية.

وحسب “ماسيكوت”، ستكون النتيجة خطيرة على حلف شمال الأطلسي (الناتو) مستقبلًا، وقد تقوّض الردع بدرجة كبيرة.

التداعيات العالمية لهجمات الحوثيين

مرصد مراكز الأبحاث| تراجع دعم أوكرانيا.. وهجمات الحوثيين.. ونهج تركيا في إفريقيا

حذر الباحث في شؤون القوات البحرية والأمن البحري، نيك تشايلدز، في تحليل نشره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أنه كلما استمرت هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر، ارتفعت التكلفة على التجارة البحرية الدولية وأمن الطاقة، وزاد الضغط على الحكومات كي تفعل شيئًا.

وأشار إلى وجود تساؤلات بشأن عملية “حارس الازدهار” التي أطلقتها الولايات المتحدة، وتتعلق بمن سيكون مستعدًا لنشر السفن المصرّح لها بالتدخل، وتحت أي ظروف، وهل هذا كافيًا لردع الهجمات المستقبلية، ومن العوامل المهمة أيضًا في تطور الأحداث أدوار وتوجهات القوات البحرية الإقليمية وأصحاب المصلحة الآخرين، خاصة الصين.

وحسب المُحلل، يجب أن يتعامل المخططون البحريون مع فكرة استهلاك أعداد كبيرة من صواريخ الدفاع الجوي باهظة التكلفة لمواجهة التهديدات، والمخاطرة بنفادها في الموقع. وهذا قد يحفز جهود القوات البحرية الكبرى، الجارية بالفعل، لزيادة مخزونات صواريخ الدفاع الجوي، وينشّط طرق إعادة تزويد السفن الحربية بها أثناء وجودها في البحر.

وبينما تتصاعد وتيرة هجمات الحوثيين بالمسيّرات الهجومية والصواريخ المضادة للسفن، ترتفع احتمالية أن ينجح بعضها، ما يزيد من حدة المأزق بشأن ما إذا كان ينبغي مواجهة هذه الهجمات بضربات مباشرة ضد مواقع الإطلاق على الأرض في اليمن.

2024.. عام الانتخابات

مرصد مراكز الأبحاث| تراجع دعم أوكرانيا.. وهجمات الحوثيين.. ونهج تركيا في إفريقيا

استعرض نائب رئيس مجلس العلاقات الخارجية، جيمس ليندسي، أهم الانتخابات المرتقبة في 2024، التي تظل نتيجتها غير محسومة.

وفي 13 يناير، تعقد تايوان الانتخابات الرئاسية، ويتنافس فيها نائب الرئيسة الحالية وعضو الحزب الديمقراطي التقدمي، لاي تشينج تي، وعضو حزب الكومينتانج، هو يو إيه، ومؤسس حزب الشعب التايواني، كو وين جي.

وفي 8 فبراير، تُعقد الانتخابات العامة الباكستانية، التي تأجلت بسبب الفوضى السياسية التي اجتاحت البلاد بعد الإطاحة برئيس الوزراء السابق، عمران خان. وفي إبريل ومايو، تعقد الهند انتخاباتها الوطنية لاختيار أعضاء البرلمان، الذين سيختارون بدورهم رئيس الوزراء، ويمتلك ناريندرا مودي وحزبه فرصة جيدة للفوز بولاية ثالثة على التوالي.

ومن 6 لـ9 يونيو، تُعقد انتخابات البرلمان الأوروبي، الذي يملك صلاحية اختيار الرئيس الجديد للمفوضية الأوروبية، وسط تساؤلات عما إذا كان الساسة الشعبويون سيكسبون موطئ قدم أكبر في البرلمان الأوروبي.

وفي 5 نوفمبر، تنعقد الانتخابات التي ينتظرها العالم، وهي الانتخابات الأمريكية، ويتوقع المراقبون أن تشهد إعادة لسباق 2020، بين دونالد ترامب وجو بايدن، وسط مخاوف من أنها قد تؤدي إلى انهيار الديمقراطية الأمريكية وزعزعة النظام العالمي.

نهج تركيا تجاه إفريقيا

مرصد مراكز الأبحاث| تراجع دعم أوكرانيا.. وهجمات الحوثيين.. ونهج تركيا في إفريقيا

نشر المجلس الأطلسي تحليلًا للمحللة بمركز الدراسات الاقتصادية والسياسية التركي، سيني أوزكاراشاهين، عن استراتيجية تركيا في إفريقيا، التي رأت أنها تقدم دروسًا للناتو بشأن كيفية ملء الفراغ الذي يخلّفه تراجع الوجود الفرنسي في القارة، وموازنة الوجود المتنامي لخصوم الناتو الاستراتيجيين.

وأشارت إلى أن سياسة أنقرة الخارجية في إفريقيا ترتكز على توازن دقيق بين القوتين الناعمة والخشنة، وكانت المشاركة الثقافية والسياسية لتركيا مع القارة السمراء عنصرًا بارزًا في سياستها الخارجية منذ أواخر التسعينيات.

وشمل ذلك انتشار السفارات التركية في أنحاء إفريقيا، وتوسيع شبكة الرحلات الجوية التركية التي تربط أنقرة مع عدة عواصم إفريقية، إلى جانب تعزيز الروابط السياسية والاقتصادية، التي شملت اتفاقيات تعاون تجاري مع الدول الإفريقية، وتوسيع جهود نشر اللغة والثقافة التركية في القارة.

ووظفت تركيا أيضًا القوة الخشنة، في صورة الدبلوماسية الدفاعية وبناء القدرات العسكرية، ما أدى إلى تعاون أمني وعسكري أوثق، خاصة في عمليات مكافحة الإرهاب، كما تبنت مواقف تقوم على عدم التدخل في شؤون الدول الإفريقية، مثلما فعلت تجاه النيجر.

قمة الناتو المقبلة

مرصد مراكز الأبحاث| تراجع دعم أوكرانيا.. وهجمات الحوثيين.. ونهج تركيا في إفريقيا

تنعقد القمة المقبلة للناتو في يوليو 2024، بالعاصمة الأمريكية واشنطن، وتصادف الذكرى الـ75 لتأسيس الحلف، في ظل استمرار الحرب في أوروبا، وعدم قدرة القارة على الدفاع عن نفسها دون الولايات المتحدة.

وفي تحليل نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، رأى الباحثون ببرنامج أوروبا وروسيا وأوراسيا، ماكس بيرجمان، وشون موناجان، وماثيو دروين، أن القمة توفر فرصة لإصلاح مشكلة اعتماد أوروبا الزائد على القدرات الأمريكية، ووضع أوروبا على مسار جديد، وإظهار القيادة الأمريكية، ومعالجة المخاوف المتعلقة بتقاسم الأعباء.

وأضاف الباحثون أنه ينبغي على إدارة بايدن العودة إلى سياسة تقوم على الدعم الكامل للجهود الرامية لتعزيز الدفاع الأوروبي، وينبغي فعل هذا عبر إعلان عن الدعم السياسي والعملي المطلق لتطوير مبادرة للدفاع الأوروبي المشترك.

محطات بارزة في 2023

مرصد مراكز الأبحاث| تراجع دعم أوكرانيا.. وهجمات الحوثيين.. ونهج تركيا في إفريقيا

نشر مركز “ذا استراتيجيست” الأسترالي استعراضًا لأهم أحداث 2023 من وجهة نظر الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية، ريتشارد هاس، الذي قال إن الحروب كانت السمة المميزة لهذا العام، وأبرزها الحرب الروسية الأوكرانية وحرب إسرائيل على غزة.

وكانت العلاقة الثنائية الأهم هي العلاقة الأمريكية الصينية، التي شهدت فتورًا شديدًا بعد إسقاط منطاد التجسس الصيني، حتى بدأ الطرفان استئناف الاتصالات في الصيف، ما نتج عنه اجتماع بايدن بنظيره الصيني في نوفمبر الماضي.

ولفت هاس إلى أن 2023 مرّ دون حدوث أزمة في تايوان أو حادثة تشعل الصراع بين واشنطن وبكين، وكذلك دون حدوث أزمة مع كوريا الشمالية، التي واصلت تعزيز قواتها النووية والصاروخية، ولم يقابلها رد منسق من كوريا الجنوبية، أو اليابان، أو أمريكا.

وحقق الذكاء الاصطناعي طفرة كبيرة خلال العام الماضي، ويتطور بسرعة تتجاوز قدرة الحكومات على فهم العواقب، وظلت الشعبوية هي السمة السياسية المهيمنة طوال العام، وكان الاقتصاد الأمريكي هو النقطة المضيئة في 2023، إذ شهد تراجعًا في التضخم ونموًا اقتصاديًا ثابتًا، وشهد العام كذلك تقاربًا بين كوريا الجنوبية واليابان.