حصاد 2023| عدوى انقلابات غرب إفريقيا تنتقل للنيجر والجابون

النيجر والجابون آخر المنضمين إلى «الحزام الانقلابي» في إفريقيا خلال 2023

آية سيد
حصاد 2023| عدوى انقلابات غرب إفريقيا تنتقل للنيجر والجابون

شهد العام 2023 انقلابين عسكريين في النيجر والجابون.


على مدار الـ3 سنوات الماضية، شهدت منطقة غرب ووسط إفريقيا 8 انقلابات عسكرية.

وشهد العام 2023 انقلابين ناجحين، في النيجر والجابون، ما يهدد بخلق “حزام انقلابي” يمتد من غينيا في الغرب إلى السودان في الشرق، ومفاقمة الاضطرابات في منطقة الساحل الإفريقي.

انقلاب النيجر

شهدت النيجر انقلابًا عسكريًّا أطاح بالرئيس، محمد بازوم، في 26 يوليو 2023، ووضعه قيد الإقامة الجبرية. وأعلن المجلس العسكري تعيين قائد الحرس الجمهوري، عبد الرحمن تشياني، رئيسًا للدولة.

إنفوجراف| جنرال النيجر الغامض .. من هو عبدالرحمن تشياني؟

من هو عبدالرحمن تشياني؟

وأثار الانقلاب المخاوف بشأن الأمن في منطقة غرب ووسط إفريقيا، حيث كانت النيجر أهم حليف للغرب في معركته ضد الإرهاب في منطقة الساحل، وآخر حصن للديمقراطية في غرب إفريقيا.

صراع نفوذ

في تصريحات خاصة لـشبكة رؤية الإخبارية، قال خبير الأمن القومي المصري ومتخصص الشؤون الإفريقية، اللواء متقاعد محمد عبدالواحد، إن انقلاب النيجر، والصراعات في المنطقة، تُعد “جزءًا من استراتيجية الصراع الدولي بين الغرب، بقيادة الولايات المتحدة وحلفائها في دول أوروبا، وبين الشرق، متمثلًا في روسيا والصين”.

ولفت اللواء عبدالواحد إلى أن النيجر تستضيف قاعدة عسكرية فرنسية، وقاعدة ألمانية لوجيستية، وقاعدتين أمريكيتين لطائرات بدون طيار. وأيضًا، يُبقي الغرب عينه على النيجر باعتبارها ثاني أكبر منتجع لإنتاج اليورانيوم في العالم، الذي يُستخدم في صناعة القنابل النووية ووقود المفاعلات النووية.

محاولات إيكواس

في 30 يوليو، منحت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) قادة انقلاب النيجر مهلة أسبوع لإعادة تنصيب بازوم، وإلا سيواجهون عقوبات واستخدام محتمل للقوة، مشيرين إلى أن الخيار العسكري مطروح أيضًا.

وبعد تمديد المهلة وعقد جولات من المباحثات، فرضت إيكواس عقوبات على النيجر، وأعلنت، في 18 أغسطس، أنها مستعدة للتدخل عسكريًا في النيجر، وسط انقسام بين أعضائها الـ15.

إلا أن مالي وبوركينا فاسو أعلنتا دعمها للانقلابيين في النيجر، واستعدادهما للدفاع عنها حال وقوع أي هجوم. فيما انهارت العلاقات بين النيجر وفرنسا، التي أعلنت عن بدء سحب قوتها من البلاد، في 10 أكتوبر.

الموقف الأمريكي

في البداية، رفضت الولايات المتحدة وصف ما حدث في النيجر بالانقلاب. وسافرت القائمة بأعمال نائب وزير الخارجية الأمريكي، فيكتوريا نولاند، إلى نيامي، في 8 أغسطس، لمقابلة قادة الانقلاب، الذين وصفتهم بأنهم “غير مستجيبين” للضغط الأمريكي لإعادة البلاد إلى الحكم المدني.

كيف دعمت أمريكا النيجر منذ عام 2012؟

كيف دعمت أمريكا النيجر منذ عام 2012؟

وقالت نولاند إنها أوضحت لقادة المجلس العسكري “أنواع الدعم التي سنضطر قانونيًّا إلى قطعها في حالة عدم استعادة الديمقراطية”، موضحة أن قادة الانقلاب رفضوا طلبها لمقابلة الرئيس المعزول، محمد بازوم.

تغيير الموقف

لكن في 10 أكتوبر الماضي، أعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، أن ما حدث في النيجر انقلابًا، بعد فشل محاولات إعادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا إلى السلطة.

وفي 22 أكتوبر الماضي، قال مسؤول الشؤون الإفريقية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جود ديفيرمونت، إن الولايات المتحدة تعتزم إقامة علاقات مع الحكومة العسكرية الجديدة في النيجر، في اعتراف بأن الانقلاب الذي وقع في يوليو أمر واقع.

تطورات جديدة

في 18 سبتمبر، رفع الرئيس المخلوع، بازوم، دعوى أمام محكمة العدل التابعة لإيكواس، يطالب فيها بإطلاق سراحه واستعادة منصبه، متهمًا النظام العسكري الحاكم في نيامي باعتقاله وزوجته وابنه “تعسّفيًا” و”انتهاك حرية تنقّلهم”.

وفي 3 أكتوبر، وقع أعنف هجوم منذ استيلاء الجيش على السلطة، عندما نفذ أكثر من 100 إرهابي هجومًا على قوات الأمن غربي البلاد باستخدام عبوات ناسفة وعربات انتحارية، ما أسفر عن مقتل 29 جنديًا وإصابة جنديين، إلى جانب مقتل عشرات الإرهابيين أثناء تصدي الجيش للهجوم.

وردًا على الانقلاب، تبنت دول الاتحاد الأوروبي، في 23 أكتوبر، فرض عقوبات على أعضاء المجلس العسكري في النيجر، عبر إطار يسمح للتكتل بمعاقبة الأفراد والكيانات المسؤولة عن الأعمال التي تهدد السلام والاستقرار والأمن في النيجر أو تقوض النظام الدستوري أو ترتكب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.

انقلاب الجابون

أعلنت مجموعة من ضباط الجيش في الجابون، بقيادة قائد الحرس الرئاسي، الجنرال برايس أوليجوي نجويما، إلغاء نتيجة الانتخابات، وإغلاق حدود الجابون، وحل جميع مؤسسات الدولة، ووضعت الرئيس، علي بونجو، وعائلته قيد الإقامة الجبرية، صباح 30 أغسطس 2023.

إنفوجراف| الانقلابات في غرب ووسط إفريقيا في آخر 3 سنوات

إنفوجراف| الانقلابات في غرب ووسط إفريقيا في آخر 3 سنوات

ويُعد انقلاب الجابون الثامن في منطقة غرب ووسط إفريقيا، والسادس في مستعمرة فرنسية سابقة، منذ 2020. وعقب الانقلاب، تجمع مئات الأشخاص في شوارع العاصمة ليبرفيل للاحتفال باستيلاء المجلس العسكري على السلطة. بينما أدانت فرنسا، التي لديها قوات في الجابون، الاستيلاء على السلطة، وأمرت مواطنيها بالدولة بالتزام منازلهم.

ومن جهته، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، إن “الأحداث في الجابون مقلقة بشدة، وإن الولايات المتحدة تراقب الوضع”. وفي السياق ذاته، أعربت روسيا والصين عن قلقهما إزاء الانتشار المحتمل للعنف في المنطقة.

أهمية الجابون

في تصريح خاص لـشبكة رؤية الإخبارية، أوضحت مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الإفريقية، السفيرة منى عمر، أن الجابون من الدول الإفريقية الغنية بالنفط، فهي خامس أكبر دولة منتجة للنفط في إفريقيا، وكذلك تمتلك وفرة من الموارد المعدنية، مثل المنجنيز واليورانيوم والكثير غيرها.

حصاد 2023| عدوى انقلابات غرب إفريقيا تنتقل للنيجر والجابون

الجابون

وأضافت أن الكثير من الشركات العالمية، بالأخص الفرنسية والأمريكية، تعمل في الجابون، سواء في التنقيب عن النفط أو المعادن الأخرى، ما يضيف إلى أهميتها الاقتصادية.

إجراء الانتخابات

أعلن جيش الجابون، في 2 سبتمبر الماضي،  إعادة فتح الحدود البرية والبحرية والجوية بأثر فوري، بعدما جرى إغلاقها في أعقاب الانقلاب.

وفي 13 نوفمبر، قالت لجنة عيّنها المجلس العسكري الحاكم في الجابون لإدارة عملية الانتقال إلى الحكم المدني إن المجلس يستهدف إجراء انتخابات في أغسطس 2025.

وتُعد الخطة جزءًا من جدول زمني انتقالي “استرشادي” يتعين الموافقة عليه في حوار وطني. وأوضحت اللجنة أيضًا أن دستورًا جديدًا سيطرح في نهاية أكتوبر 2024، على أن يجري الاقتراع عليه في غضون الفترة من نوفمبر إلى ديسمبر 2024.

ربما يعجبك أيضا