بعد زيارة واشنطن.. زيلينسكي يعود خالي الوفاض

بعد زيارة للعاصمة الأمريكية، واشنطن، فشل الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، في تحقيق تقدم بشأن تمرير حزمة المساعدات في الكونجرس.

ورغم أن الكثير من المشرعين يتفقون على أن مستقبل الحرب سيتدهور من دون استمرار المساعدات الأمريكية، وصل الكونجرس إلى طريق مسدود بشأن طلب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لمساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا، حسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أمس الثلاثاء 12 ديسمبر 2023.

مساعي أوكرانية

بينما تباطأت وتيرة الحرب الروسية الأوكرانية ووصلت إلى طريق مسدود، يواجه زيلينسكي اضطرابات سياسية في الوقت الذي يسعى لإظهار الثقة والوحدة، حسب “واشنطن بوست”.

وقبل اجتماعات أمس الثلاثاء في واشنطن، وقعت العاصمة الأوكرانية، كييف، ضحية لهجوم سيبراني عطّل أحد أكبر مشغلي الهواتف المحمولة في البلاد وبنك واحد على الأقل، ما يشدد على التهديد المستمر الذي تواجهه أوكرانيا.

وأخبر زيلينسكي المشرعين الأمريكيين أن بلاده لن تستسلم في معركتها لطرد القوات الروسية الغازية، محذرًا أنه من دون المزيد من المساعدات، سيصبح الصراع أكثر وحشية، ما سيُحتم على جيشه التنازل عن المزيد من الأراضي لصالح خصمه المسلح جيدًا.

استقبال فاتر

زيلينسكي في الكونجرس

حسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، اليوم الأربعاء 13 ديسمبر، كان استقبال زيلينسكي فاترًا هذه المرة، على عكس الزيارتين السابقتين، ولم تحسن الزيارة فرصه في الحصول على مزيد من الدعم العسكري من الولايات المتحدة.

وأشارت واشنطن بوست إلى أن زيارة زيلينسكي لواشنطن تأتي في الوقت الذي تقترب أسلحة وأموال أوكرانيا من النفاد. كما تزامنت مع مواجهة في الكونجرس الأمريكي، إذ طلب الجمهوريون إجراء تغييرات هائلة في قانون الهجرة الأمريكي مقابل الموافقة على طلب بايدن بمنح أوكرانيا مساعدات بأكثر من 60 مليار دولار.

لحظة فارقة

في تصريحات بالبيت الأبيض بعد جولته في الكونجرس، وصف زيلينسكي الاجتماعات بأنها “أكثر من إيجابية”، مضيفًا أنه “من المهم جدًا أن نستطيع بنهاية هذا العام إرسال إشارة قوية عن وحدتنا إلى المعتدي، ووحدة أوكرانيا وأمريكا، وأوروبا، والعالم الحر بأجمعه”.

من جهته، أخبر بايدن المراسلين أن الكرملين ينوي قصف شبكة الكهرباء الأوكرانية خلال الأشهر المقبلة، واصفًا هذه اللحظة بأنها “نقطة تحول في التاريخ”، مكررًا دعوته للكونجرس كي يتحرك دون مزيد من التأجيل.

المساعدات الأمريكية لأوكرانيا

وفي إيجاز صحفي لاحقًا، حذر بايدن، وهو يقف بجوار زيلينسكي، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، “يعتمد على فشل الولايات المتحدة في تزويد أوكرانيا بالمساعدات. ويجب أن نثبت أنه خطأ”. لكن، وفق الصحيفة الأمريكية، لا يبدو أنه يوجد أمل في المدى القريب.

الأولوية للأمن القومي

بعد الاجتماع مع زيلينسكي صباح أمس الثلاثاء، كان أعضاء مجلس الشيوخ واضحين في أنهم يعتبرون الوضع على الحدود الأمريكية مصدر قلق أكثر إلحاحًا في ما يتعلق بالأمن القومي، رغم تعاطفهم مع محنة أوكرانيا.

وفي تصريح لبي بي سي، قال السيناتور الجمهوري، ليندسي جراهام: “أنا معجب به، لكنه لم يغير رأيي بشأن ما نحتاج إلى فعله، أنا أعلم ما يجب أن يحدث للحصول على اتفاق، أنا أريد تأمين حدودنا”.

لا تغيير في المواقف

وفق “واشنطن بوست”، استبعد أعضاء آخرون في مجلس الشيوخ أن يؤثر خطاب زيلينسكي الحماسي في المأزق المتعلق بسياسة الحدود الأمريكية، أو يدفع أعضاء الكونجرس للموافقة على مساعدات إضافية لأوكرانيا دون حل المأزق، قبل عطلة المشرعين الأسبوع المقبل.

رئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون

وبعد الاجتماع مع زيلينسكي، أوضح رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، للبيت الأبيض أن الشرط الأول بشأن أي حزمة إنفاق تكميلية “يتعلق بأمننا القومي”، مضيفًا أنه “لا مساعدات لأوكرانيا من دون إصلاحات الحدود”.

ولفتت “بي بي سي” إلى أنه سيتعين على بايدن إما إقناع الجمهوريين بالتراجع عن معركة الهجرة، أو تقديم تنازلات سيعتبرها الديمقراطيون غير مستساغة بالمرة.

الخطط المستقبلية

إحدى النقاط الخلافية الأخرى هي غياب الخطط المستقبلية بشأن الحرب. وحسب “بي بي سي”، قال رئيس مجلس النواب الأمريكي، بعد اجتماعه مع الرئيس الأوكراني، إن الدعم العسكري الإضافي مرهون بـ”الاستراتيجية الواضحة” والإشراف من الكونجرس.

ووفق واشنطن بوست، رفض بايدن وزيلينسكي توضيح تفاصيل خطط أوكرانيا للعام المقبل. وتجنب بايدن الإجابة عن سؤال بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستحث أوكرانيا على التفاوض مع روسيا لإنهاء القتال، وفي أي مرحلة قد تفعل ذلك، وقال: “الفوز يعني أن أوكرانيا دولة مستقلة وذات سيادة”.