نموذج «لبنان-إسرائيل».. سيناريو لتسوية خلاف إيران والكويت بشأن حقل الدرة

تجددت التوترات بين الكويت وإيران بشأن الأحقية على حقل الدرة البحري للغاز الذي عُطل إنتاجه منذ تاريخ استكشافه في عام 1960.

ويقدر خبراء الإنتاج المنتظر من هذا الحقل بنحو 11 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، إضافة إلى أكثر من 300 مليون برميل من النفط الخام.

حقل الدرة/آرش

خلاف حدودي

يعود النزاع بين إيران والكويت إلى الستينيات، عندما منح كل طرف حق التنقيب في حقول بحرية لشركتين مختلفتين، في حقول تتقاطع في الجزء الشمالي من حقل الدرة. وكانت إيران قد بدأت التنقيب في الدرة عام 2001، ما دفع الكويت والسعودية إلى ترسيم حدودهما البحرية والتخطيط لتطوير المكامن النفطية المشتركة.

اقرأ أيضًا: تعطيل حقل الدرة.. سياسة إيران تكبد الكويت خسائر فادحة

وتسعى طهران لترسيم الجرف القاري خارج “قانون البحار” لتضمن اشتراكها بجزء في الحقل، بترسيم الحدود من جزيرة خارج الإيرانية إلى البر الكويتي، في حين تطالب الكويت بأن يكون الترسيم من جزيرة فيلكا إلى جزيرة خارج، وتتمسك بتطبيق قانون البحار.

حقل الدرة المتنازع عليه بين إيران والكويت والسعودية

اعتماد الدبلوماسية للحل

حسب وكالة تسنيم، أمس الثلاثاء 11 يوليو 2023، كان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، علق قائلًا “هذه القضية، مع ترسيم الحدود البحرية، كانت إحدى القضايا التي بحثتها إيران والكويت، وعقدت الجولة الأخيرة من المفاوضات القانونية والفنية في هذا الصدد في 13 مارس 2023 في طهران بين الوفدين الإيراني والكويتي على مستوى كبار مديري وزارتي الخارجية في الجانبين”.

اقرأ أيضًا: الحقول المشتركة.. خطوة نحو تثبيت مصالحة السعودية وإيران

وأضاف المتحدث باسم الخارجية “القضايا المتعلقة بترسيم الحدود البحرية واستثمار الموارد الهيدروكربونية المشتركة، مع مراعاة المصالح المشتركة، ومبدأ حُسن الجوار مع جميع الجيران، بما فيها الكويت، كانت دائمًا موضع اهتمام لدى إيران”.

وحسب وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، نقل وزير الخارجية الكويتي، سالم عبدالله الجابر الصباح، موقف بلاده خلال محادثة مع نظيره الإيراني، مشيرًا إلى أنه من أولويات الحكومة إنهاء موضوع ترسيم الحدود مع إيران والعراق.

وأضاف “خلال الأشهر القليلة الماضية، عقدت 3 جولات مع الجانب العراقي، وجولة مع الجانب الإيراني، والحكومة جادة وماضية في الاجتماعات مع الجانبين”.

وزير النفط الإيراني جواد أوجي

تحركات دبلوماسية

حسب تقرير صحيفة القبس الكويتية، الاثنين 10 يوليو، شدد السفير الصيني لدى الكويت، تشانغ جيان وي، على ضرورة حل أزمة حقل الدرة بالتفاوض والتشاور الودي، عقب تصريحات كويتية سعودية تؤكد “لا مفاوضات مع إيران بشأن الحقل قبل ترسيم الحدود”.

اقرأ أيضًا: خطوة على مسار التهدئة.. إيران تدعو الكويت لاستئناف مفاوضات ترسيم الحدود

وحسب وكالة تسنيم، فقد أشار وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، اليوم الأربعاء، إلى أن وزارة خارجية بلاده تتابع ملف حقل الدرة الغازي.

مساعد وزير النفط الإيراني أحمد أسد زاده

نموذج لبنان-إسرائيل

أشار الخبير روبن ميلز، مؤسس شركة قمر للاستشارات في مجال الطاقة بالشرق الأوسط، إلى إمكانية تكرار سيناريو تقاسم ثروة الغاز بين لبنان وإسرائيل لحل الأزمة بين إيران والكويت.

اقرأ أيضًا: تطوير حقل «الدرة» الغازي.. هل يشعل الخلافات بين إيران والخليج؟

وكتب ميلز، في تقرير نشره معهد دول الخليج العربية في واشنطن (AGSIW)، أن الحل الوسط هو الاتفاق على كيفية تقسيم التكاليف والإيرادات دون المساس بالسيادة الإقليمية، على غرار اتفاق أكتوبر 2022، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين لبنان وإسرائيل بشأن حقل قانا.

اقرأ أيضًا: طهران تفتح باب صراع جديد مع دول الخليج بسبب حقل «الدرة».. ماذا يحدث؟

وأوضح الخبير الأمريكي أن مناطق التنمية المشتركة كانت أحيانًا حلولًا قابلةً للتطبيق لمناطق بحرية أخرى غنية بالبترول متنازع عليها، لا سيما في الأرخبيل، جنوب شرقي آسيا.

ويبدو أن طهران مستعدة لسيناريو هذا الحل، فحسب تقرير وكالة فارس، قال مساعد وزير النفط الإيراني، أحمد أسد زاده، في تصريح سابق بتاريخ  27 مارس 2022، إنه حتى في الحالات التي لم ترسم فيها الحدود، يمكن تطوير الحقل بطريقة متكاملة باستخدام النماذج الدولية ذات الخبرة، مضيفًا “وزارة النفط تعلن استعدادها للتفاوض بهذا الشأن”.

اقرأ أيضًا: الحقول المشتركة.. خطوة نحو تثبيت مصالحة السعودية وإيران