هل زار الحكيم السعودية من أجل العراق أم من أجل إيران؟

يوسف بنده

تأتي زيارة زعيم تيار الحكمة الشيعي، عمار الحكيم، إلى السعودية في ظل أزمة انقسام سياسي شيعي-شيعي داخل العراق، وفي ظل دور وساطة عراقية للحوار بين طهران والرياض


استقبل ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان في جدة، أمس الجمعة، زعيم “تيار الحكمة” في العراق عمار الحكيم.

وتأتي زيارة الحكيم إلى السعودية في ظل أزمة سياسية طاحنة تعصف بالعراق وتعطل جميع الاستحقاقات السياسية، بسبب الخلاف بين التيار الصدري بقيادة الزعيم الشيعي، مقتدى الصدر، وبين الإطار التنسيقي، الذي يتشكل من عدة تيارات وأحزاب شيعية، من بينها تيار الحكمة.

الأزمة الحالية

تتلخص الأزمة العراقية في رفض قوى الإطار التنسيقي، وهي أحزاب وميليشيات عراقية شيعية مقربة من إيران، نتائج الانتخابات العراقية الذي حصل فيها التيار الصدري على أغلبية برلمانية، وبالتالي يمكنه تشكيل حكومة أغلبية، وهو ما رفضه الإطار التنسيقي. وقد تعطلت جميع الاستحقاقات السياسية ما بين تسمية رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية بسبب الأزمة التي امتدت إلى الشارع عبر التظاهرات والاعتصامات.

وقد رد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر على هذه التحركات، بدفع نواب تياره إلى الاستقالة من البرلمان، ودفع أنصاره في الشارع إلى اقتحام البرلمان والاعتصام أمامه. وبعدما لجأ مقتدى الصدر إلى القضاء وطالبه بحل البرلمان العراقي لإجراء انتخابات جديدة، لكان مجلس القضاء الأعلى أعلن عدم تدخله لحل البرلمان، وهو ما يقود إلى باب التصعيد بين التيارين، ويدفع إلى البحث عن مخرج بوساطة خارجية لحل الأزمة.

1660784181478

البحث عن مخرج

تمثل زيارة الحكيم أهمية في وضع السعودية في إطار القوى الخارجية المؤثرة في الداخل العراقي، خاصة أن الحكيم من الشخصيات المقربة من إيران وذهابه إلى الرياض تأكيدًا منه على أن طهران لا يمكنها التفرد بتحديد مصير العراق. وحسب تقرير “ميدل ايست اونلاين“، يعكس استقبال السعودية لزعيم “تيار الحكمة” مدى انشغال المملكة بالأزمة التي تعصف بالعراق، خاصة أن هذه الأزمة باتت تهدد سلامته واستقراره.

وحسب التقرير، يسعى الحكيم من خلال زيارته إلى أن تسهم الرياض بالدفع نحو الحل، وتقريب وجهات النظر. وقوبل توجه الحكيم إلى المملكة باستخفاف من التيار الصدري، فقال صالح محمد العراقي الذي يلقب بـ”وزير الصدر”: “من الملفت للنظر أن أحدهم توجّه إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة بعد انتهاء جلسة الحوار ببضع ساعات، ولو كنّا نحن الفاعلون لقالوا: إن جلسة الحوار كانت بضغط من الخارج”.

وعود متبادلة

جاءت زيارة الحكيم للسعودية بعد حضوره مؤتمرًا للقوى السياسية العراقية في بغداد بشأن مناقشة حلول الأزمة الراهنة. ودعا المشاركون التيار الصدري إلى الانخراط في الحوار، مع الإشارة إلى إمكانية الاحتكام إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى. وكشفت صحيفة “الجريدة” الكويتية، أن زيارة الحكيم كانت بتكليف من الإطار التنسيقي، بهدف توجيه رسائل إيجابية ووعود بأن الإطار ليس عدوًا للمملكة.

وكشف موقع “إرم نيوز” الإماراتي عن مصادر خاصة، أن اللقاء بين بن سلمان والحكيم دام نحو 3 ساعات، وتناول سبل تقريب وجهات النظر بين قوى الإطار التنسيقي والتيار الصدري، وتعهد ولي العهد السعودي، خلال اللقاء، بدعم المملكة لاختيارات الشعب العراقي دون أي تدخُّل في مصالحها، ليقدم الحكيم بدوره استمرار الدور العراقي في الوساطة بين إيران والسعودية.

1280x960 22

الحوار مع إيران

أثارت زيارة عمار الحكيم الزعيم الشيعي المقرب من طهران إلى الرياض الحديث عن دور آخر لها يتعلق بالحوار بين السعودية وإيران، حيث يجرى البلدان محادثات حوار برعاية عراقية من أجل إعادة تطبيع العلاقات الدبلوماسية. وفي يوليو الماضي أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن هناك ترتيبات من أجل لقاء علني يعقد في بغداد بين وزيري الخارجية السعودي والإيراني.

وحملت تغريدات الحكيم على تويتر بعد لقائه ولي العهد السعودي تلميحات إلى هذا الدور، فقد كتب: “أشدنا بالهدنة الإنسانية في اليمن مع ضرورة تثبيتها.. وأشرنا إلى أهمية الاستقرار على ضفتي الخليج، وأشدنا بالدور العراقي في الوساطة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية وانعكاسات ذلك إيجابيًّا على شعوب المنطقة”.

ربما يعجبك أيضا