يلين إلى بكين.. تودد أمريكي مستمر وسط انقسامات عميقة

آية سيد
يلين تنتقد إجراءات الصين العقابية ضد الشركات الأمريكية

كانت وزيرة الخزانة الأمريكية بمثابة "الشرطي الطيب" للإدارة في ما يتعلق بالعلاقات مع الصين، وترى أن أي انفصال للاقتصادين الأمريكي والصيني سيكون كارثة.


من المقرر وصول وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، إلى الصين، اليوم الخميس 6 يوليو 2023، في زيارة تهدف لتحسين العلاقات.

إلا أن الصين استقبلت زيارة الوزيرة الأمريكية بفرض قيود جديدة على صادرات المعادن المستخدمة في صناعة أشباه الموصلات وبعض منتجات التكنولوجيا الأخرى، وفق ما جاء في مقال لصحيفة وول ستريت جورنال.

سلاح سياسي

قالت وزارة التجارة الصينية إنه بداية من 1 أغسطس المقبل، سيخضع الجاليوم والجرمانيوم لقيود تصدير باسم الأمن القومي. وحسب المقال، المنشور أمس الأربعاء 5 يوليو 2023، تُعد الصين مسؤولة عن 94% من إنتاج الجاليوم العالمي، وتريد أن يعلم الجميع أنها ستستخدم المعادن سلاحًا سياسيًّا.

اقرأ أيضًا| حرب التكنولوجيا.. تقييد أمريكي جديد لصادرات الرقائق الإلكترونية إلى الصين

وتريد بكين أن تتوقف الولايات المتحدة عن تقييد صادرات التكنولوجيا، التي قد يكون لها استخدامات عسكرية، إلى الصين، في الوقت الذي تسارع بكين لتوسيع قوتها البحرية وأسلحتها بهدف طرد الولايات المتحدة من غرب الباسيفيك.

لعبة قديمة

نوّه المقال بأن هذه لعبة صينية قديمة، ولا ينبغي أن تنخدع بها وزيرة الخزانة الأمريكية. فالصينيون استخدموا ورقة المعادن الحرجة من قبل، أبرزها في 2010 عندما أوقفوا الصادرات مؤقتًا إلى اليابان، بعد صدام في البحر بالقرب من جزر متنازع عليها.

وكانت النتيجة الرئيسة لهذه المناورة هي تشجيع بقية العالم على إنتاج المزيد من المعادن الأرضية النادرة. ووفق هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، انخفضت حصة الصين من إنتاج المعادن الأرضية النادرة من 98% إلى 70%. ورجح المقال أن يحدث الشيء نفسه للجاليوم والجرمانيوم.

الانفصال الاقتصادي

كانت وزيرة الخزانة كـ”الشرطي الطيب” للإدارة الأمريكية في ما يتعلق بالعلاقات مع الصين، وترى أن أي انفصال للاقتصادين الأمريكي والصيني سيكون كارثة.

وأشار المقال إلى أن تكلفة الانفصال ستكون مرتفعة، لكنها ستكون أعلى على الصين، لأن اقتصادها فشل في التعافي بالسرعة المتوقعة منذ انتهاء إجراءات الإغلاق للوقاية من كورونا، فالصين تحتاج إلى الاستثمار الأجنبي والتكنولوجيا الغربية.

وتريد بكين أن تتوقف الولايات المتحدة عن تحصين تايوان ضد الغزو الصيني المحتمل، على الرغم من أن ما تفعله واشنطن أقل وأبطأ بكثير من اللازم، وفق المقال.

محادثات غير مثمرة

في الشهر الماضي، سافر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى بكين لعقد محادثات مع الجانب الصيني، لكنه عاد خالي الوفاض. وحسب المقال، التقى الرئيس الصيني، شي جين بينج، لكن الصين رفضت إعادة المشاركة في المحادثات العسكرية التي قد تمنع سوء الفهم.

اقرأ أيضًا| حرب الرقائق مع الصين.. كيف تضر بالمصالح الأمريكية؟

وحظرت الصين جزئيًّا بيع منتجات شركة ميكرون للتكنولوجيا، وهي شركة أمريكية عملاقة لتصنيع رقائق الذاكرة. ولفت المقال إلى أن الولايات المتحدة انخرطت في عملية مماثلة لـ”تجنب المواجهة” مع روسيا وسط الحرب في أوكرانيا.

لا للتنازلات

رأى المقال أن المحادثات مع الصين ضرورية، لكن إدارة جو بايدن كانت حريصة جدًّا على المحادثات، وعقد اجتماع آخر بين بايدن وشي، للدرجة التي تجعل الأمر يبدو غير لائق.

اقرأ أيضًا| ضغوط أمريكية.. هولندا بصدد فرض قيود على صادرات التكنولوجيا إلى الصين

وأشار المقال إلى أنه لا بأس إذا كان بايدن يريد تخفيف الرسوم الجمركية التي فرضها سلفه، دونالد ترامب، على السلع الاستهلاكية الصينية، لأنها لم تغير السلوك الصيني، في حين أضرت بالمستهلكين الأمريكيين، لكن أي تنازلات اقتصادية أخرى تستحق الانتظار، حتى تتوقف الصين عن التصرف مثل معتدٍ عسكري.

ربما يعجبك أيضا