آفاق الطلب العالمي على النفط.. رهن لقاحات «كوفيد-19»!

كتب – حسام عيد

في حين يُظهر الاقتصاد العالمي مؤشرات على تعاف قوي في 2021، يتباطأ الطلب على النفط، لكن من المتوقع أن يرتفع في النصف الثاني من 2021؛ هكذا جاء التوقع الجديد لمنظمة البلدان المصدرة للنفط “أوبك” ضمن سلسلة تخفيضات للتوقعات بشأن الطلب العالمي على النفط وسط تداعيات جائحة كورونا الوبائية، التي لا تزال تفرض ظلالها على أسواق النفط العالمية مع استمرار فرض دول كثيرة لإغلاقات وقيود وتدابير صارمة بهدف احتواء الفيروس التاجي المستجد وسلالاته المتحورة، والتي بدورها قلصت المكاسب القوية التي سجلها النفط خلال الأسبوع الأول من فبراير 2021، ودفعته للتخلي عن أعلى مستوياته في أكثر من 13 شهرًا.

قيود كورونا وتبديد المكاسب

 بعد ما سجل خام برنت ارتفاعات على مدار الجلسات التسع الماضية، وهي أطول فترة من المكاسب المتواصلة منذ يناير 2020، تراجع 35 سنتًا بما يعادل 0.6% إلى 61.12 دولار للبرميل بحلول الساعة 0805 بتوقيت جرينتش في جلسة يوم الخميس الموافق 11 فبراير 2021، وذلك بفعل ضغوط من إعلان دول حول العالم إغلاق مرافقها الحيوية، على أسعار النفط الخام.

كما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 34 سنتًا، بما يعادل 0.6%، إلى 58.34 دولار للبرميل.

وكانت قررت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في اجتماع مع رؤساء حكومات الولايات الألمانية، يوم الأربعاء 10 فبراير الجاري، تمديد إجراءات الإغلاق المفروضة، لمنع انتشار فيروس كورونا في البلد الأكبر اقتصاديا في أوروبا، حتى 7 مارس المقبل.

وما تزال سرعة تفشي الفيروس وظهور سلالات جديدة، تلقي بظلال سلبية على الاقتصاد العالمي، رغم توسيع دائرة الحصول على لقاح للفيروس، في اقتصادات عديدة.

وتجاهلت أسعار النفط في تعاملات يوم الخميس، بيانات أمريكية محفزة أمس الأربعاء، أظهرت تراجع مخزونات الخام في الولايات المتحدة بمقدار 6.6 ملايين برميل خلال الأسبوع الماضي المنتهي بتاريخ 5 فبراير 2020، لتهبط إلى 469 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ مارس2020، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

في المقابل، أنهت لجنة المراقبة الوزارية في تحالف “أوبك+” اجتماعا افتراضيا، أمس الأربعاء، مبقية على حجم تخفيضات الإنتاج دون تغيير، عند 7.2 ملايين برميل يوميا، دون تغيير عن توقعات الأسواق.

خفض جديد لتوقعات الطلب العالمي

بدورها، قالت أوبك إن الطلب العالمي على النفط سينتعش في 2021 بوتيرة أبطأ مما كان يُعتقد سابقًا، في أحدث خطوة ضمن سلسلة تخفيضات للتوقعات وسط تداعيات جائحة فيروس كورونا.

وأضافت منظمة البلدان المصدرة للبترول، في تقرير شهري، أن الطلب سيرتفع 5.79 مليون برميل يوميًا هذا العام إلى 96.05 مليون برميل يوميا، مخفضة بذلك توقعها 110 آلاف برميل يوميا عنه قبل شهر مضى.

إلى ذلك، خفضت أوبك توقعاتها لإجمالي نمو إمدادات المنتجين المستقلين في 2021 إلى 670 ألف برميل يوميًا مقابل توقعات سابقة 850 ألف برميل يوميا، وتقلص أيضًا توقعات الخام الصخري الأمريكي.

بالمقابل، رفعت أوبك توقعها للطلب العالمي على نفطها في 2021 إلى 27.5 مليون برميل يوميًا مقابل توقعات سابقة 27.2 مليون برميل يوميًا.

وأشارت أوبك إلى أن إنتاجها النفطي قد ارتفع 180 ألف برميل يوميا في يناير إلى 25.50 مليون برميل يوميًا.

آمال كبيرة على اللقاحات

أما وكالة الطاقة الدولية، فقد رأت أن وقالت الوكالة “في ظل توقع ارتفاع الطلب بقوة واستمرار توقع نمو متواضع للإمدادات من خارج أوبك، من المنتظر السحب سريعا من المخزونات خلال النصف الثاني من العام… يهيئ هذا المجال لأوبك+ للبدء في تقليل التخفيضات”.

وأضافت “توقعات النمو الاقتصادي ونمو الطلب على النفط تعتمد كثيرًا على التقدم المحرز في توزيع اللقاحات والتطعيم بها، وتخفيف قيود السفر في الاقتصادات الرئيسية في العالم”.

وفي الوقت الذي تظل فيه السوق تواجه صعوبات في الأمد القصير، فإن تعهد أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، المجموعة المعروفة باسم أوبك+، بإبقاء الإمدادات مستقرة خلال مارس، من شأنه تقليص مخزونات النفط الخام.

وقالت وكالة الطاقة إن مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انخفضت للشهر الخامس في ديسمبر، فيما زاد السحب العالمي الضمني من المخزونات إلى 2.24 مليون برميل يوميًا في الربع الأخير من العام الماضي من 1.56 مليون برميل يوميًا في الربع الثالث.

وقالت وكالة الطاقة إن استعادة السوق لتوازنها أسفر عن أن المنتجين من خارج أوبك+ مثل الولايات المتحدة وكندا يعززون الإمدادات بحذر.

لكنها قالت إن هذا لا ينبغي أن يثبط احتمال قيام منتجي أوبك+ بالمثل في النصف الثاني من العام، “حتى إذا عزز المنتجون من خارج المجموعة (الإنتاج) على نحو أسرع من المتوقع حاليا”.

وختامًا، أعطت سوق النفط العالمية إشارات قوية في إن مكاسبها التي حققتها في الأيام الأولى من فبراير وحتى المتوقع تسجيلها على الأمد القصير تظل رهن التقدم المحرز في لقاحات كورونا وعمليات توزيعها في محتلف مناطق العالم، وأن أي معوقات أو عراقيل قد يتسبب في استحداثها جائحة «كوفيد-19» ستبدد أي صعود أو مكاسب أو آمال في انتعاشة وتعافي، ما يعني أن توقعات متشائمة أكثر بشأن الطلب العالمي على النفط.

ربما يعجبك أيضا