«أدنوك».. صناعة التكرير والبتروكيماويات مُمكّن رئيسي للنمو الاقتصادي المستدام

شيرين صبحي

رؤية

أبوظبي- تشكل «صناعة التكرير والبتروكيماويات» في الرويس، رافداً حيوياً يعزز نمو وتطور القطاع الصناعي المحلي، وممكناً رئيسياً للنمو الاقتصادي المستدام في الدولة خلال الـ50 عاماً المقبلة، بما يتماشى مع استراتيجية «اصنع في الإمارات».

وتمكنت «أدنوك» بفضل رؤية القيادة الرشيدة ودعمها اللامحدود، من مواصلة الإنجازات في قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات، حيث كان لأعمالها في مجال التكرير وصناعة المشتقات البتروكيماوية دور فاعل في مسيرة الإنجازات والنجاحات التي حققتها الإمارات خلال الـ50 عاماً الماضية.

ويستعرض التقرير التالي، جهود شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» في تطوير أعمالها بمجال التكرير وصناعة البتروكيماويات، بما يدعم النمو الاقتصادي للدولة، ويعزز مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، وفقا لوكالة «وام».

وتشكل استراتيجية «أدنوك» الطموحة للمرحلة الثانية من النمو والتطور في مجال التكرير وصناعة المشتقات البتروكيماوية التي أطلقتها في عام 2018 ممكناً رئيسياً لاستراتيجية أدنوك 2030، لا سيما من خلال استقطاب الاستثمارات الأجنبية وعقد الشراكات، حيث تشهد منطقة الرويس حالياً تنفيذ عدد من المشاريع بقيمة تزيد على 40 مليار درهم لتطوير وتوسعة أعمال «أدنوك» في مجال التكرير وصناعة البتروكيماويات، إلى جانب العديد من مشاريع النمو الأخرى قيد الإعداد في قطاع التكرير والبتروكيماويات والقطاع الصناعي.

وتعكس هذه المشاريع نجاح استراتيجية أدنوك الطموحة التي تهدف إلى زيادة الربحية والعائد الاقتصادي من أعمالها في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج والمحافظة على المرونة في أعمالها في مجال التكرير والبتروكيماويات، والمحافظة على إمدادات اقتصادية ومستدامة من الغاز مع التركيز على نهج استباقي ومرن في تسويق وتجارة وتداول المنتجات.

وحققت «أدنوك» تقدماً كبيراً في تنفيذ هذه الاستراتيجية، ونجحت في استقطاب استثمارات أجنبية كبيرة للرويس وتوسيع شراكاتها في مجالات التكرير والأسمدة وأصول البنية التحتية لخطوط الأنابيب وبموجب هذه الشراكات الاستثمارية.

وعلى مساحة تزيد على ثلثي مساحة جزيرة أبوظبي، تتركز أعمال «أدنوك» في مجال التكرير والبتروكيماويات وعملياتها الصناعية، حيث يمتد مجمع الرويس للمشتقات البتروكيماوية الذي يضم رابع أكبر مصفاة نفط في العالم إلى جانب مجمع بروج الذي يعد واحداً من أكبر مجمعات إنتاج البولي أوليفين في العالم، إضافة إلى منشآت معالجة الغاز وصناعة الأسمدة العالمية، ليسهم بدور رئيسي في تمكين النمو الاقتصادي للدولة.

ومنذ سبعينيات القرن الماضي، شهدت الرويس تطورات متلاحقة نتيجة لخطط أدنوك المستقبلية للتوسع والنمو في مجال التكرير والبتروكيماويات والصناعات المرتبطة بها، إذ تحولت من موقع صحراوي نائي ومجتمع صغير يعيش على صيد الأسماك إلى قاعدة إنتاجية ضخمة تضم منشآت على مستوى عالمي لتصبح أكبر مجمع متكامل ومتطور للتكرير والبتروكيماويات في موقع واحد في العالم.

وتمثل مصفاة الرويس التي افتتحها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عام 1982، حجر الزاوية في خطط أدنوك لتطوير وتوسعة أعمالها في مجال التكرير والبتروكيماويات وأحد المرتكزات الأساسية لمسيرة التطور والازدهار في أبوظبي.

ويجسد افتتاح مصفاة الرويس الرؤى بعيدة المدى للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي ركزت على تعزيز وزيادة القيمة من مواردنا الطبيعية من خلال عمليات التكرير والمعالجة لتحويلها إلى مواد خام أساسية يستخدمها القطاع الصناعي المحلي لتصنيع منتجات ذات قيمة عالية.

وتماشياً مع استراتيجيتها المتكاملة 2030 تواصل «أدنوك» تطوير وتوسعة أعمالها في مجال التكرير وصناعة المشتقات البتروكيماوية في الرويس وذلك من خلال تبني نهج يقوم على توسيع نطاق الشراكات وخلق فرص استثمارية جديدة لتعزيز وزيادة القيمة المحلية المضافة من كل برميل نفط يتم إنتاجه بما يسهم في توفير المزيد من فرص العمل ودعم نمو وتطور القطاع الخاص مع التركيز على الاستفادة من نمو وتطوير منتجات نهائية عالية القيمة من شأنها المساهمة في تعزيز النمو الإجمالي للناتج المحلي.

وتعمل «أدنوك» حالياً على تطوير منتجات جديدة تسهم في زيادة القيمة من موارد أبوظبي الطبيعية وتوفير المزيد من الفرص التي تسهم في دعم استراتيجية دولة الإمارات للنمو في قطاع الصناعة والبتروكيماويات.

وتشكل أعمال «أدنوك» في مجال التكرير والبتروكيماويات ركيزة أساسية لنمو وتطور القطاع الصناعي المحلي من خلال دورها المحوري في تكرير وتحويل موارد الدولة من النفط الخام إلى مجموعة متنوعة من الوقود والمواد الخام الأساسية التي تدخل في صناعة العديد من المنتجات الاستهلاكية التي تستخدم في الحياة اليومية.

ويشكل الغاز الطبيعي الذي تنتجه أدنوك وقوداً أساسياً للمنشآت الصناعية ومحطات تحلية المياه وتوليد الكهرباء، كما تنتج أدنوك أنواعاً متعددة من مصادر الطاقة التي تقوم بدور المحرك الرئيسي لعجلة دوران وتطور اقتصادنا الحديث.

وتتركز أعمال «أدنوك» في مجال التكرير والبتروكيماويات والصناعات المرتبطة بها في مواقع أخرى بإمارة أبوظبي وجزيرة داس في الخليج العربي، وتلعب هذه المواقع دوراً مهماً في توفير مواد خام عالية الجودة وأنواع متعددة من الوقود للإيفاء باحتياجات الحياة اليومية والقطاع الصناعي المحلي من الطاقة.

ويقود قاطرة نمو قطاع البتروكيماويات المشروع المشترك الذي أطلقته أدنوك تحت اسم «تعزيز»، والذي يهدف إلى إقامة منظومة صناعية متكاملة ومركز لصناعة المواد الكيميائية في الرويس، لتحفيز الجيل القادم من النمو الصناعي، وتحقيق التنويع الاقتصادي في دولة الإمارات، وتمكين استراتيجية وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة «اصنع في الإمارات».

فمن بين 7 مشاريع عالمية لإنتاج المواد الكيميائية ستقوم «تعزيز» بإنتاج الميثانول لأول مرة في الإمارات الأمر الذي من شأنه توفير فرص جديدة لسلسلة التوريد على الصعيد المحلي، حيث يستخدم الميثانول في تصنيع مجموعة واسعة من منتجات المواد اللاصقة والطلاء والدهانات إلى الأدوية وقطع غيار السيارات خفيفة الوزن.

كما تسهم «تعزيز» في تمكين القطاع الخاص المحلي من الاستثمار في مجال التكرير والبتروكيماويات والتصنيع في الدولة، في إطار خطط «أدنوك» لدعوة المستثمرين وإبرام الشركات مع «تعزيز» عبر مختلف مجالات ومراحل سلسلة القيمة من المشاريع الكيميائية إلى التصنيع الخفيف والخدمات الصناعية.

وتعمل «أدنوك» على استكشاف الفرص في مجال تطوير وقود الهيدروجين الذي يتمتع بإمكانات كبيرة لتلبية الطلب العالمي الناشئ على الوقود منخفض الكربون من خلال بناء سلاسل قيمة ومنظومات صناعية جديدة للهيدروجين عبر التعاون مع الشركاء محلياً وعالمياً، ما يسهم في توفير فرص لصناعاتنا في المستقبل مع انتقال العالم إلى أنظمة طاقة منخفضة الكربون.

واستناداً إلى سجل «أدنوك» الحافل مع العملاء كمورد موثوق للوقود، وكمنتج رئيسي للغاز الطبيعي، فإن دولة الإمارات تحظى بمكانة تؤهلها لتلبية هذا الطلب الناشئ وترسيخ ريادتها في التحول المتوقع في قطاع الطاقة.

ربما يعجبك أيضا