أسرار بن لادن.. فرصة فريدة لفهم دور القاعدة في العالم

سهام عيد

  
رؤية

واشنطن – أثار نشر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي أي”، قبل يومين، مئات الآلاف من الوثائق والصور والملفات الإلكترونية الخاصة بأسامة بن لادن، والتي أمكن الحصول عليها خلال الغارة في مايو( أيار)، 2011، ضد معقله في أبوت أباد، باكستان، عدداً من التحليلات بشأن الرجل الذي أرعب العالم، طوال أكثر من عشرين عاماً.

كنز من المعلومات
ويعتقد الباحثان أنه على الرغم من أن العالم تغير بصورة كبيرة منذ مقتل مؤسس القاعدة قبل أكثر من ست سنوات، إلا أنه ما زالت هناك صلة بين ما ضمته بعض تلك الملفات، والتي تقدم كنزاً من المعلومات، وبين ما يجري اليوم. وفي الواقع، حجبت “سي آي أي” بعض الوثائق لضرورات حماية الأمن القومي، وهي لا شك حساسة، ولكن يؤمل أن تنشر جميعها، في نهاية الأمر، وفقا لموقع “24” الإماراتي.

فشل
ويلفت روغيو وجوسلين لصمود القاعدة في مواجهة حرب بدأت قبل 16 عاماَ، ولكن التنظيم فشل في توجيه ضربة أخرى في الداخل الأمريكي شبيهة بما جرى في 9/11 ، رغم استمرار بن لادن في التعبير عن رغبته بنقل الإرهاب إلى سواحل أمريكا. فقد تمكن خبراء مكافحة الإرهاب، ورجال استخبارات من إحباط عدة خطط. كما أصيب تنظيم بن لادن بنكسات، منها مقتل كبار زعمائه.

ظروف جديدة
ولكن، بحسب الباحثين، تمكن القاعدة من التأقلم مع ظروف جديدة، واستطاع أن ينمو بصورة ما، وحيث نشر بصمته الإرهابية في بعض الدول التي لم يكن له وجود فيها، قبل 2001. وتظهر الوثائق المنشورة حديثاً كيف أمكن للقاعدة كسب أنصار، في أكثر من مكان، من غرب أفريقيا وصولاً إلى جنوب آسيا.

ومن هذا المنظور، يكشف الباحثان بعض ما استخلصاه من تلك الملفات، ومنها أن العالم رأى لأول مرة صورة لحمزة ابن لادن، المرشح لقيادة القاعدة.

بناء شخصية حمزة
ويرى روغيو وجوسلين أن القاعدة يعمل، منذ عام 2015 عندما أصدر سلسلة من التسجيلات الصوتية لحمزة بن لادن، على استثمار اسم أسامة بن لادن من أجل بناء شخصية نجله في الدوائر الجهادية. ولكن التنظيم امتنع عن نشر صور حديثة لحمزة، ربما لحمايته من هجمات محتملة. وكانت صوره تظهره فتى في العاشرة يجلس بجانب أبيه.

ولكن شريطين نشرا مؤخراً يعرضان لمشاهد من حفل عرس حمزة، ويظهر فيها، لأول مرة، وجهه كشاب. وفي نفس الفيديو تظهر صور شخصيات رفيعة المستوى في القاعدة، منهم محمد الإسلامبولي، شقيق قاتل السادات. وقد عاش الإسلامبولي لسنوات في إيران، بعد هجمات 2001، وأقام مؤخراً في تركيا.

مجلة أسامة الشخصية
كما تكشف الملفات المتوفرة، والمكتوبة بخط اليد، عن مجلة مكونة من 228 صفحة احتفظ بها أسامة بن لادن لنفسه. ويحتوي الكراس على تأملات زعيم القاعدة حول العالم ومكانة القاعدة فيه. وتحوي بعض الصفحات أفكار بن لادن حول انتفاضات عام 2011، والتي أراد أن يستثمرها رجاله. وبالفعل هذا ما جرى في ليبيا وسوريا، وحيث ظهرت فروع للقاعدة.

القاعدة وإيران
ويلفت الباحثان لتفاصيل كشفتها الملفات بشأن علاقة القاعدة بإيران، والتي وردت ضمن وثيقة من 19 صفحة، وتحوي تقييماً لعلاقة التنظيم بإيران. ويكشف بن لادن أن إيران وفرت لـ”أخوة سعوديين كل ما احتاجوا إليه، بما فيه المال والأسلحة والتدريب داخل معسكرات حزب الله في لبنان، في مقابل ضرب المصالح الأمريكية في السعودية والخليج”.

فرصة فريدة
وكشفت الوثائق المنشورة عن تسهيلات قدمتها الاستخبارات الإيرانية لتنقل بعض عناصر القاعدة عبر منحهم تأشيرات زيارة، فضلاً عن إيواء بعضهم.

كما تظهر تلك الملفات وجود خلافات بين القاعدة وإيران، ولكن أسامة بن لادن حذر من تهديد إيران. وفي رسالة نشرت سابقاً، وصف زعيم القاعدة السابق إيران بأنها تمثل” شريان القاعدة الرئيسي للحصول على الأموال والعناصر المدربة ووسائل الاتصال”. ورغم خلافاتها الإيديولوجية، واصلت إيران تقديم دعم أساسي لعمليات القاعدة.

ويخلص الباحثان لكون ما نشر قبل يومين يمثل فرصة فريدة أمام خبراء وباحثين وصحفيين، لفهم أفضل عن تنظيم القاعدة، ودوره في ما يجري من أحداث حول العالم.

ربما يعجبك أيضا