أنفقت 500 مليار دولار.. كيف تستفيد أبل من إعادة شراء أسهمها؟

استخدمت شركة أبل، عملاقة صناعة التكنولوجيا والهواتف في العالم، آلية إعادة شراء أسهم الخزينة بقيمة وصلت إلى 500 مليار جنيه على مدار 11 عامًا.

وهذه القيمة التي استخدمتها أبل لشراء أسهمها تتخطى القيمة السوقية لشركة Visa التى تقدر بـ489 مليار دولار، أو JPMorgan المقدرة بـ446 مليار دولار، أو Exxon Mobil المقدرة بـ441 مليار دولار.. فلماذا تلجأ أبل إلى هذه الآلية؟

أسهم الخزينة 

يقول خبراء سوق المال إن استخدام عمليات إعادة الشراء للأسهم من البورصة، أو ما تسمى بأسهم الخزينة، يساعد الشركة على ضخ مزيد من السيولة على السهم، وإنعاش التعاملات عليه، ما يمنحه زيادة في القيمة السوقية، ويحميه من مخاطر الاستحواذ غير المرغوب فيها من خلال البورصة.

اقرأ أيضًا│ الاقتصاد الصيني يكافح خطر الركود.. والأسواق العالمية تحبس أنفاسها

وأظهر تحليل من Markets Insider أن شركة Apple أنفقت ما يزيد على 500 مليار دولار في عمليات إعادة شراء الأسهم، على مدار العقد الماضي، وهو ما يصل إلى ربع قيمتها السوقية التي وصلت إلى 2.7 تريلون دولار.

شراء الأسهم 

حسب  Markets Insider، أنفقت شركة Apple ما يزيد على 50 مليار دولار سنويًّا لشراء أسهمها الخاصة منذ عام 2018، وأنفقت 90 مليار دولار في السنة المالية الأخيرة، بجانب شراء 56 مليار دولار من أسهمها في الأشهر الـ9 حتى 1 يوليو من العام الجاري.

ووافق مجلس إدارة شركة iPhone أخيرًا على عمليات إعادة شراء أخرى بقيمة 90 مليار دولار. وهذا المبلغ يتجاوز القيمة الإجمالية لسيتي جروب (85 مليار دولار) ويقترب من ضعف القيمة السوقية لشركة هيرشي (46 مليار دولار).

اقرأ أيضًا│ مجموعة بريكس مرشحة لصعود قوي.. هل تهدد بريق الـ7 الكبار؟

وقال كبير محللي السوق في Creative Planning، تشارلي بيليلو، إن عمليات إعادة الشراء التي تجريها شركة iPhone قلصت عدد الأسهم القائمة بأكثر من الثلث، من حوالي 25 مليارًا إلى أقل من 16 مليارًا.

رجل الأعمال وارن بافيت مساهم في آبل

كان الملياردير الأمريكي وارن بافيت، بطل عمليات إعادة الشراء منذ فترة طويلة، وهو أحد المشجعين لعمليات إعادة الشراء من Apple، وتمتلك إمبراطوريته Berkshire Hathaway ما يقرب من 6% من Apple، ويمثل المركز ما يقرب من نصف محفظة أسهمها التي تبلغ حوالي 350 مليار دولار.

وذكر بافيت أنه عندما تعيد Apple شراء الأسهم، تعزز ملكية Berkshire دون أي تكلفة على المجموعة. وكتب في رسالته لعام 2021 إلى المساهمين: “استخدمت الشركة الكثير مما احتفظت به لإعادة شراء أسهم Apple، وهو تصرف نشيد به.

وأضاف أن “الرئيس التنفيذي اللامع لشركة Apple، تيم كوك، يعتبر بنحو صحيح تمامًا مستخدمي منتجات Apple حبه الأول، ولكن جميع فئاته الأخرى تستفيد أيضًا من اللمسة الإدارية التي يتمتع بها تيم”.

استغلال السيولة 

معتصم الشهيدي خبير أسواق المال

الدكتور معتصم الشهيدي خبير أسواق المال، يري أن بعض الشركات المدرة للنقدية، والتي تتمتع بفائض كبير من السيولة، تسعى لتحقيق أكبر ربح ممكن عبر استثمار هذة السيولة، ومن ثم يعد أفضل استثمار لديها هو اللجوء إلى عمليات إعادة الشراء أو شراء أسهم الخزانة، وهي أن تستغل الشركة سيولتها لشراء أسهمها المتداولة في البورصة وتحقيق عائد جيد.

وأضاف الشهيدي لشبكة رؤية الإخبارية أن “الأسهم المشتراة يمكن استخدامها لتحقيق قيمة مضافة، واستثمار مربح للشركة، سواء عبر تخفيض عدد الأسهم بعد إعداد أسهم إعادة الشراء، ومن ثم ترتفع القيمة السوقية للسهم بقدر كبير، بالإضافة إلى خلق سيولة على السهم ترفع معدل التداول، ومن ثم زيادة القيمة السوقية”.

حافز الإثابة

ذكر محلل أسواق المال أنه يمكن للشركة استخدام  أسهم الخزينة المشتراة أو أسهم إعادة الشراء وتوزيعها على العاملين للإثابة، بهدف لتعظيم قيمة العمل وتحفيزهم على زيادة الإنتاج، ومن ثم تحقيق فائدة مزدوجة.

وأضاف أن إعدام أسهم إعادة الشراء أو أسهم الخزينة يرفع حصة المساهمبن الرئيسين دون أي نشاط جديد لهما، ودون أن يضيفوا أموالًا جديدة ،لافتًا إلى وجود شركات تستخدم أسهم الخزينة لمنع الاستحواذ العدائي عليها من مستثمر معين، فتشتري هي الأسهم ومن ثم ترفع قيمتها، ما يصعب على المستثمرين الآخرين شراء حصة من الأسهم.

وأوضح أن الشركة تشتري أيضًا أسهم الخزينة إذا كان السعر المتداول أقل من حقوق المساهمين بالقيمة الدفترية، ما يساعد في رفع القيمة الدفترية للأسهم المتبقية في السوق.

اقرأ أيضًا│ الاقتصاد الروسي يتحدى العقوبات الغربية بمعدلات نمو غير متوقعة