مجموعة بريكس مرشحة لصعود قوي.. هل تهدد بريق الـ7 الكبار؟

ولاء عدلان
البريكس

تعقد مجموعة بريكس هذا الشهر قمتها 15 في جوهانسبرج، وستكون هذه المرة الأولى التي يلتقي فيها زعماء دولها حضوريًّا منذ جائحة كورونا.

وسيجتمع زعماء الصين وروسيا والبرازيل والهند وجنوب إفريقيا لمناقشة قضايا، أبرزها توسيع المجموعة والعلاقات الاقتصادية، وسط توقعات بأن تتحول إلى بديل لتكتلات اقتصادية كبرى مثل مجموعة الـ7.

عدد أعضاء المجموعة مرشح للزيادة

من المتوقع أن يحضر القمة رؤساء الصين وجنوب إفريقيا والبرازيل ورئيس وزراء الهند، وسيتغيب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن المشاركة حضوريًّا بسبب ملاحقته من المحكمة الجنائية الدولية، بتهم تتعلق بحرب أوكرانيا، وسيمثّل بوتين وزير خارجيته سيرجي لافروف.

ووجهت جنوب إفريقيا دعوات إلى 67 زعيمًا في إفريقيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي وآسيا، لحضور القمة التي ستنعقد في الفترة من 22 إلى 24 أغسطس، فضلًا عن توجيه دعوات إلى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي والأمين العام للأمم المتحدة.

اقرأ أيضًا| مخاطر الركود تحاصر الاقتصاد العالمي في 2023.. ما مداها؟

وحسب بيان لوزارة الخارجية في جنوب إفريقيا، هذا الشهر، أبدت 40 دولة أو أكثر بجميع أنحاء العالم اهتمامها بالانضمام إلى بريكس، أو التعاون معها، وتقدمت 23 منها بطلبات للعضوية في المجموعة التي تمثل 42% من سكان العالم و40% من مساحة العالم.

بريكس تعكس قوة الجنوب العالمي

المجموعة التي عقدت أول قمة رسمية لها عام 2009، كانت تحمل اسم “بريك”، وهي الأحرف الأبجدية الأولى للدول المؤسسة باللغة اللاتينية، وتحول اسمها إلى بريكس مع انضمام جنوب إفريقيا إليها في 2010. وقدمت المجموعة نفسها للعالم ممثل عن دول الجنوب العالمي، في عالم ثنائي القطب.

قال سفير جنوب إفريقيا لدى مجموعة بريكس، أنيل سوكلال، في تصريح في منتصف يوليو الماضي، إن تأثير الجنوب العالمي يتصاعد ويجب أن ينظر للمجموعة على أنها تمثل عالم المستقبل، وتتمتع بقوة اقتصادية وجيوسياسية تؤهلها لقيادة التغير نحو الأفضل، وفق وكالة تاس.

g7 n brics

محاولات للحد من الهيمنة الأمريكية

يعتقد أعضاء بريكس الـ5، رغم وجود اختلافات عميقة بينهم وتوترات سياسية تاريخية على غرار الخلاف الحدودي بين الصين والهند، أنه من الضروري الحد من هيمنة الولايات المتحدة على سياسة واقتصاد العالم، والتحول باتجاه عام متعدد الأقطاب، وفق تقرير حديث لمجلة الإيكونوميست.

وضمن مساعي بريكس للتصدي لهيمنة الدولار الأمريكي، أنشأت في 2014 بنك التنمية الجديد ليكون بديلًا لمنظمات مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ويدعم عملات الدول الأعضاء.

ورغم كون أصول هذا البنك لا تتعدى عُشر إجمالي أصول البنك الدولي، لا يزال يمثل محاولة لكسر هيمنة الدولار، ضمن ترتيبات عدة لهذه الدول، أبرزها زيادة تبادلاتها التجارية عالميًّا بعملاتها الوطنية.

البريكس مرشحة لصعود قوي

يتوقع صندوق النقد الدولي ارتفاع مساهمة دول البريكس من حجم الاقتصاد العالمي هذا العام إلى 56 تريليون دولار، مقارنة بناتج محلي إجمالي، وفقًا لتعادل القوة الشرائية، بنحو 52 تريليون دولار لمجموعة الـ7.

وتوقع تحليل لشركة كيرني الأمريكية المتخصصة في البحوث الاقتصادية، أن تستمر آسيا وأستراليا في قيادة النمو العالمي على مدى السنوات الـ5 المقبلة بمتوسط 4.2%، وأن تحافظ الصين على مركز ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأن تصبح الهند الرابع بحلول 2027 متقدمة مرتبتين، وأن تتقدم البرازيل مرتبة واحدة إلى الثامن.

ورجح تحليل كيرني أن تتراجع الفجوة بين الولايات المتحدة ووصيفتها الصين ضمن قائمة أكبر اقتصادات العالم، في غضون 5 سنوات، ليصل حجم اقتصاد الصين إلى 20.5 تريليون دولار مقابل 22.6 تريليون دولار للولايات المتحدة.

اقرأ أيضًا| شبح الركود الاقتصادي يخيم على منطقة اليورو خلال 2023

تحولات.jpg

تحويلات مشهد الاقتصاد العالمي بحلول 2027 -كيرني

البريكس في مواجهة مجموعة الـ7

مجموعة الـ7، التي عقدت أولى اجتماعتها عام 1975 وتضم الدول الصناعية الكبرى، الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا واليابان وكندا وفرنسا، لا تزال تسيطر على حصة أكبر من الاقتصاد العالمي، وكذلك تتمتع بنفوذ سياسي أكبر مقارنة بدول البريكس، لكن هذا الواقع مرشح لتحول قوي خلال السنوات المقبلة، وفق شبكة فيجين كابيتاليست.

وبالنظر إلى تطور مساهمة مجموعة الـ7 في الناتج المحلي لإجمالي العالمي، وفقًا لتعادل القوة الشرائية في عام 1992، نجد أن حصتها كانت نحو 46% ثم تراجعت إلى 32.8% في 2012، و30.3% في 2022، وفي المقابل ارتفعت مساهمة دول البريكس إلى 31.7% في العالم الماضي من 28.3% في 2012.

الالاسس

 

ربما يعجبك أيضا