إيقاف نزيف الليرة التركية يكلف اقتصاد أنقرة 124 مليار دولار

اتجهت تركيا في وقت متأخر هذا العام للحاق بالركب العالمي في رفع أسعار الفائدة، واتخاذ تدابير صعبة تجاه العملة المحلية خفضت فيمتها 20%.

وحافظت تركيا على تثبيت سعر الليرة لنحو عام، حتى بعد الزلزال الذي دمر البلاد وهز الاقتصاد مطلع 2023، ثم خفضت قيمتها قرب 27 ليرة لكل دولار في مرات متتابعة، بعد انتخاب الرئيس رجب أردوغان لولاية جديدة في مايو.

أعلى سعر للفائدة في عقدين

لا يوجد أي توقعات بأن أزمة العملة انتهت، حسب ما قالت وكالة أنباء رويترز، اليوم الجمعة 25 أغسطس 2023.

ورفع البنك المركزي التركي أسعار الفائدة أكثر ما كان متوقعًا، أمس الخميس، لأعلى مستوى في 20 عامًا، في أول إشارة إلى أن مجموعة جديدة من مسؤولي السياسة النقدية تفضل اتخاذ خطوات أكثر حدة للحد من التضخم الذي يقترب من 50%، وهو ما دفع الليرة لتقلبات قوية.

ورفعت لجنة السياسة النقدية التركية، برئاسة حفيظة أركان، سعر الفائدة إلى 25% من 17.5% وهو أعلى بكثير من توقعات استطلاعات الرأي، وتوقع معظم الاقتصاديينز، وهو تخلٍّ قوي عن سعر الفائدة المنخفض الذي كان عند 8% في منتصف 2023.

تراجع الليرة بقوة

بعد يوم واحد من رفع الفائدة القياسي، تراجعت الليرة التركية 2.8%، يوم الجمعة 25 أغسطس 2023، لتتخلى عن بعض مكاسبها، وذلك بعد يوم واحد من رفع البنك المركزي أسعار الفائدة بشكل كبير.

وسجلت الليرة التركية 26.51 للدولار مقابل 25.75 للدولار في ختام تعاملات يوم الخميس بانخفاض 2.8% بعد رفع الفائدة.

وكانت الليرة قد سجلت مستوى قياسيًّا منخفضًا عند 27.2350 للدولار، قبل وقت قصير من إعلان قرار رفع أسعار الفائدة يوم الخميس.

إنقاذ الليرة يتطلب فك ودائع بـ 124 مليار دولار

حسب تقرير من بلومبرج، في 22 أغسطس 2023، تحول إنقاذ الليرة التركية من سلسلة التراجع إلى عبء قيمته 124 مليار دولار يطارد أنقرة، بسبب برنامج الودائع الممول من الحكومة، الذي يحمي الودائع بالليرة التركية من انخفاض قيمتها مقابل العملات الصعبة، والذي بات برنامجًا أكبر من إنهائه تدريجيًّا، وأخطر من التخلي عنه.

وتمثل الودائع المرتبطة بالعملات الأجنبية حاليًّا أكثر من ربع إجمالي الودائع، وهي مقدرة بقيمة 124 مليار دولار، ما قلص الاحتياطيات الإجمالية لدى البنك المركزي.

وأيضًا البرنامج المعروف باختصاره باللغة التركية “كيه كيه إم” (KKM) يستنزف خزانة الدولة بقدر متزايد من الدولار، ويعيق صناع السياسات عن رسم مسار أكثر تقليدية لتقدم الاقتصاد البالغ حجمه 900 مليار دولار بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في مايو.

فك ارتباط البرنامج ليس قريبًا

استشهد تقرير بلومبرج بقول محللي سيتي جروب إنهم لا يتوقعون أن يكون البنك المركزي التركي قادرًا على عكس اتجاه تسهيلات برنامج الودائع في المدى المتوسط، نظرًا إلى ضعف غطاء احتياطي العملات الأجنبية، وحجم الديون بالعملات الأجنبية في الاقتصاد التركي التي يُفترض سدادها.

وكان المركزي التركي حدّد، في 20 أغسطس 2022، هدفًا للبنوك لخفض حصتها من الودائع المرتبطة بالعملات الأجنبية، في أول خطوة تتخذها تركيا، بعيدًا عن أداة استحدثتها لوقف انخفاض قيمة العملة المحلية.

وفي نفس السياق، تعتبر مؤسسة “إس آند بي جلوبال ريتنجز” الاقتصاد التركي “أكثر دولرة” ولديه سيولة من العملة الصعبة عما كان عليه في 2019، بعد أزمة العملة.

أركان تنهي حقبة تكاليف الاقتراض المنخفضة

في 9 يونيو 2023، عيّن الرئيس التركي حفيظة غاية أركان محافظة للمركزي التركي، كأول امرأة تتولى حاكمية البنك المركزي التركي، وفق ما أفادت وكالة الأناضول التركية.

وبدأت أركان في إنهاء حقبة تكاليف الاقتراض المنخفضة للغاية في تركيا، والتي كان يفضلها أردوغان في السابق، وفق بلومبرج.

اقرأ أيضًا| تركيا تسجل انتعاشًا في أعداد الزائرين الأجانب خلال يوليو