اتفاق درعا.. هزيمة جديدة لمليشات إيران في سوريا

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

تعرضت درعا البلد لحصار خانق، منذ أسابيع، وفوق ذلك بدأ النظام بقصفها بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة، رغم اكتظاظها بالمدنيين، وعدم توفر أي نقاط طبية فيها.

وشنت قوات الأسد والمليشيات الإيرانية هجمات عسكرية كبيرة على على درعا البلد وحي طريق السد ومخيم “درعا”، متبعة سياسة الأرض المحروقة في محاولة لاقتحامها عقب رفض ممثلو الثورة السورية في درعا منح النظام فرصة السيطرة الكاملة عليها، لكن جميع تلك الهجمات فشلت فشلا ذريعا.

لو لم تستطع حينها قوات الأسد والمليشيات الإيرانية سوى التقدم في حي البحار والسيطرة على عدة أبنية فيه وفي حارة البدو المحاذية لحي المنشية، إلا أن مقاتلي الأحياء المحاصرة استعادوا هذه الأبنية، إلا أن عدد من مساجد درعا تعرض للتدمير بعد استهداف المليشيا الإيرانية وقوات النظام للمساجد بشكل متعمد.

وتم التوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار جديد برعاية روسية، وبالتالي فشلت القوات النظامية والمليشيات الإيرانية في تحقيق شروطها بالسيطرة على المنطقة.

بدورها، أدانت السفارة الأمريكية في دمشق، الهجوم “الوحشي” الذي يكثفه النظام على محافظة درعا جنوبي سوريا.

وقالت السفارة، في تغريدة عبر تويتر، “ندين هجوم نظام الأسد الوحشي على درعا، والذي أدى إلى مقتل مدنيين، وتشريد الآلاف، ونقص في الغذاء والدواء”.
وأضافت أن “الولايات المتحدة تدعو لوقف فوري لإطلاق النار، وحرية الدخول دون عوائق للأمم المتحدة والجهات الفاعلة الإنسانية”.

اتفاق بوساطة روسية

فيما توصلت اللجنة المركزية في درعا، لاتفاق جديد مع قوات النظام برعاية روسية ينهي الحملة العسكرية على أحياء درعا البلد.

وأضافت المصادر، أن الاتفاق تضمن أيضا وضع ثلاث نقاط مشتركة بين الأمن العسكري واللواء الثامن التابع للفيلق الخامس في درعا البلد، وإجراء تسوية للمطلوبين للنظام، وتسليم سلاح 34 شخصا بأحياء (درعا البلد والسد والمخيمات) وخروج من يرغب بالتسوية إلى الشمال السوري، على أن تتكفل الشرطة الروسية واللواء الثامن التابع للفيلق الخامس الموالي لروسيا ولجنة التفاوض بتدقيق هويات بعض الأشخاص في درعا البلد.

وتضمن اتفاق وقف إطلاق النار عدم تهجير أي شخص خارج المنطقة، وتمركز قوات النظام وفرع الأمن العسكري التابع له في 4 نقاط من المنطقة كقوى أمنية، وعودة مخفر الشرطة وعناصره للمنطقة بعد خروجهم منها جراء الأحداث الأخيرة.

كما تضمن الاتفاق انسحاب الفرقتين الرابعة والتاسعة التابعتين للنظام من محيط منطقة درعا البلد وفك الحصار عنها.

ونقل تجمع أحرار حوران عن مصدر في اللجنة المفاوضة، أنه من المقرر لاحقا نشر ثلاث نقاط عسكرية في محيط درعا البلد وتتسلمها قوات مشتركة من ميليشيات الأمن العسكري واللواء الثامن من أبناء درعا، كما سيجري سحب ميليشيات الفرقة الرابعة وحلفائها الشيعة من محيط المدينة وفتح الحواجز بين درعا البلد ومركز المدينة.

مطالب العشائر التي سبقت الاتفاق

وطالبت عشائر محافظة درعا، بوقف التمدد الإيراني في محافظتهم، وإنقاذ المدنيين من القتل والتدمير الذي تمارسه مليشيات النظام، وجاء في البيان الصادر عن عشائر ووجهاء ولجان درعا المجتمعين في مدينة طفس، غربي المحافظة، أن العشائر ترفض التهديدات التي يطلقها النظام ومليشياته ويتوعد فيها سكان المنطقة بالقتل والتهجير.

واستنكر الموقعون الحصار المفروض على درعا البلد، وغيرها من المدن والبلدات المحاصرة، واعتبروا تهديدات النظام بالقتل والتهجير بأنها لا تعدوا كونها أفعالًا عدوانية، لا تتعامل بها أي سلطة مع مواطنيها.

وحض البيان على وقف تمدد مليشيات إيران وحزب الله باتجاه درعا، وعموم الجنوب السوري، وفك الحصار عن درعا البلد، وعن الأسر في المزارع المحيطة بالأخيرة، والسماح بإدخال المساعدات الطبية والغذائية.

بدورها طالبت “اللجنة المركزية” في مدينة درعا بـ”الفزعة” من بقية مناطق حوران، نتيجة حملة التصعيد العسكري المكثف على الأحياء المحاصرة، منذ صباح السبت الماضي.

وقال المتحدث باسم “اللجنة المركزية”، عدنان المسالمة، “إلى أهلنا في حوران الأبية (…) انهارت المفاوضات نتيجة التعنّت المستمر والطلبات التعجيزية للنظام”.

وأضاف “أبناؤكم وإخوتكم في درعا البلد والسد والمخيمات، يسطرون أروع الملاحم البطولية بالصمود والتصدي على جميع محاور المدينة، ونتيجة لذلك فقد أصبح القصف والتدمير جنونيًا وبجميع أصناف الأسلحة الثقيلة، ما أدى إلى تدمير منازل المدنيين الآمنين والمساجد، الفزعة الفزعة الفزعة يا أهل حوران”.

وهو ما قابه تحرك الكثير من المدن الحورانية للتضامن مع درعا البلد، وهو ما أجبر روسيا على التدخل لوقف هجوم المليشيات الإيرانية وقوات الأسد.  

أهداف إيران

وتحدثت مصادر محلية سورية عن اجتماع عقد مؤخراً بين ضباط روس وآخرين إيرانيين في مبنى فرع المخابرات الجوية بمدينة درعا لمناقشة عدد من الملفات من بينها، إعادة المواطنين الشيعة إلى مساكنهم في درعا وخاصة في مدينة بصرى الشام شرق المحافظة.

وأضافت: “ناقش الاجتماع الذي حضره عدد من ضباط اللجنة الأمنية في درعا، ملف السكان الشيعة كمطلب أساسي من الوفد الإيراني لإعادتهم بحماية وضمانة روسية، كما طرح الضباط الإيرانيون مسألة سحب السلاح من مجموعات المعارضة والكتائب التي دخلت ضمن اتفاق التسوية لضمان عودة آمنة للشيعة إلى مساكنهم.

وتابعت: “ناقش الاجتماع الحدّ من النفوذ الإيراني في منطقة جنوب سوريا واقتصار وجود الإيرانيين على المستشارين العسكريين، في ظل ضغوط من دول إقليمية على روسيا للالتزام بتفاهمات اتفاق التسوية عام 2018، دون أي اكتراث من الإيرانيين بهذا الخصوص”.

فيما  كشف الناشط السوري المنحدر من درعا (محمد عساكرة)، عن معلومات تفيد بعقد اجتماع إيراني – إيراني، ضمّ ممثلين عن ميليشيا الحشد الشعبي العراقية، وميليشيا (أسود العراق)، دون معرفة تفاصيل ما جرى في الاجتماع.

أخيرا من جديد عادت درعا لتملي شروطها على روسيا وإيران وقوات الأسد، فروسيا التي هددتها بالأمس أرغمت اليوم على تغيير مفاوضها ثم على العودة للتفاوض وتنفيذ شروط اللجنة المركزية لدرعا بأن يشمل الاتفاق المبرم كل حوران ولي درعا البلد وحدها، أما مليشيا الفرقة الرابعة الموالية لإيران فقد هزمت ولم تستطع التقدم، أما إيران وحرسها الثوري ومليشياتها اللبنانية والعراقية والأفغانية فهزمت مجددا في حوران ولم يستطيعوا التقدم رغم حشودهم.

ربما يعجبك أيضا