ازدواجية الموقف الأمريكي.. تزعم حماية المدنيين وتدرس بيع صفقة أسلحة لإسرائيل

مع تصاعد الضغوط الموجهة نحو الولايات المتحدة لوقف الدعم العسكري لإسرائيل إذا لم تتخذ خطوات أكثر فعالية للحد من الخسائر المدنية في غزة، تنظر الإدارة الأمريكية في إمكانية إبرام صفقة جديدة لبيع أسلحة لدولة الاحتلال.

وفقًا لما نقلته صحيفة بوليتيكو الأمريكية عن أحد مساعدي الكونجرس، تدرس إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بيع ما يصل إلى 50 طائرة مقاتلة من طراز F-15 لإسرائيل، إلى جانب 30 صاروخ جو-جو متقدم من طراز AIM-120، وعدد من مجموعات الذخيرة الموجهة بدقة والقنابل المتطورة.

صفقة بـ18 مليار دولار

حسب وكالة أنباء رويترز، يُقدر سعر هذه الصفقة بحوالي 18 مليار دولار. وأشارت صحيفة “واشنطن بوست” إلى أن الإدارة الأمريكية تقدم في الوقت الحالي حزمة أسلحة متنوعة لإسرائيل، تتضمن قنابل MK-84 وMK-82500، وأُبلغ الكونجرس بأجزاء من هذه الحزمة منذ عام 2008.

وأخطرت الإدارة لجان الكونجرس المعنية بشكل غير رسمي بالصفقة، مما يعكس استعدادها للمضي قدمًا في هذا الاتجاه. وفيما يتعلق بموضوع هذه الصفقة، اكتفت وزارة الدفاع الأمريكية بإحالة الأسئلة إلى وزارة الخارجية، التي رفضت التعليق على المبيعات المستقبلية المحتملة.

تناقض الموقف الأمريكي

يأتي هذا في ظل اتهامات من داخل وخارج الحكومة الأمريكية لجو بايدن بالمسؤولية عن مبيعات الأسلحة لإسرائيل في ظل تزايد حصيلة الضحايا في غزة. ودعا السيناتور كريس فان هولين من الحزب الديمقراطي من ولاية ماريلاند إلى إعادة النظر في منع بيع الأسلحة الهجومية، الأمر الذي كان بايدن مترددًا في تنفيذه.

وأعلن جوش بول، الذي قدم استقالته من وزارة الخارجية الأمريكية احتجاجًا على استمرار الدعم العسكري الأمريكي القاتل لإسرائيل، أن إتمام هذه الصفقة سيكون إشارة إضافية على عدم رغبة الإدارة الأمريكية في اتخاذ مواقف صارمة ضد نتنياهو.

وأضاف: “على الرغم من التصريحات المتكررة للرئيس الأمريكي بشأن رغبته في كبح العمليات الإسرائيلية في غزة، فإن هذه الصفقة تظهر بوضوح استمرار الإدارة الأمريكية في دعم إسرائيل، بغض النظر عن الوضع المأساوي في غزة”.

سموتريتش يعارض صفقة جديدة

في سياق متصل، أعلن وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، معارضته على شراء سربين من الطائرات المقاتلة. وقد وجه خطابًا إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ينتقد فيه استخدام حق النقض لعدم انعقاد اللجنة المختصة في الوزارة المالية للموافقة على الشراء بسعر التكلفة البالغ 35 مليار شيكل، وهو الأمر الذي وصفه بأنه “غير مقبول” في ظل الوضع الحربي الحالي.

وأكد سموتريتش في كتابه أن “انعقاد اللجنة والموافقة على صفقة من هذا الحجم دون موافقة وزارة المالية يعتبر أمرًا غير مسبوق، وليس لدي أي نية للسماح بذلك”، فيما هاجمه مسؤولون أمنيون ووصفوه بأنه “يغفل أننا في حالة حرب تتضمن عدة جبهات”.