اكتشاف معادن أرضية نادرة في أحد أكثر كواكب المجرة سخونة

بسام عباس
كوكب KELT-9b

أصبح الكوكب الأكثر سخونة في مجرة درب التبانة مثيرًا لاهتمام العلماء بعد عثورهم على عنصر التيربيوم المعدني النادر خارج المجموعة الشمسية.


اكتشف علماء الفلك عنصر التيربيوم المعدني الأرضي النادر في الغلاف الجوي لكوكب (KELT-9b) الذي يدور في سحب من المعدن المتبخر.

وهذا الكشف هو المرة الأولى التي يعثر فيها العلماء على هذا العنصر النادر في عالم بعيد. واكتشف فريق البحث أيضًا وجود عناصر الفاناديوم والباريوم والسترونتيوم والنيكل وعناصر أخرى، ما يؤكد الاكتشافات السابقة بأن كل ما يحدث في كوكب (KELT-9b) أمور غريبة بالفعل.

أكثر الكواكب سخونة

أوضح موقع ساينس أليرت العلمي، في تقرير نشره، أمس الأربعاء 3 إبريل 2023، أن علماء من جامعة لوند في السويد تمكنوا من اكتشاف معدن التيربيوم النادر في الغلاف الجوي لكوكب (KELT-9b) بعد تطوير طريقة جديدة لتحليل الكواكب الخارجية، ما يجعل من الممكن دراستها بمزيد من التفصيل.

وأفاد الموقع أن كوكب (KELT-9b) أحد أكثر الكواكب الخارجية سخونة في مجرة ​​درب التبانة، ويدور حول نجم أزرق عملاق، يبعد 670 سنة ضوئية من الأرض، في مدار ضيق للغاية يبلغ 1.48 يوم فقط، لافتًا إلى أن متوسط درجة حرارته المذهلة تصل إلى 4327 درجة مئوية.

معادن نادرة على الكوكب

كشفت الدراسة الجديدة، نشرتها مجلة علم الفلك والفيزياء الفلكية، أن الكوكب منذ اكتشافه في عام 2016، أثار اهتمام علماء الفلك حول العالم، واكتشف العلماء 2018 الحديد والتيتانيوم في غلافه الجوي، وفي عام 2019، أعلن العلماء اكتشافهم الصوديوم والمغنسيوم والكروم والمعادن الأرضية النادرة سكانديوم والإيتريوم.

وقال باحث الفيزياء الفلكية في جامعة لوند السويدية، نيكولاس بورساتو، إن فريق البحث طور طريقة جديدة تسمح بالحصول على معلومات أكثر تفصيلًا، وباستخدامها، اكتشف الفريق سبعة عناصر، بما في ذلك مادة التيربيوم النادرة، والتي لم يعثر عليها من قبل في الغلاف الجوي لأي كوكب خارجي.

والتيربيوم معدن أرضي نادر ينتمي إلى ما يسمى اللانثانويد. واكتشف الكيميائي السويدي كارل جوستاف موساندر هذه المادة في عام 1843 في منجم يتربي في أرخبيل ستوكهولم. والمادة نادرة جدًّا في الطبيعة، ويُنتج 99% من التيربيوم في العالم اليوم في منطقة تعدين بايان أوبو في منغوليا الداخلية.

قياس لمعان النجوم

أوضح الموقع العلمي أن علماء الفلك يكتشفون معظم الكواكب الخارجية من خلال قياس مدى لمعان النجوم، وذلك عندما يمر كوكب خارج المجموعة الشمسية أمام نجمه، فيقل سطوع النجم، ونجح الباحثون في تصفية الإشارات السائدة في الغلاف الجوي لكوكب (KELT-9b)، ما يفتح إمكانية اكتشاف المزيد عن الغلاف الجوي للكواكب الخارجية الأخرى.

وقال بورساتو إن معرفة المزيد عن العناصر الأثقل يساعدنا، بجانب أمور أخرى، على تحديد عمر الكواكب الخارجية وكيف تشكلت، لافتًا إلى أن الفريق يعمل أيضًا على تطوير التقنيات المستخدمة لتحليل الغلاف الجوي للكواكب الخارجية، آملًا أن تتطور تقنيات البحث والاستكشاف باستخدام جيل جديد من التلسكوبات.

فرصة للعثور على الأرض الثانية

أفاد الموقع العلمي أن نتائج الدراسة التي أجراها فريق جامعة لوند، أكدت نتائج الاكتشافات السابقة للهيدروجين والصوديوم والمغنسيوم والكالسيوم والكروم والحديد، واكتشفت العديد من المعادن التي لم ترصد في الغلاف الجوي للكواكب الخارجية.

وخلصت الدراسة إلى أن اكتشاف العناصر الثقيلة في الأغلفة الجوية للكواكب الخارجية الشديدة الحرارة خطوة أخرى نحو معرفة كيفية عمل الأغلفة الجوية للكواكب، وأنه كلما تعرفنا على هذه الكواكب بنحو أفضل، زادت فرصتنا في العثور على “الأرض رقم 2” في المستقبل.

اقرأ أيضًا: شبيه بالأرض.. اكتشاف كوكب استثنائي خارج المجموعة الشمسية

اقرأ أيضًا: محمد بن زايد: أسبوع تاريخي لقطاع الفضاء الإماراتي

اقرأ أيضًا: ثقب أسود ضخم في قلب مجرة درب التبانة.. «فيديو»

ربما يعجبك أيضا